إسرائيل تتحسب من انفجار انتفاضة ثالثة في يوم الأرض

زعمت أنها تأتي في إطار خطة تبلورها قيادة منظمة التحرير

TT

ذكرت مصادر أمنية في إسرائيل، أمس، أن هناك تحسبا من انفجار انتفاضة فلسطينية ثالثة في ذكرى «يوم الأرض» الفلسطيني الذي يصادف في 30 مارس (آذار) المقبل، وذلك حسب زعم هذه المصادر «في إطار خطة سرية تجري بلورتها في قيادة منظمة التحرير الفلسطينية». وقالت المصادر، إن «السلطة الفلسطينية تتهرب من عملية السلام، لأنها ليست معنية بتقديم تنازلات فيها، ولذلك تفتش عن طريقة تشعل فيها المنطقة لتحرج إسرائيل أمام العالم وتظهرها قامعة للنشاط السلمي الفلسطيني».

وادعت مصادر أخرى، في حديث بثته إذاعة «القناة السابعة»، التابعة للمستوطنين، أن الفلسطينيين يخططون لإطلاق شرارة هذه انتفاضة في 30 مارس، الذي يصادف الذكرى السنوية ليوم الأرض (وهو يوم النضال ضد مصادرة الأرض العربية، الذي كان فلسطينيو 48 قد أشعلوه في سنة 1976 وأصبح منذ ذلك الوقت يوم نضال فلسطيني شامل في جميع أماكن وجود هذا الشعب).

ومن التفاصيل التي بثتها الإذاعة، يتضح أن أجهزة الأمن الإسرائيلية تعتمد في تقديراتها بشكل أساسي على قرار فصائل منظمة التحرير في لبنان تنظيم مظاهرات ومسيرات شعبية تتجه نحو الحدود مع إسرائيل في ذاك اليوم. وهي تتوقع أن يتم التجاوب معها في الشارع الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتتطور إلى صدامات متواصلة يوما بعد يوم، وتخشى من أن يتدفق خلالها المتظاهرون باتجاه المستوطنات أو الحواجز العسكرية الاحتلالية المنتشرة في جميع أنحاء المناطق الفلسطينية. كما أنها تتحسب من اندلاع مظاهرات مشابهة داخل إسرائيل أيضا (فلسطينيو 48).

وقالت المصادر الإسرائيلية إنها تخشى من أن تكون مسيرات لبنان «جزءا من خطة شاملة لنظام بشار الأسد في سوريا وحزب الله اللبناني بهدف صرف الأنظار عن المذابح التي يرتكبها هذا النظام داخل سوريا وتحظى بتأييد حزب الله». وفي الوقت نفسه، لم تستبعد أن تكون الجهود المتقدمة في المصالحة الفلسطينية ولقاءات الرئيس محمود عباس (أبو مازن) ورئيس المكتب السياسي لحماس، خالد مشعل، هي المحفز لانتفاضة فلسطينية ثالثة، تشارك فيها جميع الفصائل الفلسطينية وتكون تعبيرا جديدا عن وحدة الصف.

يذكر أن مصادر إسرائيلية كهذه حذرت ثلاث مرات في السنة الماضية مما سمته «انفجار انتفاضة فلسطينية ثالثة». ففي مارس الماضي، وجهوا هذه التحذيرات، بسبب انفجار الهبات الشعبية في تونس ومصر واليمن، مدعين أن «القيادات الفلسطينية تخشى من هبات شعبية ضدها، ولذلك تسعى إلى توجيه نار الغضب الفلسطيني نحو إسرائيل». وفي مايو (أيار) الماضي نشرت تحذيرات شبيهة، عندما انطلق الفلسطينيون يحيون ذكرى النكبة وتدفقت جماهير فلسطينية غفيرة من سوريا نحو منطقة هضبة الجولان السورية المحتلة وجماهير أخرى فلسطينية تدفقت من لبنان.

وعادت «مصادر أمنية» إسرائيلية لتحذر من «انتفاضة ثالثة» في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول)، عندما أطلقت القيادة الفلسطينية مشروعها بطلب اعتراف بفلسطين عضوا في منظمة الأمم المتحدة وإعلانها دولة مستقلة. وفي هذه المرة، ترافقت التحذيرات مع تهديدات إسرائيلية مباشرة للفلسطينيين والقول إن «هناك خطة تفصيلية تعدها القيادات الأمنية الإسرائيلية لمعاقبة الفلسطينيين على خطواتهم أحادية الجانب».

وهذه هي المرة الرابعة، التي تحذر فيها السلطات الإسرائيلية من انتفاضة فلسطينية ثالثة. وتستند فيها إلى الاستعدادات ليوم الأرض، منتهزة الفرصة للتحريض على القيادات الفلسطينية عشية التوصل إلى اتفاق مصالحة بين حركتي فتح وحماس، بدعوى أنها «تقيم تحالف عنف وعدوان».

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ونائبه وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، قد هاجما الرئيس عباس على اتفاقاته مع مشعل واعتبراها بمثابة تهرب من عملية السلام وتحالف مع الإرهاب. وفي الوقت نفسه، سرب مكتب نتنياهو معلومات عن «اقتراح إسرائيلي قدم إلى السلطة الفلسطينية، لكي تعود إلى المفاوضات حول التسوية الدائمة». وقالت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية في حينه، إن هذا الاقتراح يتضمن خطوات لإعادة الثقة وإبداء النوايا الطيبة، مثل إطلاق سراح 30 - 40 أسيرا فلسطينيا، وتجميد جزئي للبناء الاستيطاني والانسحاب من مناطق جديدة في الضفة الغربية، وتخفيف آخر في الحصار على قطاع غزة، وإدخال الإسمنت لبناء عدة مدارس و1000 وحدة سكنية، وزيادة الواردات والصادرات بين الضفة الغربية وقطاع غزة. وقد رفض عباس هذه المقترحات وقال إنه لن يعود إلى المفاوضات إلا إذا كان هناك تجميد حقيقي للاستيطان.