إسلاميو مصر يدخلون على خط المواجهة بين المجلس العسكري وواشنطن

نائب مرشد «الإخوان» وصف المعونة الأميركية بـ«قيد نجس»

TT

دخلت جماعة الإخوان المسلمين بمصر على خط المواجهة الخارجية المشتعلة منذ أسابيع، بين المجلس الأعلى للقوات المسلحة (الحاكم) والإدارة الأميركية، بعد تهديدات أميركية لمصر بقطع المساعدات المالية التي تتلقاها الأخيرة، بسبب أزمة تمويل جمعيات المجتمع المدني في مصر.

وقال الدكتور محمد مرسي، رئيس حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان، إن المعونة الأميركية جزء من اتفاقية كامب ديفيد الموقعة بين مصر وإسرائيل، وإن الجانب الأميركي ضامن لها وطرف أصيل فيها، مشيرا إلى أنه لا مجال للحديث عن المعونة إلا في إطار الاتفاقية، مشددا على أن التلويح بوقف المعونة من جانب الإدارة الأميركية ليس في محله وإلا سيعاد النظر في الاتفاقية وقد تتعثر، وأكد أن الحزب، الذي يمتلك الأغلبية في البرلمان المصري، يريد لمسيرة السلام أن تستمر بما يحقق مصلحة الشعب المصري.

وكان خلاف حاد نشب بين مصر والولايات المتحدة عقب إصرار القاهرة على التعامل بكل حزم مع قضية التمويل الأجنبي، ومداهمة السلطات المصرية لعدد من مقرات الجمعيات الأهلية والحقوقية المتهمة بتلقي تمويل أجنبي بالمخالفة للقانون المصري، وهو الأمر الذي اعتبرته واشنطن انتهاكا وخرقا للديمقراطية ولعمل مؤسسات المجتمع المدني، خاصة أن عددا من المؤسسات الأميركية العاملة في مصر تورطت في القضية، ومنع عدد منهم من السفر، واحتجز آخرون بمقر السفارة الأميركية بالقاهرة.

ورغم حدة الأزمة وتطورها سريعا عقب تلويح واشنطن بقطع المعونات التي تمنحها لمصر بموجب اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، والتي رعتها أميركا، فإن التيار الإسلامي في مصر خاصة جماعة الإخوان، لم يظهر في هذا المشهد المضطرب إلا مؤخرا، وقال الدكتور رشاد بيومي، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، إن تهديدات أميركا بقطع المعونة لن تخيف المصريين، واصفا المعونة الأميركية بـ«القيد النجس»، الذي لا بد من إزالته، كونه يكبل حرية البلاد، وشن بيومي، هجوما عنيفا على آن باترسون، السفيرة الأميركية في القاهرة، حيث اتهمها بامتلاك «ماض تعس» يشهد عليه ما ارتكبته من جرائم في باكستان، وأنها نقلت لمصر لتنقل إليها مسيرة الفتنة.

وقال بيومي في مقال له أمس نشر على الموقع الرسمي للجماعة: إن هناك مخططا «صهيو - أميركي» يحاول منع وصول الحرية للعالم العربي، بعدما اتضح من نتائج الانتخابات أن الشعوب العربية تنتخب الإسلاميين، وخصوصا «الإخوان المسلمين»، تمثل في ضخ الأموال بكثافة لبعض «ما يسمونه افتراء بجمعيات حقوق الإنسان والمجتمع المدني»، بحسب تعبيره، والتي اتهمها بـ«التعمد البغيض لإشعال نيرات الفتنة»، واستكمل بيومي رصد ما يراه أشكالا للمخطط الصهيو - أميركي، من خلال الاعتصامات والإضرابات والاحتجاجات التي يرى أنها تتم «بصورة ليس فيها تعقل ولا إحساس بالمسؤولية».

ومن جهتها عبرت الأحزاب السلفية وعلى رأسها حزب النور عن ترحيبها بالاستغناء عن المعونة الأميركية عسكريا واقتصاديا، لكن الحزب الذي أجرى اتصالات غير مباشرة بإسرائيل قبل عدة أشهر لطمأنتها على موقفه من معاهدة السلام مع مصر، أكد عبر مسؤوله الإعلامي، نادر بكار، أن الحزب يشجع أي حراك فعلي مجتمعي يقف أمام سياسة الإذلال بالمعونة الأميركية.