سوريون مستاؤون من نتيجة مؤتمر تونس: العالم خذلنا.. ومعنا على الورق فقط

طبيب في الزبداني: مرعوبون من أن ينتهي بنا الأمر مثل حماه عام 1982

TT

ندد ناشطون سوريون بنتيجة مؤتمر «أصدقاء سوريا» الذي عقد أول من أمس بتونس، وقالوا أمس إن العالم تخلى عنهم لكي تقتلهم القوات الموالية للرئيس بشار الأسد. وواصل الجيش السوري قصفه لحي بابا عمرو الذي تسيطر عليه المعارضة في حمص للأسبوع الرابع، فيما حاول الصليب الأحمر إجلاء مزيد من المدنيين البائسين من المدينة. لكن ناشطين في حمص عبروا عن يأسهم إزاء اجتماع «أصدقاء سوريا»، وعن شكوكهم في جهود الصليب الأحمر، لأنه يضم الهلال الأحمر العربي السوري الذي ينظر إليه على أنه يثير الشبهات لعلاقته بالحكومة.

وقال الناشط نادر الحسيني إنهم يرفضون العمل مع الهلال الأحمر المحلي، وإن طلب الحكومة بالتعامل مع الهلال الأحمر خدعة «قذرة»، لأن هذه الجماعة ليست مستقلة وتخضع لسيطرة النظام، وهم لا يثقون فيها. ووصف الحسيني الأحوال في بابا عمرو باليائسة، وقال الحسيني إنه يحبذ إذا ما أمكن للجنة الدولية للصليب الأحمر جلب بعض المساعدات. لكنه أضاف أنهم حتى إذا جلبوا لهم بعض الإمدادات الطبية فإلى أي مدى يمكن أن تساعد هذه الإمدادات في الوقت الذي يوجد فيه مئات الجرحى الذين تزدحم بهم المنازل في أنحاء الضاحية؟ وقال الحسيني إن الناس يموتون لعدم توافر أكياس الدم، لأنهم ليست لديهم القدرة على علاج الجميع، وإنه لا يعتقد أن أي كمية يمكنهم جلبها ستساعد حقا.

ومؤتمر «أصدقاء سوريا» الذي عقد أول من أمس في تونس بمشاركة دول غربية وعربية كان الهدف منه هو مضاعفة الضغط الدبلوماسي على الأسد لإنهاء حملة استمرت نحو عام من القمع ضد المعارضين لحكمه المستمر منذ 11 عاما، والتي قتل خلالها آلاف السوريين.

وحذرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الأسد وأنصاره داخل سوريا وخارجها من أنهم سيحاسبون على قمع المعارضين وعلى ما وصفته بالكارثة الإنسانية في سوريا. وقالت موجهة تصريحاتها لروسيا والصين اللتين استخدمتا حق النقض (الفيتو) ضد القيام بعمل صارم ضد سوريا في الأمم المتحدة «إنهما تضعان نفسيهما ليس فقط ضد الشعب السوري وإنما ضد الصحوة العربية بأكملها». لكن عمر، وهو ناشط آخر في حمص، قلل من شأن هذا الاجتماع ووصفه بأنه فاشل. وقال إن الاجتماع كان مثل حديث محامين بدلا من أن يكون حديث حرب، وإن الرسالة كانت «نحن معكم على الورق وليس أكثر من ذلك».

وقال طبيب في بلدة الزبداني المعارضة طلب عدم نشر اسمه «إنني أحب شعوب كل الدول، لكن من الواضح أنهم ليس بينهم من يهتم بنا أو بأزمتنا»، وقال «إنني آسف أن أبدو متشائما، لكنني في الحقيقة استبد بي الرعب من أنه بعد كل هذه الجهود سينتهي بنا الأمر مثل حماه في عام 1982، وأن نقتل في الوقت الذي ينتظر فيه العالم ويراقب».

وسحق الرئيس الراحل حافظ الأسد والد بشار حماه منذ 30 عاما، وقتل عدة آلاف، وأحرق مناطق من المدينة بالدبابات والمدفعية في هجوم استمر ثلاثة أسابيع. وقال الطبيب «يمكنني أن أقول لكم إن الناس في الزبداني مستاؤون مما حدث في العاصمة التونسية». وأضاف «إننا نحتاج منهم إلى تسليح الثورة. إنني لا أفهم ما الذي ينتظرونه. هل يحتاجون لأن يقتل نصف الشعب السوري أولا؟».

وفشلت المحادثات الدولية في مدى جدواها في بابا عمرو، حيث قتل مئات المدنيين في الأسابيع الثلاثة الأخيرة. وقال الناشط الحسيني في المنطقة المدمرة إن زعماء العالم ما زالوا يمنحون الفرص لهذا الرجل الذي يقتلهم، وقتل بالفعل آلاف الناس. وأضاف أنه فقد إيمانه بالكامل في الناس جميعا إلا في الله، لكنه رغم ذلك يعلم أنهم سيواصلون هذه الانتفاضة، وأنهم سيموتون أثناء محاولتهم قبل أن يستسلموا.

وقال الحسيني إن القصف ظل مثلما كان بالأمس، وإنهم يواجهون هذا الأمر منذ 22 يوما، وإن النساء والأطفال جميعهم يختبئون في الأقبية. وأضاف أنه لا أحد يجرؤ على الفرار من الحي لأن هذا يعني الموت فورا، وأنهم يتعين عليهم الاختفاء عن أعين القناصة والجنود. وقال إنه يوجد خندق يحيط بضاحيتهم وضواح أخرى، وبالتالي يجب المرور على مزيد من القوات.

وأعلنت لجان التنسيق المحلية أن قوات الأسد قتلت 103 أشخاص في سوريا أول من أمس الجمعة في قصف لمدينة حمص وفي هجمات على ريف حماه وشرق وشمال البلاد. وأضافت أن معظم القتلى مدنيون ومن بينهم 14 طفلا وامرأة.