ليبيا: الحديث عن ظهور مفاجئ لخميس نجل القذافي بساق مبتورة

الثوار طوقوا مخبأه.. وعبد الجليل: هناك أنباء لكنها غير مؤكدة

خميس القذافي
TT

استمر أمس مسلسل الإثارة مجددا في ليبيا، بعدما أثار المستشار مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الانتقالي الليبي، المزيد من الغموض حول مدى صحة المعلومات التي تواترت حول عدم مقتل خميس القذافي، أحد أنجال العقيد الراحل معمر القذافي، وأنه لا يزال حيا. ورفض عبد الجليل تأكيد أو نفي هذه المعلومات التي رددها قادة ميدانيون من الثوار حول أن خميس لا يزال حيا، وأنه يقود عمليات عسكرية مناوئة للثوار بساق مبتورة.

وقال عبد الجليل في تصريحات مقتضبة عبر التلفزيون ومثيرة للجدل، عقب اجتماعه في العاصمة الليبية طرابلس، أمس، مع وزير الدفاع الفرنسي، جيرار لونغيه: «هناك أنباء حول عدم مقتل نجل القذافي لكنها غير مؤكدة حتى الآن».

وامتنع مسؤولون في المجلس الانتقالي والحكومة المؤقتة من تقديم أي معلومات تفيد بعدم مقتل خميس أو كيفية اقتناع المجلس فيما مضى بأنه لقي حتفه، ويعتبر خميس الذي كان يقود اللواء 32 معزز من الوحدات الخاصة في الجيش الليبي الموالي للقذافي، أحد أبرز المتهمين بارتكاب جرائم حرب ضد الشعب الليبي خلال الانتفاضة التي اندلعت في السابع عشر من شهر فبراير (شباط) من العام الماضي ضد نظام أبيه، وانتهت في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي باعتقال القذافي ومقتله وإسقاط نظام حكمه.

وهرب معظم أفراد عائلة القذافي إلى خارج ليبيا قبل أيام قليلة فقط من اجتياح الثوار لمعقله الحصين في ثكنة باب العزيزية بطرابلس في شهر أغسطس (آب) الماضي، حيث فرت زوجته صفية فركاش برفقة أبنائه عائشة ومحمد وهانيبال إلى الجزائر، فيما هرب الساعدي إلى النيجر، وقتل الثوار المعتصم القذافي، الذي كان يتولى منصب مستشار الأمن القومي الليبي، بعد اعتقاله حيا في شهر أكتوبر الماضي، بينما يقبع حاليا سيف الإسلام، النجل الثاني للقذافي، في سجن سري بمدينة الزنتان بعدما وقع في الأسر قبل ثلاثة أشهر فقط، في انتظار أن تبدأ محاكمته وإجراءات تسليمه إلى المجلس الانتقالي في طرابلس.

وكان الثوار أعلنوا عن مقتل خميس في مدينة ترهونة خلال القصف الذي كانت تشنه مقاتلات حلف شمال الأطلسي (الناتو) على المواقع والأهداف العسكرية لنظام القذافي العام الماضي، لكن لم يتعرف أحد على جثته. وأكد مختار الأخضر، أحد القادة البارزين في صفوف ثورا مدينة الزنتان والمسؤول عن تأمين مطار طرابلس، أن خميس لا يزال حيا ويتحرك في بعض الأماكن برفقة بعض المسلحين المناصرين لنظام أبيه، مشيرا في تصريحات تلفزيونية إلى أنه استقى هذه المعلومات بعد اعتقال مجموعة كانت تعتزم القيام بما وصفه بعمليات تخريبية، بما في ذلك تفجير مطار العاصمة وبعض المناطق الحيوية الأخرى. وأكد الأخضر أن الثوار حصلوا على معلومات إضافية أخرى من طبيب كان يعالج خميس في مخبئه في منطقة راقدالين القريبة من مدينة زوارة الساحلية التي تبعد نحو 170 كيلومترا غرب طرابلس، مؤكدا أن الطبيب نفسه أقر بأنه كان مع خميس القذافي قبل يومين فقط، وأن ساقه مبتورة.

وتحدثت مصادر ليبية لـ«الشرق الأوسط»، عن عملية تطويق جارية بدأت منذ صباح أمس بواسطة حشد كبير من الثوار للقبض على خميس، وفرض الثوار حصارا مشددا على جميع مخارج ومداخل المنطقة، في محاولة لاعتقال نجل القذافي حيا، وأكد عبد العزيز بوسلوقة، مساعد رئيس قوات ضبط المنطقة الغربية، في تصريحات له أمس، أن الثوار أقاموا نقاطا للتفتيش والمراقبة على المناطق الساحلية والصحراوية القريبة.

من جهة أخرى، على الرغم من تجدد الاشتباكات الدامية في مدينة الكفرة بأقصى جنوب ليبيا, فإن رئيس المجلس الانتقالي أكد استقرار الوضع الأمني فيها، مشيرا، في تصريحات بثتها وكالة الأنباء الليبية، إلى وجود قوات للجيش الليبي في مطار المدينة، وأن هناك هدوءا تاما في المدينة، وأعلن عبد الجليل عن وجود عدد من أعضاء المجلس الانتقالي حاليا في الكفرة للوقوف على آخر مستجدات وتطورات الوضع ومعرفة حقيقة ما يجري بالمدينة، موضحا أن هناك مفاوضات بين قبيلتي التبو والزوية المتنازعتين للحد من تدفق أي عناصر أو قوات مناصرة من الجنوب على المنطقة التي اندلعت فيها مؤخرا اشتباكات عنيفة بين الطرفين أسفرت عن سقوط عشرات القتلى خلال الأسبوعين المنصرمين.