عمرو موسى يهاجم النظام السابق من سيناء .. ويقول: الرئاسة المصرية لن تكون ملكا للرئيس القادم

بدو غاضبون قطعوا طريق السويس ـ نويبع.. واعتصام أمام مقر القوات الدولية

بدو سيناء يرحبون بعمرو موسى المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية بمصر أول من أمس (رويترز)
TT

أعرب المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية بمصر، عمرو موسى، في ختام جولة دعائية له في شبه جزيرة سيناء المضطربة أمنيا منذ سنوات، عن مخاوفه على «منجزات ثورة 25 يناير (كانون الثاني) من العام الماضي»، قائلا إن الرئاسة المصرية لن تكون ملكا للرئيس القادم، في وقت كان فيه بدو غاضبون في سيناء يقطعون أمس طريق السويس - نويبع، بينما نفذ آخرون اعتصاما أمام مقر القوات الدولية قرب حدود مصر مع غزة وإسرائيل، للمطالبة بالإفراج عن عدد من السجناء من أبناء سيناء في السجون المصرية والإسرائيلية.

وقال موسى في جولة له في سيناء: إن الرئيس القادم سوف يستند على أصوات المصريين ولن تكون الرئاسة «ملكا له» وإنما ستكون مهمة شاقة وتحتاج منا أن نعمل سويا لإعادة بناء بلدنا، لكنه أعرب في الوقت نفسه عن تخوفه على «منجزات الثورة» واستعادة مصر لدورها الريادي في العالم العربي الذي يراه موسى مترابطا ودليلا قاطعا على أهمية وجود الأمة العربية.

واتهم موسى النظام السابق بالتخاذل باتخاذ مواقف صحيحة أمام أحداث كبرى أصابت مصر وجسد العالم العربي، مثل حصار غزة، والانقسامات العربية. وردا على سؤال لماذا ترشح للرئاسة، قال موسى: أنا أرى نفسي أنني رجل وطني تهمني مصر وأعرف ماذا تريد، ومن ثم أستطيع أن أقول، بكل قوة: إنني على قدر هذه المسؤولية، وإنني قادر على خدمة مصر في المرحلة المقبلة كرئيس.

وطالب موسى بإنهاء مشاكل ومعوقات جذب السياحة مرة أخرى لمصر، وعلى رأسها معالجة الملف الأمني، واستمع لأعضاء الغرفة والائتلاف وطلب من القائمين على السياحة ضرورة العمل على تنشيطها من خلال برامج تسويقية متميزة، معتبرا أن السياحة أحد مصادر الدخل القومي الكبيرة للبلاد، مع الحفاظ على «هويتنا» المصرية لكي ننافس السوق السياحية الأخرى ونضع عنوانا نعمل على تحقيقه وهو «سائح لكل مواطن».

وأشار موسى إلى أن صناعة السياحة صناعة هشة؛ لذلك يجب أن يكون هناك أكثر من صناعة، وذلك كله لن يتحقق إلا بتحقيق الأمن والأمان، وهذا لن يتحقق في المرحلة الانتقالية التي كنت وما زلت ضد تمديدها. وفي ما يخص قصر المدة المحددة لمرشحي الرئاسة لجمع توكيلات الترشح من المواطنين، قال موسى: نعم كان لا بد أن يُتاح الوقت أكثر من ذلك ويعلن عن نموذج التوكيل الرسمي قبل ذلك، لكني مطمئن أن نحصل على التوكيلات في المدة المحددة.

وقام موسى بجولة في السوق التجارية القديمة، حيا فيها أصحاب المحلات والعاملين بها؛ حيث كانوا ينادونه بلقب «يا ريس» وهتفوا له: «الشعب يريد عمرو موسى رئيسا». وتناول موسى بعد الجولة الغداء (فول وطعمية) بأحد المطاعم الشعبية وسط أنصاره ومؤيديه والمترددين على المطعم الذين التقطوا الصور التذكارية معه.

وفي ختام زيارته لمحافظة جنوب سيناء، التي استمرت يومين، زار فيهما مدينة راس سدر وقرية تال التي استقبله فيها شيوخ وشباب قبائل النفيعات، إضافة لقرى أبو زنيمة وأبو رديس، كما استقبل بترحاب شديد من قبائل الصوالحة التي عقد في منطقتها مؤتمرا جماهيريا ضم أبناء القبائل، زار منطقة وادي فيران وعقد فيها أيضا مؤتمرا، وقد استقبله أهلها بديوان قبيلة القرارشة بإطلاق الأعيرة النارية للترحيب به، ثم عقد موسى مؤتمرا شعبيا آخر بمدينة الطور حضره ما يزيد على 20 ألفا من أبناء القبائل البدوية.

كان موسى قد زار كنيسة السمعيين قبيل تأديته صلاة الجمعة بمسجد المصطفى بوسط مدينة شرم الشيخ؛ حيث التقى قمص الكنيسة بولا والقس فلوباتير وعرض أهم ملامح برنامجه الانتخابي، كما أكد ضرورة احترام الحريات ومبدأ المواطنة والتعايش والتكاتف بين أبناء شرم الشيخ، معتبرا ذلك من الركائز الرئيسية لإعادة بناء مصر وصنع نهضتها وإعادة الأمن والاستقرار إليها، مشيرا إلى أن هذا من شأنه تشجيع الاستثمارات العربية والأجنبية.

في غضون ذلك، قالت مصادر أمنية وبدوية: إن العشرات من البدو قطعوا، صباح أمس، طريق السويس - نويبع بالقرب من الحاجز الأمني لقوات الجيش بمنطقة سدر الحيطان في سيناء، للمطالبة بالإفراج عن عدد من السجناء من أبناء سيناء الذين يقولون إنهم أدينوا في قضايا لُفقت لهم، على حد وصفهم، أيام النظام السابق. وقال أحد البدو المحتجين: إن هناك أكثر من 400 سجين من مختلف أبناء القبائل لفقت لهم قضايا مخدرات وتهريب، وإنهم حصلوا على وعود مسبقة من السلطات الأمنية بالإفراج عنهم على اعتبار أن بعضهم قضى أكثر من نصف المدة والبعض الآخر يحتاج إلى إفراج صحي لتدهور حالته داخل السجون. وأضاف أن البدو قطعوا الطريق منذ العاشرة من صباح أمس باستخدام الشاحنات الصغيرة ووضع المتاريس الحجرية وأشعلوا الإطارات المطاطية ومنعوا شاحنات البضائع المتجهة إلى ميناء ومدينة نويبع من الوصول.

على صعيد متصل، بدأ العشرات من البدو، أمس، اعتصاما مفتوحا أمام مقر القوات الدولية بالشيخ زويد قرب الحدود مع إسرائيل وغزة للمطالبة بالإفراج عن نحو 60 سجينا مصريا داخل السجون الإسرائيلية. وقال البدو المعتصمون إنهم ينوون تصعيد احتجاجاتهم في حالة عدم الاستجابة لمطالبهم.