حلب تشتعل بالمظاهرات المطالبة بإسقاط النظام وإصابة 150 طالبا بالمدينة الجامعية

الثوار يحررون مناطق في ريفها.. والنظام يستميت لإبقاء سيطرته على المدن الحدودية

TT

شهدت مدينة حلب وريفها في الأيام الثلاثة الأخيرة تحركات غير مسبوقة، بحيث اشتعلت المظاهرات الطلابية في المدينة الجامعية، وفي شوارع وأحياء المدينة وعموم مدن وبلدات الريف، وقوبلت هذه التحركات بعمليات أمنية في محاولة لإخمادها.

وكشف الناطق باسم اتحاد تنسيقيات الثورة في حلب محمد الحلبي لـ«الشرق الأوسط»، عن أن «عشر مظاهرات انطلقت اليوم (الخميس) من داخل المدينة الجامعية في حلب، وسبقها أمس (الأربعاء) 13 مظاهرة واجهتها قوات الأمن بالرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع وتخللها استخدام قنابل الغاز، مما أدى إلى إصابة نحو 50 طالبا إصابات مختلفة، كما أصيبت طالبات بعوارض تسمم وخروج الزبد من أفواههم وفقدانهم الوعي جراء تنشقهم هذه المواد السامة».

وأشار إلى أن «الأمن تعامل مع الطلاب بوحشية، واعتقل نحو 150 طالبا خلال الأيام الثلاثة الماضية»، مؤكدا أن «الطلاب استطاعوا إنزال علم السلطة السورية عن سارية الجامعة ورفعوا مكانه علم الثورة، كما قاموا بتحطيم تمثال عبارة عن صورة رخامية ضخمة لـ(الرئيس السوري الراحل) حافظ الأسد، كانت منصوبة في باحة الجامعة».

وأعلن الحلبي أن «مدينة حلب شهدت ليل أمس (الأربعاء) 8 مظاهرات ساخنة، ومنددة بالمجازر التي يرتكبها النظام في حمص، وترافقت هذه المظاهرات مع دوي 3 انفجارات تبين أنها عبارة عن قنابل صوتية فجرها الأمن لتخويف الناس، وإطلاق نار كثيف من رشاشات ثقيلة وتبعها قطع التيار الكهربائي عن كامل مدينة حلب التي هي أكبر المدن السورية عقابا لها على هذه التحركات التي تقضّ مضاجع النظام»، موضحا أن «مدينة حلب تجهز نفسها لمظاهرات ضخمة لمؤازرة جمعة (سننتفض لأجلك بابا عمر) (اليوم) متحدية كل الإجراءات التي اتخذها الأمن عشية هذه المناسبة».

أما في ريف حلب، فلم يختلف المشهد عن المدينة، لا بل يبدو أكثر سخونة، وقد أفاد ناشط بارز في تنسيقية ثوار حلب بأن «القوات السورية صعدّت من وتيرة عملياتها الأمنية والعسكرية، فأقدمت (أمس) على قصف بلدة منّغ بوابل من القذائف الصاروخية من داخل مطار منّغ العسكري، مما أدى إلى استشهاد الطفل بشير اليوسف (8 سنوات) وإصابة 10 أشخاص آخرين». وأكد الناشط لـ«الشرق الأوسط»، أن «مدينة الأتارب (تقع على بعد 25 كيلومترا شمال حلب) تتعرض منذ 9 أيام لقصف عنيف بكل أنواع الأسلحة الثقيلة وقد سقط فيها 15 شهيدا وعشرات الجرحى، كما جرى اقتحام هذه المدينة بالدبابات والقناصة التي انتشرت على معظم مبانيها». وأعلن أن «نحو 80 مدرعة وآلية للجيش النظامي اقتحمت أيضا مدينة دير جمال التي نزح منها الكثير من سكانها إلى البلدات القريبة»، لافتا إلى أن «مدنا وبلدات كثيرة في ريف حلب أصبحت محررة بالكامل مثل عمدان، تل رفعت، مارع ودارة عزة التي تخضع لسيطرة وحماية الثوار والجيش السوري الحر». وقال الناشط في تنسيقية ثوار حلب «إن الجيش النظامي يحاول إبقاء سيطرته على مدن الباب ومنبج وأعزاز كي لا يفقد السيطرة عليها لكونها مدنا واقعة على الحدود التركية»، مؤكدا أن «شبابا من مدينة أعزاز قاموا بقطع الطريق الدولي بين حلب وتركيا احتجاجا على الانتهاكات التي تتعرض لها مدينتهم».