انفجارات قوية هزت حي بابا عمرو «المنكوب».. وأنباء عن «مجزرة مروعة» في جبل الزاوية

الأمن يصادر هويات المواطنين في ريف دمشق ويبلغهم أنه سيعيدها إليهم بعد تصويتهم على الدستور

صورة من أحد مواقع المعارضة لسوريون أثناء تشيع أحد الضحايا بمدينة أدلب أمس (أ.ف.ب)
TT

لم يتغير المشهد المأساوي في سوريا أمس، حيث تجاوز عدد القتلى ستين شخصا في محصلة أولية عصر أمس، واستمر القصف عنيفا على أحياء عدة من مدينة حمص، التي تعرضت منذ الصباح لقصف عنيف من قبل قوات الأمن السورية، لا سيما حي بابا عمرو المنكوب والذي هزته انفجارات قوية وقطعت الاتصالات عنه بشكل شبه كامل.. فيما قال ناشطون إن مجزرة مروعة ارتكبتها أمس عناصر الجيش في منطقة جبل الزاوية بمدينة إدلب، مشيرين إلى وجود نحو 27 جثة مشوهة بأحد المراكز العسكرية التابع للجيش النظامي بعد نقلها من قرى العرقوب وابلين وكورين.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إن «حي بابا عمرو وجزءا من حي الإنشاءات تعرضا للقصف منذ الساعة السابعة صباحا، فيما تساقطت قذائف الهاون على حي الخالدية»، موضحا أنه «يستقي معلوماته من خارج الأحياء التي تتعرض للقصف بسبب انقطاع الاتصالات تماما».

وذكر عضو الهيئة العامة للثورة السورية في حمص هادي العبدالله أنه تسمع «أصوات انفجارات رهيبة ومروعة»، ولفت إلى «صعوبة الاتصال بالأطباء لمعرفة حجم الإصابات»، معربا عن يقينه بأن «المركز الإعلامي، الذي قتلت فيه الصحافية الأميركية ماري كولفن والمصور الفرنسي ريمي اوشليك، استهدف عمدا لأنه قصف بإحدى عشرة قذيفة سقطت عليه وفي محيطه». وقال: «أظن أنهم (السلطات) رصدوا إشارات بث».

وفي قلعة الحصن، أفاد ناشطون عن سقوط جرحى وتدمير منازل نتيجة قصف قوات الأمن السورية بالهاون المنازل مباشرة وبشكل عشوائي، فيما سجل إطلاق نار كثيف من حاجزي القرابيص والقصور التابع لسوق الهال، وتجول للمدرعات في جورة الشياح.

وكانت لجان التنسيق التنسيق المحلية في سوريا أشارت في حصيلة أولية إلى مقتل واحد وستين شخصا، بينهم سبعة عشر جثة مجهولة الهوية وعشرة أطفال، أربعة وعشرون منهم في حماه، وثمانية عشر في إدلب. وقال ناشطون إن مجزرة مروعة ارتكبتها أمس عناصر الجيش الموالية للأسد في منطقة جبل الزاوية بالمدينة، وأعلن الناشطون أن 27 جثة مشوهة تم تجميعها في أحد المراكز العسكرية التابع للجيش النظامي بعد نقلها من قرى العرقوب وابلين وكورين.

وقال أحد الناشطين الموجودين في المنطقة «لم نستطع التعرف عن الجثث، الأمن منعنا من الاقتراب من المقر العسكري الذي وضعت فيه». وعن أسباب هذه المجزرة يقول الناشط: «الجيش يخوض حربا ضدنا يريد إخضاع المنطقة، لكن رغم الاقتحامات المتعددة التي نفذها الجيش الموالي للأسد ضد جبل الزاوية وارتكابه لمجازر مروعة بحق الأهالي والناشطين، فإنه لم يستطع أن يعيد هذه المنطقة لسيطرته».

ويعزو الناشط قدرة الجيش السوري الحر على تحويل المنطقة إلى معقل له لأسباب أبرزها «قرب المنطقة من الحدود التركية وكثرة عدد الجنود المنشقين الذين يتحدرون من جبل الزاوية أو ما جوارها، إضافة، إلى احتضان الأهالي المعارضين للنظام لأي حركة انشقاق تحدث ودعمهم المطلق لها».

وبعد أن يبدي الناشط المعارض أسفه على الضحايا الأبرياء الذين يسقطون في مدينة حمص فإنه يقلل من أهمية هذا القصف من الناحية العسكرية، قائلا: «النظام يقصف من خارج هذه الأحياء ويستهدف المدنين وهذا دليل ضعف، هو لا يستطيع الدخول إلى بابا عمرو مثلا». ويضيف «حتى لو استطاع النظام أن يحسم في حمص كما يقول عبر أبواقه، فإن المهمة المستحيلة ستكون في إدلب وجبل الزاوية، وأنا أجزم أنه لن يخرج سالما».

كما يؤكد الناشط أن عمليات الجيش السوري الحر ضد العناصر الموالية للأسد لا تنحصر في جبل الزاوية فقط وإنما تمتد إلى معظم مناطق ريف إدلب وآخر هذه العمليات، كما يقول، «استهدفت مركزا أمنيا في قرية الجانودية إضافة إلى تفجير أكثر من حافلة عسكرية كانت تنقل أسلحة للجيش التابع للنظام».

وكان الجيش السوري الموالي للأسد قد قام في 20 ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي باقتحام منطقة جبل الزاوية ونفّذ مجزرة مروّعة وصل عدد ضحاياها وفقا لمصادر المعارضة إلى 280 قتيلا. وحصلت المجزرة على دفعتين، الأولى وقعت في بلدة «كنصفرة» حيث أعدم أكثر من 70 جنديا منشقا، والثانية في بلدة كفر عويد حيث حوصر قرابة 200 ناشط وشخص من الأهالي وقتلوا جميعا تحت قصف آليات الجيش. كما سقط بعض القتلى خلال الأيام التالية. غير أن تزايد الانشقاقات في صفوف الجيش السوري المسيطر آنذاك على هذه المنطقة، جعلها تخرج ثانية عن سيطرة النظام وتتحول تدريجيا إلى معقل آمن للمنشقين عن النظام.

وفي حماه، أفاد ناشطون عن مجزرة جديدة ارتكبها النظام في مشفى حلفايا، حيث أدى انقطاع الكهرباء عن المشفى لوقت طويل إلى وفاة سبعة أطفال خدج. وفي مدينة كفرالطون، ذكر ناشطون أن «خمسة أشخاص قتلوا أمس وهم من عائلة واحدة (فراس نايف الأسعد، ومروان نايف الأسعد، وأنس شيحان الأسعد، وسليمان شيحان الأسعد، وأحمد شيحان الأسعد)، إضافة إلى الطفلة وعد الخضير (ثلاث سنوات)».

وفي طيبة الإمام، أدى قصف قوات الأمن السورية لمعمل مثلجات إلى مقتل الشاب عوض صلاح الأسود (19 عاما)، كما طوقت قوات النظام حيي مشاع الأربعين والقصور، وانتشر عناصرها بشكل كثيف في مختلف أنحاء المدينة.

وفي دوما (ريف دمشق)، قال ناشطون إن «حواجز مؤقتة أقيمت داخل المدينة وعلى أطرافها من قبل العناصر الأمنية، الذين صادروا البطاقات الشخصية من المارة تحت التهديد بالقتل». وذكرت «لجان التنسيق» أنه «تم إعطاؤهم إيصال بدل البطاقة وطلب منهم مراجعة مراكز الاستفتاء يوم الأحد، في خطوة لإجبارهم على الاستفتاء على الدستور حتى تعاد لهم هوياتهم الشخصية».

وكان الآلاف من مدينة دوما خرجوا أمس لتشييع المجند محمد جعرش من مسجد حوى في إلى مثواه الأخير، وكان جعرش قضى على أيدي عصابات الأمن في الرستن عند محاولة انشقاقه.

وفي رنكوس، أعلن مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق أن الحواجز الأمنية الموجودة في المدينة أقدمت على مصادرة هويات المواطنين المارين عبر أي حاجز، مقابل إعطائهم وثيقة مكتوبا عليها «بطاقة مراجعة»، بعد أن يقوم عنصر الأمن بكتابة اسم المواطن على البطاقة. وذكر أن عناصر الأمن أبلغوا المواطنين أنهم «سيستلمون هوياتهم بعد السادس والعشرين من الشهر الجاري بعد أن يقوموا بالتصويت على الدستور بنعم».

وفي درعا، نفذت عناصر الأمن انتشارا كثيفا، وتحديدا في حي السيل، حيث قامت بسلسلة اعتقالات عشوائية. وفي بلدة الشجرة، اعتدت قوات الأمن بالضرب على السائقين في موقف سيارات البلدة، كما طاردت بعض الأشخاص في شوارعها، وصادرت الدراجات النارية وأحرقتها.