النظام السوري يصف نتائج «أصدقاء سوريا» بأنها «خيبة جديدة للمتآمرين»

الصين «مرتاحة» لأن المؤتمر «رفض التدخل الأجنبي»

TT

اعتبر النظام السوري، أمس، أن «مؤتمر أصدقاء سوريا» الذي عقد، أول من أمس، في تونس شكل «خيبة جديدة» للأطراف «المتآمرة» على سوريا، وشن هجوما على الدول العربية، والسعودية وقطر على وجه الخصوص.

ووصف وزير الإعلام السوري، عدنان محمود، المؤتمر بأنه «مؤتمر أصدقاء واشنطن وأعداء الشعب السوري»، مؤكدا أن الحكومة السورية ماضية في ترسيخ الاستقرار لتوفير الأجواء لعملية الإصلاح.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» عن الوزير السوري قوله: «كان بالأمس (مؤتمر أصدقاء واشنطن وأعداء الشعب السوري) في تونس الذي لم يخرج سوى بحقيقة واحدة هي استمرارهم في دعم الإرهابيين ومدهم بالسلاح لمواصلة ضرب الأمن والاستقرار في سوريا».

وأكد الوزير أن «الحكومة السورية ماضية في ترسيخ الاستقرار ومعالجة البؤر المتوترة التي تقوم فيها المجموعات الإرهابية المسلحة بترويع الناس وقتل الأبرياء من مدنيين وعسكريين وضرب البنى التحتية وتخريب المنشآت الخدمية والتعليمية».

وأشار إلى أن ذلك يأتي «انطلاقا من مسؤوليتها في استتباب الأمن لجميع أبناء الشعب السوري وتوفير الأجواء المناسبة لعملية الإصلاح».

ودعي السوريون للتوجه اليوم للتصويت على مشروع الدستور الجديد الذي ينهي الدور القيادي لحزب البعث ويحدد الولاية الرئاسية بـ7 سنوات تجدد لمرة واحدة.

وأشار محمود إلى «حالة التخبط التي يعيشها أصحاب مخطط استهداف سوريا في الغرب والولايات المتحدة، وأدواتهم الإقليمية، لا سيما السعودية وقطر وتركيا، الذين يتنقلون من مؤتمر إلى آخر في محاولة للالتفاف على فشلهم الذريع في مجلس الأمن».

واعتبرت صحيفة «الثورة» الحكومية، أمس، السبت، أن «مؤتمر أصدقاء سوريا» الذي عقد أول من أمس، الجمعة، في تونس شكل «خيبة جديدة» للأطراف «المتآمرة» على سوريا. وعنونت صحيفة «الثورة» بـ«لقاء تونس خيبة جديدة وجوقة التآمر المصغرة تواصل محاولاتها. الانزعاج يغطي وجهي (وزير الخارجية القطري الشيخ) حمد و(رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان) غليون والسعودية تنسحب لعدم فاعليته».

وذكرت الصحيفة «في حلقة جديدة من حلقات التآمر واصلت أطراف المؤامرة عدوانها على سوريا وسوق الأباطيل والادعاءات حول الأحداث الحالية فيها، وذلك خلال الاجتماع الذي عقدته أمس في تونس تحت اسم (أصدقاء سوريا)».

ودعا «مؤتمر أصدقاء سوريا» الذي انعقد أول من أمس، الجمعة، في العاصمة التونسية إلى وقف كل أعمال العنف «فورا» وفرض المزيد من العقوبات على النظام السوري.

كما أعلن المؤتمر دعم المعارضة السورية و«أثنت مجموعة الأصدقاء على جهود المجلس الوطني السوري الرامية إلى تكوين هيكل واسع وتمثيلي».وقالت الصحيفة: «إذا كان حمد (بن جاسم رئيس الوزراء القطري) ينتظر المكافأة الأميركية على ما نفذه حتى اليوم من مخطط استهداف سوريا، وإذا كانت شراكته في سفك الدم السوري جلية وواضحة وما وعدته به واشنطن فضحته تسريبات وسائل الإعلام والوثائق التي تدينه حتى النهاية». كما شنت هجوما على الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي بعد دعوته إلى تسليح المعارضة السورية.

وبهذا الصدد نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) تصريحات مصدر في المعارضة السورية لوكالة «رويترز» أن دولا غربية وغيرها تغض الطرف عن مشتريات سلاح يقوم بها معارضون سوريون في الخارج. وانتقدت الوكالة دعوات الأمير سعود الفيصل لتسليح المعارضة، وقالت إنه «يدعو صراحة وعلنا إلى قتل الشعب السوري عبر تزويد الإرهابيين بالسلاح».

وزعمت «سانا» أن الأمير سعود الفيصل أطلق «دعوة صريحة ومباشرة إلى قتل الشعب السوري بدعوته تزويد الإرهابيين بالسلاح خارج أروقة (مؤتمر أعداء سوريا) في تونس».

وفي غضون ذلك، أعربت وكالة أنباء الصين الجديدة عن ارتياحها لأن «مؤتمر أصدقاء سوريا» الذي لم تحضره الصين «رفض تدخلا أجنبيا» في سوريا. وقالت الوكالة إن «أكثر البلدان العربية بدأت تدرك أن الولايات المتحدة وأوروبا تخفي كل منهما خنجرا وراء ابتسامة. بكلمات أخرى وفي ما يبدو أنها تتحرك لدوافع إنسانية، يتبين أن لديها في الواقع طموحات مخفية من أجل بسط هيمنتها».

وأكدت «وكالة أنباء الصين الجديدة» من جهة أخرى أن «مندوبي السعودية والاتحاد الأوروبي أبدوا استياءهم من خلال مغادرة الاجتماع قبل انتهائه، لكن معظم البلدان العربية بقيت لأنها أرادت التأكد من أن مأساة شبيهة بالمأساة الليبية لن تحصل في سوريا».

ولم ترحب الصين التي لم ترد أن تمارس البلدان الغربية نفوذا كبيرا في ليبيا، بالتدخل الدولي المسلح الذي أتاح تسريع سقوط العقيد القذافي. وقد عارضت بكين الغارات الجوية التي شنها الحلف الأطلسي لدعم التمرد الليبي. لذلك تتخوف الصين من سيناريو على الطريقة الليبية في سوريا.