الصحافيان الأجنبيان المصابان يطلقان استغاثة دولية من أجل التدخل لإخراجهما من حمص

الفرنسية في حالة خطرة.. وصواريخ الأسد تحاصر المستشفى الميداني

أديث بوفير
TT

استغاث الصحافيان الأجنبيان المصابان، الفرنسية أديث بوفير والمصور الإنجليزي بول كونروي، بالعالم لإخراجهما من مدينة حمص المحاصرة، بعد يوم من إصابتهما في الهجوم الذي أسفر عن مقتل صحافية أميركية ومصور فرنسي بعد استهداف بيت يستخدم كمركز صحافي في حي بابا عمرو في حمص.

وتلقت «الشرق الأوسط» استغاثة مصورة منفصلة لكل من بوفير وكونروي في بيت يستخدم كمشفى ميداني في حي بابا عمرو، وأظهرت الصور الصحافيين يرقدان على الأرض ملتحفين بأغطية متهالكة داكنة اللون، بينما التف حولهما آباء سوريون يتحدثون الإنجليزية بركاكة.

وتعاني بوفير من إصابة بالفخذ اليسرى، حيث انفصل رأس الفخذ اليسرى عن جسم الفخذ، كما توجد إصابات في الفخذ نفسها بعد أن انقسمت إلى نصفين نتيجة شظايا الهجوم الصاروخي. وقالت بوفير في الاستغاثة المصورة بعد أن عرفت نفسها: «أحتاج إلى عملية جراحية في أسرع وقت ممكن، الأطباء هنا عاملونا بشكل جيد للغاية، وبذلوا أفضل ما في وسعهم، ولكن لا يوجد إمكانيات على الإطلاق»، قبل أن تتابع: «لذلك أنا بحاجة إلى وقف إطلاق النار، سيارة إسعاف أو أي سيارة مجهزة بشكل جيد بما فيه الكفاية لإيصالنا إلى لبنان».

ويقول الطبيب محمد عمارة المشرف على حالتها: «نحن قدمنا لها كل ما نستطيع، لكن الإمكانيات الطبية هنا متواضعة»، وتابع عمارة بقلق: «أديث في حالة مستقرة ولكنها تحتاج إلى تدخل جراحي عاجل، بسبب الخوف من تدهور حالتها في أي وقت».

وسمعت أصوات انفجارات ضخمة أثناء الاستغاثة المصورة، كما سمعت أصوات استغاثات من مارة على ما يبدو. وقال بول كونروي وهو يرقد أرضا إنه يتلقى معاملة جيدة للغاية من الطاقم الطبي للجيش السوري، الذين وفروا له أفضل المعاملات الطبية، «إنهم يعاملوننا كضيوف وليس كأسرى كما يشاع»، وأضاف كونروي: «أطلب من أي جهات دولية التدخل لإخراجنا من هنا.. فالوضع مأساوي»، واختتم كونروي الذي يعمل لصحيفة «الصنداي تايمز» البريطانية: «أود أن أطمئن أصدقائي في بريطانيا أنني بخير».

وقال عمارة الذي يشرف على حالة كونروي أيضا: «حالة كونروي جيدة، هو مصاب في ساقه اليسرى»، قبل أن يضيف: «المؤسف أننا لا نتحمل حالتهما لأننا في وضع صعب للغاية.. نطلب أن يتم نقلهما إلى الخارج».

وقال مصدر في المنزل الذي يقيم فيه الصحافيان الأجنبيان المصابان، في اتصال عبر الإنترنت سمع من خلاله أصوات انفجارات، إنه لا يمكن ضمان سلامتهما لأنه يبدو أنه لم يعد أي مكان آمن في بابا عمرو على الإطلاق. وقال المصدر الذي رفض ذكر اسمه خشية تحديد مكانه وبالتالي ضرب المشفى: «الصواريخ تطال كل البيوت حتى تلك التي نظنها آمنة».

وأضاف المصدر لـ«الشرق الأوسط» بصوت قلق: «منذ أمس سقط ما يزيد عن مائة صاروخ غراد في المنطقة المحيطة بالمشفى.. كما أصبح الوصول إلى المشفى مستحيلا.. يبدو أنهم حددوا مكانه ويحاصرونه عبر إمطارنا بمئات الصواريخ».