شيخ الأزهر: من العار السكوت عما يحدث في سوريا

مسؤول في المشيخة: بعثنا بأكثر من رسالة للنظام

TT

بينما استصرخ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الدول العربية أمس، مطالبا بعدم السكوت عما يحدث في سوريا والدعوة إلى ضرورة وجود عمل جاد وفوري، قال الدكتور محمد مهنا، عضو المكتب الفني لشيخ الأزهر لـ«الشرق الأوسط»، إن «الأزهر الشريف هاله ما يحدث في سوريا من قتل في حق الشعب المسالم منذ بدء الانتفاضة السورية». وقال شيخ الأزهر في بيان له أمس «لقد بلغ السيل الزبى في قطرنا السوري، وجاوز الظلم المدى، وفي كل يوم تزهق فيه الأرواح البريئة، تشكو لربها هذا الطغيان البشع الذي لا يتوقف».

وتابع شيخ الأزهر «إذ نستصرخ العرب وجامعة دولها أن يفعلوا شيئا، ولو يسيرا، يوقف آلة القتل والموت والدماء والخراب، وتحملهم (أي العرب) أمام ضمائرهم وتاريخهم، مسؤولية هذا العبث، وهذه الهمجية التي طال عليها الأمد في سوريا، بعد أن قست قلوب القائمين عليها والمتورطين في أوحالها، وبعد أن نزعت الرحمة من قلوبهم ومشاعرهم وأحاسيسهم».

وشدد الدكتور الطيب على أن الوضع الآن لم يعد في حاجة إلى بيانات الإدانة والتنديد؛ ولكنه في أمس الحاجة إلى عمل جاد جريء وعاجل، من قبل العرب والدول العربية أولا، ومن أحرار العالم كله ثانيا». وقال مخاطبا الدول العربية «من العار علينا أن يسجل تاريخنا المعاصر تدهور القطر السوري الشقيق، وذهابه إلى هذا المصير المشؤوم، وأنتم هانئون وادعون، حكاما كنتم أو محكومين».

وأكد أنه لم يعد مجديا أن يستصرخ الأزهر هؤلاء الطغاة والمتجبرين، فإنه يوجه صرخته إلى الشعب الصامد في سوريا الشقيقة، وهو يدق أبواب الحرية والعدالة بيد مضرجة من دمائه الزكية، قائلا «أيها الصامدون في سوريا الشقيقة.. اصبروا وصابـروا ورابطوا.. وسيروا في طريقكم على بركة الله». وتابع «ولا تستدرجوا إلى عنف أو مواجهة مسلحة في هذا الصراع البائس الكريه؛ ولكن دافعوا عن أنفسكم وأعراضكم ونسائكم وأطفالكم.. واعلموا أن من قتل دون حقه، فهو شهيد كما وعد بذلك رسول الله، صلى الله عليه وسلم».

وأضاف الدكتور الطيب، أن «الأزهر ليصرخ في وجوه هؤلاء الذين يستخدمهم الحكام في قتل إخوانهم المواطنين، مذكرا إياهم بأن مهمة الجيوش هي حماية الشعوب والأوطان، وليس القمع والبطش والعدوان، وعليهم أن يعلموا أن لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وأن من أكبر الكبائر قتل النفوس بغير حق، وإراقة الدم الحرام، ولن يجديكم أمام ربكم يوم الحساب، أن تقولوا: إن أوامر المتسلطين أجبرتنا على ذلك، فلا شرعية لمن يقتل الشعب ويريق دمه وييتم أطفاله ويرمل نساءه». ومن جانبه، قال الدكتور مهنا، المسؤول عن ملف تطوير العلاقات الخارجية بالأزهر الشريف، إن «الأزهر قد وجه أكثر من رسالة للمسؤولين في سوريا بالكف عن إراقة دماء الشعب المسالم، والآن يخاطب الشعب السوري ويعهدهم بالشهادة في سبيل الله»، مضيفا أن «شيخ الأزهر حرص على توجيه رسالة مفادها أن ما يحدث في سوريا لم يعد يصلح معه لا التنديد ولا الشجب».