المجلس الوطني: العلويون جزء من الشعب السوري وسيظلون يتمتعون بحقوقهم

ناشط علوي لـ «الشرق الأوسط»: الطائفة تريد خطابا أكثر إقناعا

TT

أعلن المجلس الوطني السوري المعارض الذي يضم أكبر تكتل للأحزاب والقوى السياسية التي تعارض نظام بشار الأسد أنه «يمد اليد إلى الطائفة العلوية من أجل بناء دولة المواطنة والقانون».

وأشار المجلس في بيان مفصل «إن العلويين، كانوا وما يزالون جزءا مهما من الشعب السوري، وسيظلون يتمتعون بحقوقهم التي يتمتع بها جميع أبناء الوطن الواحد من مسيحيين ومسلمين وباقي أبناء الطوائف الأخرى». وأضاف «لن ينجح النظام في دفعنا إلى قتال بعضنا البعض. إننا مصممون على التكاتف والوحدة الأهلية، وأول بوادر هذه الوحدة هي مد يدنا إلى إخوتنا العلويين، لنبني سوريا دولة المواطنة والقانون».

ووجه المجلس في بيانه الذي أصدره أول من أمس اتهاما صريحا للنظام السوري بأنه «منذ بداية الثورة يحاول تقسيم المجتمع السوري وضرب وحدته الأهلية، عبر تقسيم المدن عسكريا وأمنيا بين الأحياء المختلطة طائفيا، وتخويف الطوائف بعضها ببعض، وقتل أناس أبرياء من الطائفتين». وأضاف أن النظام «قام بشكل خاص ببث الرعب في نفوس أبناء الطائفة العلوية، وحاول جرهم إلى مساندته في القضاء على الثورة». كما أكد وجود «ردود فعل طائفية» نتيجة ذلك، و«خطر بشق المجتمع السوري نتيجة العنف الوحشي الذي أدى إلى زيادة الحس الطائفي».

وبعد إشاراته إلى أن «الكثير من النشطاء من أبناء الطائفة العلوية وقفوا إلى جانب الانتفاضة». ختم المجلس بيانه بضرورة التأكيد «إن الخطوة الأولى لإيقاف الفتنة في سوريا تكمن في إسقاط النظام. ومن المهم القول الآن إننا في المجلس الوطني ننظر إلى أبناء الطائفة العلوية على أنهم جزء أساسي من النسيج السوري».

ويأتي هذا البيان مع تسارع الأنباء عن ارتفاع وتيرة العنف الطائفي بين الأكثرية السنية التي تشكل عصب الثورة السورية والأقلية العلوية التي تصطف وراء النظام الحاكم وتدافع عنه. حيث حصلت العديد من المجازر في مدينة حمص راح ضحيتها عائلات بأكملها، إضافة إلى عمليات خطف متبادلة حصلت في ريف مدينة إدلب شمال سوريا.

ويقول أكرم، احد الناشطين العلويين الذين يؤيدون الثورة السورية، وهو من سكان مدينة حمص لـ«الشرق الأوسط»: «البيان الذي صدر عن المجلس الوطني جيد، لكنه لا يكفي، لا بد من تقديم خطاب أكثر إقناعا للطائفة العلوية». ويضيف الناشط «النظام السوري الذي لا يمثل أبدا الطائفة العلوية استطاع أن يضمن العلويين إلى صفه عبر تحريضهم ضد إخوتهم في الوطن وإيهامهم أن الثوار إذا وصلوا للحكم سينتزعون منهم حقوقهم وربما سينتقمون منهم». على المجلس الوطني وفقا للناشط أن «يقول كلاما واضحا يطمئن العلويين ويشجعهم على المشاركة في الثورة، لا يكفي أن يقول إن الطائفة العلوية ستظل حقوقها مصونة لا بد من طرح آليات واضحة لهذا».

وينتمي الرئيس السوري بشار الأسد إلى الأقلية العلوية التي يستأثر بعض أفرادها بمراكز القوة داخل النظام السوري، مثل الفروع الأمنية ومؤسسة الجيش. وقد استطاع النظام منذ اندلاع الثورة ضده أن يضمن ولاء أبناء هذه الطائفة حيث سوّق إعلامه الرسمي لخطاب تخويفي تأثرت فيه معظم الأقليات، من بينها العلويون.

وتشكل الطائفة العلوية التي تتبع تعاليم باطنية عرفانية مسترشدة بطريقة خاصة في فهم الإسلام نحو 12 في المائة من الشعب السوري. ويتوزع العلويون بين السلسلة الجبلية لمدن اللاذقية وطرطوس وبانياس كما تنتشر بعض قراهم في ريف حمص وحماه وإدلب.