حظر الطيران وممرات آمنة بين الخطوات المطروحة في سوريا بعد مفاوضات أميركية ـ تركية

لقاء داود أوغلو وكلينتون تمحور حول المرحلة المقبلة لدعم المعارضة

صورة مأخوذة من «يوتيوب» لممظاهرة ضد النظام السوري في وسط حماة أمس
TT

مع توقعات بإمكانية فرض ممر آمن وشريط حدودي على الحدود السورية كخطوة خارجية للتعامل مع الأزمة في سوريا، بالإضافة إلى إمكانية تأسيس منطقة حظر للطيران، وتقديم مساعدات تكنولوجية واستخباراتية للمعارضة، قالت مصادر أميركية إن مفاوضات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ونظيرها التركي أحمد داود أوغلو التي انتهت في واشنطن أول من أمس، أسفرت عن وضع سيناريوهات عدة. ومن المتوقع أن أول خطوة ستكون إرسال مساعدات إنسانية إلى سوريا، والانتظار للخطوة التالية وهي تأسيس منطقة منزوعة السلاح، وحمايتها عسكريا.

وقالت نفس المصادر الرسمية إن اجتماع الوزير التركي مع وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا، غطى، بالإضافة إلى برامج حلف الناتو في تركيا، وتأسيس قاعدة صاروخية أميركية في تركيا، إمكانية تقديم مساعدات تكنولوجية واستخباراتية إلى المعارضة السورية.

ونقلت وكالة «رويترز» على لسان الوزير التركي أن تكون بلاده والولايات المتحدة اتفقتا على «مبادرة إنسانية جديدة للوصول إلى الشعب السوري، مع تعقد المأساة الإنسانية الحقيقية في سوريا».

وعبر الوزير التركي عن أمله في إزالة جميع العقبات التي تعترض ممر المساعدات الإنسانية، قائلا إن هذا ليس موضوعا سياسيا، وإن المهم هو «السماح لجميع السوريين بتلقي مساعدات إنسانية بغض النظر عن كونهم مع النظام أو لا».

وبعد اجتماع دام أكثر من 3 ساعات شمل غداء عمل يوم الاثنين الماضي، قالت كلينتون إن موضوع سوريا تصدر قائمة المسائل المهمة التي قالت إنها ناقشتها مع الوزير التركي. وأضافت: «نحن نزيد تمويل منظمات مثل الهلال الأحمر، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، ونعمل مباشرة مع المنظمات السورية على المستوى الشعبي لمساعدة الأسر التي ليست لديها حاجيات مثل الكهرباء والغذاء والمياه النظيفة». وكشفت عن جهود أكثر بهدف «تكثيف الضغط الدبلوماسي» على النظام السوري، بما في ذلك «تعزيز العقوبات»، و«زيادة التواصل مع المعارضة داخل سوريا وخارجها على السواء». وأشادت كلينتون أيضا بتركيا، وقالت إنها «أمة لها ضمير وتفهم معاناة الشعب السوري، ويمكن أن تكون بديلا لنظام الأسد».

وهناك تنسيق أميركي - تركي حول التعامل مع المعارضة السورية ومساعدتها على الاستعداد للمرحلة المقبلة، والذي يشمل التنسيق لاجتماع «أصدقاء سوريا». ولفت الوزير التركي إلى أن مبادرة جامعة الدول العربية حول «أصدقاء سوريا»، التي سوف تعقد اجتماعها الأول في تونس في الأسبوع المقبل، كانت في الأصل فكرة تركية. وأشار إلى أنه إذا كان مجلس الأمن الدولي قد أوفى بالتزاماته الأخلاقية والسياسية، ما كانت هناك حاجة لعقد اجتماع تونس. وقال: «سيمثل هذا الاجتماع منبرا دوليا مهما لإرسال رسالة قوية وواضحة للنظام السوري بأنه لا يمكنه استمرار سياساته العنيفة».

وكان متحدث باسم الخارجية الأميركية قال، في إجابة عن سؤال عن أخبار بأن تركيا ستقطع الكهرباء عن سوريا، كجزء من حملتها ضد نظام الأسد: «الأتراك قالوا إنهم لا يريدون بالتأكيد إيذاء المدنيين السوريين الأبرياء». وأضاف أن التصريحات التركية سببها الإحباط المتزايد من جانب الدول المجاورة لسوريا.

وكانت مصادر إخبارية أميركية قالت إن رجب طيب أردوغان، رئيس وزراء تركيا، يرى أن عدم إسقاط الأسد سيكون «خطرا شخصيا عليه»، وذلك لأنه إذا نجح الأسد وبقي في الحكم، لا بد أن يعمل على الانتقام من تركيا. وبسبب تبادل مصالح اقتصادية بين البلدين، والأضرار التي يتوقع أن تلحق بالاقتصاد التركي بسبب سوريا، يخشى أردوغان من انتقام الأسد. هذا بالإضافة إلى تكاليف إيواء اللاجئين السوريين، وقطع بعض طرق تصدير البضائع التركية عن طريق سوريا.

وكانت واشنطن تنسق مع أنقرة خلال النصف الأول من العام الماضي حول التعامل مع دمشق، وقالت المصادر إن اتصالات واشنطن وباريس وأنقرة تتركز حول «طريقة ما» لدفع جامعة الدول العربية لتخطو خطوة أخرى نحو الأمام، بعد قرارات المساعدات الإنسانية والمراقبين، للتمهيد لحظر الطيران فوق سوريا.