الجزائر تدين حرق علمها في حمص على أيدي «أطراف سورية غير مسؤولة»

مدلسي قال إنها «ربما لم تطلع على حقيقة الموقف الجزائري» من الأزمة

TT

استنكرت الجزائر بشدة حرق علمها الوطني في إحدى مدن سوريا، واعتبرته «تصرفا غير مسؤول من أطراف سوريا ربما تجهل حقيقة الموقف الجزائري»، حول الأزمة. وقال وزير خارجيتها إن بلده «يملك أسبابا كثيرة تجعله يتحفظ على مسعى الاحتكام إلى مجلس الأمن الدولي»، بخصوص البحث عن حل للأزمة.

وقال مراد مدلسي أمس، في مؤتمر صحافي بالعاصمة، إن حرق العلم الجزائري «تصرف غير لائق وغير مقبول، وإنني أدين كل عمل من هذا النوع». واتهم «أطرافا سوريا غير مسؤولة، وليس كل الشعب السوري، بالوقوف وراء هذا العمل»، مشيرا إلى أنها «ربما غير مطلعة على حقيقة موقفنا»، يقصد أن الجزائر لا تدعم النظام السوري.

وبثت شبكة التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، وموقع «يوتيوب»، صور أشخاص يسكبون بنزينا فوق علم الجزائر ثم أشعلوا النار فيه. وظهر أيضا أشخاص يحملون لافتات من الورق تحمل خطابا يهاجم الحكومة الجزائرية بسبب موقفها من الأزمة، والذي اعتبروه مساندا لنظام بشار الأسد. وكتب على صور الفيديو أن حادثة حرق العلم وقعت بحي باب هود بحمص. ومعروف أن الموقف الرسمي الجزائري من الثورات العربية جلب للبلاد انتقادا لاذعا. وفي الحرب الليبية، تعرضت الجزائر لتهمة دعم معمر القذافي بـ«المرتزقة والعتاد الحربي»، وهو ما تم نفيه. وتقول الجزائر إن دعوتها إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان تفهم على أنها انحياز لطرف ضد طرف آخر أثناء الأزمات.

وشدد رئيس الدبلوماسية على أن الجزائر «انخرطت في مسار الوساطة بسوريا تحت مظلة الجامعة العربية، على أمل أن يكون الحل عربيا. وظلت محافظة على مبدأ عدم الخروج عن الفضاء العربي، وأبدت تحفظا على قرار إخطار مجلس الأمن الدولي لأننا لم نكن متأكدين من جدوى أهداف ومرامي هذا المسعى. وتحفظنا أيضا على مقترح إيفاد قوة مشتركة عربية أممية لنفس الأسباب». وأضاف أن المبادرة العربية لحل الأزمة في سوريا «تظل بالنسبة لنا المرجعية لأنها تجعل من الجامعة العربية الوسيط الوحيد، لكن أهدافنا لن تتحقق إذا لم تعبر السلطة في سوريا صراحة عن موقفها من الحوار مع المعارضة، ولا بد من ممارسة ضغط عليها لتقبل بالحوار، ومن الضروري أيضا الضغط على المعارضة للملمة صفوفها، حتى تكون محاورا للسلطة». وسئل مدلسي عن مدى صحة أخبار، تناولت «ملاسنة حادة» بينه وبين رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها حمد بن جاسم آل خليفة، فقال إنها عارية عن الصحة. وقد نسب له قوله للشيخ حمد إن الدوحة «تريد تكسير الجامعة العربية من خلال حرصها على نقل الأزمة السورية إلى مجلس الأمن». وحول هذا الموضوع، قال مدلسي «لا تستخدم الدبلوماسية الجزائرية هذه اللغة في تعاملها مع الدول، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بدولة شقيقة. فالجزائر تسعى دوما للوحدة في القضايا العربية الحساسة، وتعتقد أن الجامعة العربية تؤدي دورا مهما في سوريا يتيح لها مشاركة فعالة في البحث عن الحل». وقد كان مدلسي بمعية وزير خارجية إسبانيا خوسيه مانويل غارسيا مارغايو، عندما كان يتحدث إلى الصحافة. وبحث الجانبان الملف السوري والعلاقات الثنائية، خاصة في شقيها الأمني والاقتصادي.