نظام الأسد يجرد جنوده من القذائف الصاروخية خشية تمردهم

منشقون: الجيش يعتمد على القصف من خارج المدن

TT

قالت مصادر في مدينة حمص السورية لـ«الشرق الأوسط» أمس إن نظام الرئيس بشار الأسد أصبح يجرد جنوده من القذائف الصاروخية عند تقدمهم من المناطق المأهولة بالمدينة، خشية انشقاقهم، وإنه بات يعتمد على قصف عشوائي من خارج المدينة، وأفاد جنود منشقون حديثا من الجيش السوري النظامي التابع للأسد بأن السلطات قررت خفض تسليح جنودها في خطوط المواجهات مع الجيش السوري الحر قرب المدن الرئيسية ومنها حمص.

وأوضح الجنود أن الأسلحة الصاروخية الصغيرة وقذائف الـ«آر بي جي» (المضادة للدروع) تم سحبها من الجنود بشكل تام في المناطق التي تشهد مواجهات قرب المناطق المأهولة بالسكان، خاصة في حمص، خشية انشقاق الجنود أو وقوع الأسلحة بأيدي الجيش الحر. وقبل أربعة أيام انشق نحو 2500 جندي سوري في منطقة سراقب بمحافظة إدلب الحدودية في شمال سوريا، وأظهرت مقاطع الفيديو على موقع «يوتيوب» الجنود وهم يمسكون بأسلحتهم، ويرددون قسما خاصا بالولاء للثورة السورية في أحد أحياء إدلب وسط تشجيع المواطنين. وأوضح الجنود الذين انشقوا حديثا، وتحدثوا لـ«الشرق الأوسط» عبر الإنترنت من مناطق متاخمة لمدينة حمص أمس، أن الأسلحة الخفيفة، ومنها القذائف الصاروخية، تم مصادرتها منهم فور الاقتراب من مدينة حمص قبل نحو 3 أسابيع، وأنهم تمركزوا على وحدات المدافع المرابطة خارج حمص بعد أن انضمت لهم راجمات الصواريخ وأسلحة ثقيلة أخرى مما استخدمت مؤخرا في حمص في محاولة لقمع الثورة التي تدخل شهرها الحادي عشر.

وقال الجنود، الذين انشقوا من منطقة القصير قرب مدينة حمص أثناء تبديل وحدات الجيش لمقاتليها ليلا، إن الجيش السوري أصبح أكثر اعتمادا على تكتيك مهاجمة المدن من الخارج، اعتمادا على الأسلحة الثقيلة بالمدافع وراجمات الصواريخ وقذائف الدبابات من على بعد يصل إلى 30 كلم، حتى يتجنب أي مواجهات مع الجيش السوري الحر، وبالتالي السماح للجنود النظاميين بالانشقاق. ولفت الجنود، الذين رفضوا الإفصاح عن أسمائهم خشية تعرف السلطات على أسرهم والتنكيل بها، إلى أن الجيش السوري النظامي لا يقابل بترحاب في أي مكان؛ عكس ما كان يحدث في بداية الثورة حين كان الأهالي يمدونهم بالطعام والشراب، وهو ما قالوا إنه لم يعد يحدث على الإطلاق. ويعتمد الجيش السوري الحر في قتاله مع الجيش النظامي على أسلوب الكر والفر، وهو ما يتضمن سرعة الحركة والانقضاض الخاطف على وحدات الجيش السوري النظامي باستخدام أسلحة صاروخية خفيفة، وقذائف الـ«آر بي جي» التي تستخدم لإعطاب الآليات العسكرية خاصة الدبابات. ويقول مراقبون إن نظام الأسد يخشى من انشقاق الجنود بأسلحتهم الخفيفة حتى لا تذهب للجيش الحر. وقال مصدر سوري مطلع في القاهرة، إن وجود عناصر الأمن والاستخبارات السورية وسط الجنود السوريين تزايد في الفترة الأخيرة، وإن عناصر الأمن، التي تدين بالولاء المطلق لنظام الأسد، أصبحت نسبتها عنصرا أمنيا لكل 12 جنديا، خاصة على راجمات الصواريخ ومواقع المدفعية. وأوضح المصدر، الذي دخل حمص أكثر من مرة في الأيام الأخيرة، أن عناصر الأمن تلك لديها أوامر بقتل من يتردد في إطلاق الصواريخ أو المدافع، وهو ما شدد على أنه تكرر كثيرا في الآونة الأخيرة وفقا لشهادات جنود منشقين.