يوم دام في العراق.. 22 تفجيرا و400 بين قتيل وجريح.. و«العراقية» تدعو المالكي للاستقالة

الداخلية تحمل «القاعدة» وآخرين المسؤولية

موقع أحد التفجيرات في شمال العراق أمس (رويترز)
TT

حملت وزارة الداخلية العراقية تنظيم القاعدة والجماعات المسلحة المرتبطة به مسؤولية 22 تفجيرا وقعت في بغداد وعدد من المحافظات العراقية أوقعت 400 ضحية بينهم 60 قتيلا. وقالت الوزارة في بيان لها تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه إن «التفجيرات التي ضربت مدنا مختلفة من البلاد تأتي في سياق سعي تنظيم القاعدة الإرهابي لتوجيه رسائل إلى أنصاره بأنه ما زال يعمل في الأراضي العراقية وأن الاستقرار لن يتحقق فيها كما أنها محاولة لإشغال العراق بحرب استنزاف». وأضاف البيان أن «البلاد تعرضت اليوم (أمس) إلى سلسلة هجمات إرهابية استهدفت المواطنين في بغداد وعدد من المحافظات، في أحدث تكتيك يستخدمه تنظيم القاعدة الإرهابي والجماعات المسلحة المرتبطة به، وكانت حصيلة الانفجارات استشهاد وجرح عدد من المواطنين الأبرياء وتضرر أبنية وعربات مدنية وسقوط عدد من الشهداء والجرحى في صفوف الأجهزة الأمنية». وأوضح البيان أن «هذه الهجمات تأتي في سباق محموم تبذله جماعات الإرهاب للإيحاء بأن الوضع الأمني في العراق لن يستقر. وتأتي أيضا في سياق سعي تنظيم القاعدة الإرهابي لتوجيه رسائل إلى أنصاره بأنه ما زال يعمل في الأراضي العراقية، ولديه القدرة على توجيه ضربات في العاصمة والمدن والأقضية الكبيرة والصغيرة بعد أن لوحظ في الآونة الأخيرة أن هجمات القاعدة أخفقت في تحقيق الأهداف السياسية والطائفية ولم تعد مثيرة إعلاميا وأمنيا، فالمواطن العراقي وأجهزة الدولة يدركان أن الحرب ضد الإرهاب طويلة وشاقة وهي حرب أفكار وعقول وصراع إرادة ضد قوى التطرف والتكفير والقتل والدمار».

وأكدت الداخلية العراقية طبقا للبيان أن «الشعب العراقي بات مدركا أن تطورات الوضع الإقليمي والدولي تعكس بظلالها السلبية على استقراره وأمنه، فأهمية العراق الجيوستراتيجية وعمقه التاريخي والحضاري وأثره الجغرافي والفكري تجعل من قوى الظلام ومن يساندها حريصة على إقلاق استقراره وأمنه، لكي لا يستعيد حضوره ودوره المركزي في المنطقة». واعتبرت أن «المراهنة الكبيرة حاليا هي في استمرار إشغال العراق في حرب استهداف ضد الإرهاب لإعاقة مشروع النهوض والنمو، لاعتقاد الآخرين بأن استقرار العراق يجعل منه عملاقا اقتصاديا ومركزا تنويريا وحضاريا، وعليه فلا بد من ضرب ديمقراطيته الناشئة وتحريك الفتن الطائفية والسياسية فيه لإحباط مشاعر شعبه وتيئيسه، ولإشعاره بأن دوامة العنف والإرهاب ستستمر ما لم يذعن لمنطق قوى التكفير والظلام والتطرف».

من جهته اعتبر رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي في بيان صدر عن مكتبه وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه أن «التفجيرات الإجرامية وأعمال العنف التي طالت المدنيين العراقيين اليوم (أمس)، تهدف إلى إذكاء نار الفتنة بين أبناء الشعب العراقي وترمي إلى إفشال عقد القمة العربية والمؤتمر الوطني العام وتعطي إشارة واضحة إلى ضلوع جهات خارجية تحاول تصدير مشكلاتها الداخلية إلى العراق». أما القائمة العراقية التي يتزعمها إياد علاوي وينتمي إليها النجيفي فقد ذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك حيث دعت الناطقة الرسمية باسمها ميسون الدملوجي رئيس الوزراء نوري المالكي بوصفه القائد العام للقوات المسلحة إلى الاستقالة. وقالت الدملوجي في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه إن «القائمة تحمل الحكومة العراقية والقائد العام للقوات المسلحة (نوري المالكي) المسؤولية الكاملة للحفاظ على دماء الشعب وإيقاف نزيف الدم»، مطالبة الحكومة بتقديم استقالتها «في حال عجزت عن حفظ الأمن». وأوضحت الدملوجي أنه «يتوجب على مجلس النواب أن يكلف حكومة قادرة على التصدي للإرهابيين من أجل الأمن والاستقرار في العراق».

وكانت «عمليات بغداد» قد أعلنت أمس عن انفجار أربع سيارات مفخخة وتفكيك 7 عبوات ناسفة في مناطق متفرقة من العاصمة بغداد، وقال بيان لها إنه «تم تفكيك سبع عبوات ناسفة في منطقة العامرية والغزالية غربي بغداد وأبو دشير وحي الخضراء جنوب ووسط العاصمة. غير أن انفجارات وتفجيرات أخرى في بغداد وعدد من المحافظات كانت قد توالت طوال ساعات الصباح في بغداد وهو ما أدى إلى شل الحركة تماما في أجزاء واسعة من العاصمة العراقية في وقت تم تطويق أحياء داخل العاصمة للاشتباه بوجود مسلحين أو دخول سيارات مفخخة فيها بينما كثفت دوريات الجيش والشرطة ومكافحة الإرهاب تمركزها في مختلف المناطق وعند تقاطعات الطرق واصطفت طوابير السيارات عند نقاط السيطرة المنتشرة في كل أنحاء بغداد حيث بلغ بعضها عدة مئات من الأمتار».

وقعت تفجيرات في محافظات صلاح الدين وكركوك وديالى. ففي كركوك استهدف هجوم بسيارة مفخخة موكبا لشرطة الطوارئ قرب مسجد المنصور الواقع على الطريق الرئيسي الرابط بين المدينة وبغداد، أوقع 20 جريحا بينهم 16 شرطيا وأربعة مدنيين، وألحق خسائر فادحة بالمحلات المجاورة لموقع الحادث. وانفجرت عبوة ناسفة في حي الشوكة في مدينة مندلي التابعة لقضاء خانقين بمحافظة ديالى، بطفلين أثناء لعبهما، وهما ابنان لأحد أعضاء تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني سبق أن قتل عدد آخر من عائلتهم. وشن مسلحون فجر أمس هجوما بقذائف الهاون على منطقتي الخضراء والحرية في جلولاء، وذلك بعد تفجير عبوة ناسفة قرب منزل أحد أفراد الشرطة ما أسفر عن مقتل 3 أشخاص بينهم امرأتان وجرح أربعة آخرين. وحسب مصادر محلية فإن أربعة تفجيرات أخرى وقعت بعد تفجير العبوة الأولى وتجمهر المواطنون حول موقع الحادث، فخلفت العديد من الجرحى. أما في قضاء طوز خورماتو التابع لمحافظة صلاح الدين فقد تم تفجير سيارة مفخخة بالتحكم عن بعد قرب المكتب التنظيمي للاتحاد الوطني الكردستاني بحي الشهداء أسفر عن وقوع خمسة جرحى بينهم امرأتان وطفلان وهدم عدد من المنازل والمباني المجاورة للمكتب وفي ناحية سليمان بك التابعة لقضاء طوز خورماتو أيضا انفجرت سيارة مفخخة أمام مبنى مديرية البلدية بالناحية، بينما حاول انتحاري دخوله في محاولة للوصول ولكن حراس المبنى تصدوا له ففجر نفسه في الموقع مما أسفر عن إصابة مدير البلدية بجروح بليغة، إلى جانب عدد آخر.