بابا عمرو.. «ستالينغراد الثورة السورية»

ناشطون تحدثوا عن استخدام النظام للأحياء العلوية المجاورة منصات لإطلاق الصواريخ عليهم

TT

رغم الموقف السلبي المعلن لروسيا تجاه الثورة السورية، ودعمها لنظام الأسد دبلوماسيا ولوجيستيا، فإن عددا من الناشطين السوريين يطلقون على حي بابا عمرو في مدينة حمص اسم «ستالينغراد الثورة السورية»، نسبة إلى المدينة الروسية الباسلة التي حاصرها جيش هتلر النازي خلال الحرب العالمية الثانية، التي خاض سكانها معركة شرسة لمنع سقوطها.

ويرى ناشطون أن جيش بشار الأسد الذي يحاصر الحي منذ الرابع من الشهر الحالي، وتقوم دباباته بقصف الأحياء بشكل عنيف ومتواصل منذ 18 يوما، لا يختلف بشيء عن جيش هتلر النازي. ويضيف الناشطون: «جيش هتلر كان يواجه جيشا يعادله قوة، بينما الجيش السوري يدك أحياء الآمنين ويرتكب المجازر بحق الأطفال والنساء من دون مقاومة عسكرية تذكر».

ويتخوف أهالي حي بابا عمرو بعد ورود أنباء عن استجلاب تعزيزات عسكرية إلى مشارف الحي، من تنفيذ حملة دموية تودي بحياة الآلاف من المدنيين المحاصرين في بيوتهم. ويقول بهاء، أحد أعضاء تنسيقيات مدينة حمص: «هناك أنباء تم تسريبها من ضباط كبار توحي بأن الحي المحاصر منذ 20 يوما، سيتم اقتحامه بأي لحظة، ولن يؤخذ في الاعتبار لا المدنيين ولا العائلات المختبئة في بيوتها». ويشير الناشط إلى أن «الأهالي في الحي يشمون روائح القنابل الفوسفورية، فالجيش الموالي للأسد لا يتورع عن قصفنا بأقذر أنواع الأسلحة»، ويضيف: «الحرائق في كل مكان، عشرات القتلى ونحو 300 جريح سقطوا يوم أمس فقط، مبان تسقط بكاملها والناس تنزح بشكل جماعي وبعض العائلات لجأت إلى المساجد خوفا من القصف العنيف».

وفي الوقت الذي لم يستطع الصليب الأحمر الدولي بعد التوصل إلى اتفاق مع النظام السوري من أجل إيقاف إطلاق النار لمدة ساعتين بهدف إدخال معونات إنسانية وطبية لأهالي المدن والأحياء المنكوبة ومن بينها بابا عمرو، يصف الناشط المعارض الأوضاع الإنسانية في الحي بـ«المأساوية»، ويقول: «ثمة نقص في الأدوية والمواد الاستشفائية، الناس يموتون بسبب عدم إمكانية علاجهم إضافة إلى نقص شديد في المواد الغذائية والتموينية، وبخاصة الخبز والماء».

وعن «الجيش السوري الحر» الموجود في الحي وإمكانية تصديه للعناصر الموالية للأسد يقول الناشط: «(الجيش الحر) استطاع أن يتصدى لهجوميين حاول عبرهما جيش الأسد اقتحام الحي وفشل، لكن هذه العناصر تعمل برا وتتصدى لمحاولات الاقتحام عبر أسلحة فردية بسيطة، قذائف المدفعية التي لم تتوقف منذ 20 يوما هدفها إخضاع بابا عمرو وليس القضاء على (الجيش الحر)»، ويجزم الناشط: «ليس هناك عناصر من (الجيش الحر) في بابا عمرو جميع سكان الحي جيش حر لمقاومة هذا النظام».

وإذ يبدي الناشط أسفه «لاستخدام النظام للأحياء العلوية المجاورة لبابا عمرو كمنصة لإطلاق القذائف والصواريخ، ومركزا لانطلاق (الشبيحة)»، معربا عن تخوفه من أن «يترك ذلك أثرا عميقا على النسيج الاجتماعي في المدينة».

وكان ناشطون معارضون لنظام الأسد قد نشروا على موقع «يوتيوب» أشرطة فيديو تظهر حجم الخراب والدمار الذي أحدثه قصف القوات السورية الموالي للأسد على حي بابا عمرو في مدينة حمص.

يذكر أن حي بابا عمرو يقع في الجهة الغربية الجنوبية لمدينة حمص ويضم أحياء جوبر والسلطانية وجورة العرايس وتل الشوك، ويتجاوز عدد سكانه الذين ينتمي معظمهم إلى الطبقات الفقيرة 125 ألف نسمة.