سقوط العشرات في حمص وحماه.. وآلاف تظاهروا في حلب

محتجون خاطبوا مؤتمر أصدقاء سوريا بشعاراتهم: أنتم بحاجة لممرات آمنة لضمائركم

النيران تتصاعد من حي بابا عمرو في حمص أمس بعد قصفه من قبل قوات النظام السوري (أ.ف.ب)
TT

على وقع «خيبة الأمل» من نتائج مؤتمر أصدقاء سوريا، خرج آلاف السوريين وفي المحافظات كافة حاملين لافتات كتب عليها «مؤتمر أصدقاء سوريا أنتم بحاجة لممرات آمنة لضمائركم» و«لماذا دعوة الأعداء لمؤتمر الأصدقاء؟» للتعبير عن رفضهم التعاطي الدولي والعربي «الهش» مع «هول المجازر» التي ترتكب بحقهم. وكان لافتا حجم المظاهرة التي خرجت في مدينة حلب، إذ أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان خروج أكثر من 4 آلاف متظاهر في حي سيف الدولة في حلب، ليتحول تشييع شاب قتل أول من أمس الجمعة إلى مظاهرة تطالب بإسقاط النظام ورحيل الرئيس السوري بشار الأسد.

في هذا الوقت، استمر القصف المدفعي العنيف على مدينة حمص بأحيائها كافة كما على مناطق ريف حماه، وحلب، وريف حلب، ودرعا وإدلب مخلفا وبحسب الهيئة العامة للثورة السورية نحو 100 قتيل ومئات الجرحى.

وكانت مظاهرة كبيرة خرجت في مدينة حلب عملت قوات الأمن السورية على تفريقها، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون. وقال متحدث باسم «تنسيقية التآخي» في حلب إن «مظاهرة حاشدة انطلقت اليوم (أمس) لتشييع أحد القتلى الذين سقطوا في المظاهرات التي خرجت في قلب مدينة حلب يوم الجمعة»، مضيفا: «إن الأمن عمل على تفريق المتظاهرين، لكن الشباب عادوا إلى التجمع مجددا».

بدوره قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «قوات الأمن أطلقت النار لتفريق أكثر من 4 آلاف متظاهر في حي سيف الدولة في حلب»، وأوضح المرصد أن «تشييع شاب استشهد أول من أمس في حي السكري تحول إلى مظاهرة تطالب بإسقاط النظام ورحيل الرئيس السوري بشار الأسد».

ميدانيا، تحدثت الهيئة العامة للثورة السورية حتى ساعة متأخرة من بعد ظهر يوم أمس عن سقوط 52 قتيلا في أنحاء سوريا قضوا برصاص الأمن والجيش السوريين حسب «فريق إحصاء وتوثيق الشهداء في الهيئة العامة للثورة السورية» معظمهم في حماه وحمص، وبينهم 8 أطفال و3 سيدات.

‏وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن أحياء في حمص خاصة المجاورة للقلعة القديمة وبالتحديد حي باب السباع والمريجة والصفصافة، وبابا عمرو تعرضت لقصف مدفعي عنيف خلف عشرات القتلى والجرحى.

وأوردت الشبكة معلومات عن سقوط أكثر من 11 شخصا قتلى في ريف حماه الغربي، بالإضافة إلى عشرات الجرحى بسبب القصف المدفعي العنيف والعشوائي الكثيف الذي استهدف عدة قرى وبلدات. وأكد ناشطون من حي بابا عمرو استمرار الهجمة العنيفة والشرسة على الحي لليوم الـ22 على التوالي وسط انقطاع الكهرباء والماء.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 6 مواطنين بينهم فتاتان قتلوا خلال العمليات العسكرية والأمنية التي تنفذها القوات النظامية السورية في قريتي معرزاف والمجدل بريف حماه الغربي، لافتا إلى أن شابا ووالدته من قرية التريمسة بريف حماه قتلا إثر إطلاق الرصاص عليهما من قبل حاجز للقوات النظامية عند دوار مدينة محردة، ومتحدثا أيضا عن توثيق مقتل 4 مواطنين في أحياء الخالدية والحميدية وبابا عمرو بمدينة حمص، كما قتل 8 مواطنين بمحافظة حلب بينهم اثنان في حي الصاخور بمدينة حلب متأثرين بجراح أصيبا بها مساء أول من أمس خلال إطلاق رصاص من قبل القوات السورية. وأوضح المرصد أن 9 بينهم امرأة وطفلة في مدينة أعزاز قتلوا نتيجة القصف المدفعي العنيف الذي استهدف المدينة منذ صباح يوم أمس. وتحدث ناشطون عن وصول تعزيزات عسكرية إلى مدينة أعزاز قوامها قافلة أمنية تضم 25 سيارة محملة بالعناصر المدججين بالسلاح بعدما كانت مدينة أعزاز شهدت تحركات مناهضة للنظام خلال الأيام الماضية واختطف فيها رئيس جهاز أمني. وفي ريف حلب أيضا أفيد عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في مدينة تل رفعت.

هذا وتحدث الناشطون عن حملات أمنية واسعة قامت بها قوات الأمن في المناطق المجاورة لبابا عمرو وبالتحديد في جوبر، السلطانية، وكفرعايا حيث اعتقلت الرجال وهجرت النساء والأطفال وأجبرتهم على ترك منازلهم. وقد اعتبر الناشطون أن هذه التحركات تندرج في إطار محاولة النظام الالتفاف على حي بابا عمرو، وزيادة الحصار عليه من جميع الجهات تحضيرا لهجوم بري.

وفيما تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن سقوط أكثر من 4 قتلى وما يفوق الـ53 جريحا في إدلب، نتيجة الحملة الأمنية الشرسة والمداهمات التي نفذتها قوات الأمن بالأمس، أوضح أنه وفي ريف إدلب (شمال غرب)، تعرضت قرية المغارة بجبل الزاوية لقصف وإطلاق نار من رشاشات ثقيلة مما «أدى إلى تهدم جزئي لخمسة منازل واشتعال النار بعدة منازل أخرى»، وأضاف المرصد أن صوت إطلاق نار كثيف في مدينة سراقب سمع في الوقت الذي تشهد قرية افس المجاورة لسراقب حملة مداهمات واعتقالات.

كما أفيد عن اشتباكات في طفس في محافظة درعا وصفت بالأعنف على الإطلاق منذ بداية الثورة تستخدم فيها الدبابات والمدرعات في ظل قصف عشوائي يطال المنازل.

ولم تردع الحملات الأمنية العنيفة التي تشنها قوات الأسد آلاف السوريين من الخروج لتشييع قتلاهم في المحافظات السورية كافة. فأفيد بمظاهرات ضخمة خرجت في الخالدية في حمص، أعزاز في حلب، أنخل في حوران والصورة في درعا وغيرها حيث رفع المتظاهرون اللافتات المنددة بنتائج مؤتمر أصدقاء سوريا الذي عقد في تونس والمطالبة بتدخل عسكري ودولي فوري لإسقاط النظام.

بالمقابل، تحدثت وكالة «سانا» عن «مقتل عنصر وإصابة اثنين آخرين من قوات حفظ النظام بنيران مجموعة إرهابية مسلحة في حمص» لافتة إلى أن «عنصرا آخر قتل في بلدة الجانودية التابعة لمنطقة جسر الشغور إثر اشتباك لقوات حفظ النظام مع مجموعة إرهابية مسلحة أدى أيضا، ودائما بحسب سانا، لمقتل 4 من أفراد المجموعة وإصابة 3 آخرين ومصادرة أسلحتهم من بنادق ورشاشات».