أشتون تلتقي العربي وبان كي مون في لندن لبحث الوضع في سوريا

باحث أوروبي يطالب باللجوء إلى الصفقات على غرار ما حدث في اليمن وتعيين مبعوث دولي

مظاهرة أمس في حماه نصرة لحمص وباقي المدن السورية المنكوبة (أوغاريت)
TT

قالت المفوضية الأوروبية ببروكسل، إن منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد كاثرين أشتون، ستلتقي كلا من الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الخميس المقبل في لندن على هامش مؤتمر حول الصومال، وأكدت المفوضية مشاركة أشتون أيضا في مؤتمر أصدقاء سوريا المقرر في تونس في الرابع والعشرين من الشهر الحالي، وحسب مصادر داخل المؤسسات الاتحادية الأوروبية، سيشكل مؤتمر لندن فرصة للتباحث بين أشتون وكل من بان كي ومون والعربي، حول تطورات الملف السوري، وتنسيق المواقف قبيل انعقاد مؤتمر أصدقاء سوريا في تونس. وجاء الإعلان من جانب بروكسل عن المشاركة الأوروبية في هذه الاجتماعات، بالتزامن مع صدور بيان عن مكتب أشتون، حول محادثاتها التي أجرتها في واشنطن مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، وتضمن البيان تصريحات أشتون حول الملف السوري، التي قالت فيها إن الوضع في سوريا مثار قلق بالغ بسبب استمرار العنف في البلاد.

وأشارت إلى أن الموقف الأوروبي كان واضحا عندما طالب بضرورة إزالة المعوقات التي تسمح بالتحول وقالت «كنا واضحين وقلنا ينبغي على الرئيس الأسد التنحي وإفساح المجال أمام عملية، تجمع الشعب السوري بجميع طوائفه، في إطار عملية شاملة تدفع البلاد إلى الأمام»، كما أشادت أشتون بدور نبيل العربي وقيادته للمجتمع العربي وبالتنسيق والعمل الحثيث مع المجتمع الدولي، وحول اجتماع تونس قالت أشتون إنه سيتيح الفرصة للنظر في الكيفية التي يمكن بهـــا دعم الجهود الإنسانية خصوصا.

وأشارت إلى إمكانية عمل مشترك مع الأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي مثلما حدث في الوضع الليبي، واختتمت قائلة «أتمنى أن أرى المجتمع الدولي يسعى لإيجاد حلول تضع نهاية لما يحدث في سوريا»، وفي بروكسل، نقلت تقارير إعلامية أوروبية أجواء من مقال كتبه الباحث لدى المركز الأوروبي للإصلاح إدوارد بيرك، وذكر فيه أن روسيا ليست مخطئة تماما في موقفها تجاه سوريا، مشيرا إلى وجود عدة مصالح ومخاوف لدى موسكو تبرر رفضها التصويت في مجلس الأمن الدولي لصالح قرار ضد هذا البلد. وأوضح الباحث في مقال نشرته وسائل إعلام بلجيكية ناطقة بالفرنسية أن لا مصلحة لروسيا بتغير نظام الرئيس السوري بشار الأسد، «لأن النظام يشتري السلاح ويوفر لها قاعدة عسكرية في المنطقة». وأضاف أن روسيا تعارض التدخل الغربي، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية من حيث المبدأ، كما أنها لديها مخاوف من أن تؤدي حركات التغيير في العالم العربي إلى استيلاء الإسلاميين على السلطة. ويرى الباحث أن روسيا ترى، على الرغم من ذلك، ألا مفر من التغيير في سوريا، «إلا أن روسيا تريد تغيرا يحافظ على مصالحها، ومن هنا ترى أن خطة الجامعة العربية ستؤدي إلى انهيار مفاجئ للسلطة من دون أي بديل موثوق به، مما سيؤدي إلى الفوضى».

وأشار إلى أن الكرملين يقول إنه يتعامل بواقعية مع الأزمة السورية، «ولكنه يريد أن يحافظ على اعتزازه بعرقلة أي تحرك غربي»، كما جاء في مقال الباحث. وعبر الباحث عن قناعته بأن الغرب وضع نفسه في مأزق، وقال «لقد أساءوا فهم الوضع السوري في الغرب، ولذلك فكل ما قاموا به لن يؤدي إلى نتيجة تذكر». وفسر إدوارد بيرك كلامه بالقول إن الغرب لم يفعل شيئا ملموسا من أجل معالجة الأزمة السورية، مكتفيا بإدانة العنف ودعوة الرئيس الأسد للتنحي، «نقدر أن تنحي الأسد بحد ذاته لن يحل المشكلة، كما أن الغرب أفرط في تقدير ضعف النظام وقوة المنشقين»، على حد وصفه. وأشار إلى أن النظام السوري يعرف أن خطة الجامعة العربية وتهديداتها لن تؤدي إلى شيء، كما أن قيام الغرب بتقليص تمثيله الدبلوماسي قد أضر المعارضة وليس النظام، على حد تقديره. ورأى إدوارد بيرك أن المطلوب الآن لحل الأزمة السورية هو «خلق شروط ملائمة للبدء بحوار دبلوماسي والبحث عن صفقات على غرار ما حدث في اليمن»، حيث تم إعطاء ضمانات لعلي عبد الله صالح. وأضاف أن الوقت قد حان لتعيين مبعوث دولي لسوريا يقوم بمهمة التفاوض مع المعارضة والسلطة، إذ يستحيل، برأي الباحث، على الغرب أو جامعة الدول العربية القيام بدور قيادي يحظى بثقة كافة الأطراف السورية على الساحة لإيجاد نهاية للأزمة.