الصبي مؤيد ينتظر الموت مع كل انفجار

عائلات سورية تحت صواريخ الأسد: حتى الأذان لم يعد يرفع في باب عمرو

TT

قالت أسرة سورية محاصرة في حي باب عمرو في مدينة حمص السورية إن النظام السوري يستخدم الطائرات الحربية بكثافة لدك الحي الذي تهدمت معظم أبنيته، وإن الصواريخ تسقط على الحي أشد من المطر، ووصفت الأسرة ما يحدث في الحي بأنه عملية إبادة منظمة بحق السكان، كاشفين أن مخزون المياه والطحين لديهم شارف على النفاد مع عدم القدرة على توفير المزيد منه، ومن ضمن الأسر التي تعيش تحت الحصار قال صبي اسمه «مؤيد» يبلغ من العمر 13 عاما إنه ينتظر الموت مع كل انفجار.

وقال مواطن سوري يدعى «طارق»، (24 عاما) تحدث لـ«الشرق الأوسط» عبر الإنترنت إن الآلاف من أهالي الحي محاصرون، ولا يمكن لهم الدخول أو الخروج منه، وتابع: «باب عمرو ليس مفصولا عن العالم فقط بل حتى عن باقي أحياء حمص»، مضيفا أن شوارع الحي نفسها مفصولة عن بعضها البعض.

ويختبئ طارق رفقة أربع عائلات أخرى في منزل من طابقين في مكان فضل ألا يذكره، ولا يوجد بمنزل طارق أقبية كبقية المنازل، لكن طارق الذي تحدث من غرفة مكتظة بـ13 مواطنا سوريا قال إن البيت آمن حيث إنه لا يقع في مرمى راجمات الصواريخ؛ لكن صوت تحليق الطائرات كان مسموعا أثناء التحدث عبر برنامج «سكايب» مع طارق وأسرته.

وكشف طارق أن 95 في المائة من بيوت الحي ليس بها أطعمة أو ماء، قائلا: «المؤن تنفد، لا يوجد خبز.. أتناول وجبة واحدة فقط في اليوم من البرغل أو ما تبقى من كسرات خبز».

وتابع أن الحي يتعرض للقصف بالطائرات الحربية بالإضافة لراجمات الصواريخ، مضيفا بقوله إن «الصواريخ تنهمر بهدف الإبادة.. يسقط صاروخ ثم يليه سبعة أو ثمانية صواريخ دفعة واحدة.. البيوت تنهار ولا نستطيع إنقاذ الناس من تحتها».

وقال طارق إن قناصة تابعين للجيش السوري يتمركزن في منطقة السكن الشبابي ومنطقة المدينة الجامعية، المشهورة بارتفاع أبنيتها التي تسيطر عليها قوات الجيش السوري، بغرض منع السكان من الخروج من بيوتهم، مضيقا أن العشرات يقتلون على أيدي القناصة يوميا، وأفصح طارق أن بعض القتلى قضوا في الأقبية بحالات اختناق من جراء الدخان المتصاعد من ضرب خط النفط في حمص.

وكشف طارق عن وجود نحو 1900 جريح بحي باب عمرو في وضع إنساني خطير ومتفجر، مضيفا أن المشفى الميداني تم قصفه ثلاث مرات، مما نتج عنه تدميره تماما، وقتل طبيب المشفى وعدة مسعفين، مشيرا إلى أن الجيش السوري استهدف كل مخابز الحي ودمرها تماما، بالإضافة إلى استهدافه المساجد قائلا: «مساجد باب عمرو كلها تهدمت.. ولم يعد يرفع الأذان في باب عمرو.. نحن نرفعه بأنفسنا».

وتابع: «الجيش السوري يستهدف صهاريج الوقود والماء فوق أسطح البيوت.. لقد أصبح وجودها مصدرا للموت لا مصدرا لمواصلة الحياة».

ووفقا لطارق، يعاني أطفال باب عمرو من حالات نفسية وعصبية بسبب أصوات الصواريخ والانفجارات، كما أن السلطات رفضت خروج النساء والأطفال من المدينة».

وقال الصبي مؤيد، وهو طفل محاصر في منزل طارق إن سبعة من رفاقه بالمدرسة قتلوا في الأيام القليلة الماضية، وبصوت سيطر عليه الخوف قال الصبي مؤيد عبر برنامج «سكايب» أيضا: «أريد الخروج من حمص.. فقدت متعة الحياة وأخشى من الموت مع كل ضربة صاروخ».

وتابع مؤيد، بصوت متحشرج، أنه شاهد أكثر من مرة منازل كاملة تنهار أمامه مما يخلف العشرات من القتلى تحتها، لكنه أضاف بنبرة غاضبة: «لا نستطيع أن نخرج المصابين من تحت الأنقاض رغم أننا نسمع أصواتهم».

وتابع مؤيد، الذي فر من بيته الواقع في مرمى راجمات الصواريخ: «لا أستطيع النوم أكثر من أربع ساعات باليوم فأصوات الصواريخ مرعبة وتوقظني من نومي».