فرقة مدرعات ماهر الأسد تتحضر لاقتحام بابا عمرو مع توقف مفاوضات الصليب الأحمر

«الإخوان المسلمون» تكشف تفاصيل مجزرة جماعية بحق 65 مدنيا في ريف حمص

صورة لأحد المباني المهدمة بمدينة الرستن أمس (أوغاريت)
TT

أعلنت «الهيئة العامة للثورة السورية» أن الجيش السوري فشل في محاولة له بالأمس لاقتحام حي بابا عمرو في حمص من الجهة الجنوبية، وذلك بعد 26 يوما من القصف المتواصل على المدينة.. فيما أفاد ناشطون سوريون أن وحدات من فرقة مدرعات خاصة توجهت إلى حمص يوم أمس وأن دبابات وقوات من الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر، شقيق الرئيس السوري بشار الأسد، دخلت ليلا إلى الشوارع الرئيسية الواقعة حول منطقة بابا عمرو الجنوبية المحاصرة.

وأعرب الناشطون عن تخوفهم من وقوع مجزرة جديدة في حمص، باعتبار أن إرسال هذه الوحدات على مشارف بابا عمرو ينذر بنية الجيش اقتحام المنطقة. وما فاقم مخاوف الناشطين، إعلان المتحدث باسم اللجنة الدولية لـ«الصليب الأحمر» في سوريا صالح دباكة، أن «فريق اللجنة الدولية غادر مدينة حمص»، لافتا إلى أن «المفاوضات توقفت»، ومشيرا إلى أن «الوضع متوتر جدا في حي بابا عمرو».

وبينما تحدثت لجان التنسيق المحلية في سوريا عن سقوط أكثر من 60 قتيلا يوم أمس بينهم ثلاث نساء، (27 منهم في ريف حماه، 22 في حمص، ثلاثة في ريف حلب، ثلاثة في ريف إدلب واثنان في دير الزور)، اتهمت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا نظام الأسد بارتكاب «مجزرة» بحق أسر نزحت من حي بابا عمرو في حمص، مؤكدة أنّ «المذبحة الجريمة التي نفذت على شباب بابا عمرو هي - في إطاريها القانوني والإنساني - جريمة حرب من جرائم التطهير على الهوية، ومن الجرائم ضد الإنسانية».

وأوضحت الجماعة أن «العصابات الهمجية أقدمت يوم الأحد الماضي على إيقاف مجموعة من الأسر النازحة من حي بابا عمرو في مدينة حمص طلبا للنجاة من القصف الوحشي على مدار ثلاثة وعشرين يوما، ثم حشرت الأسر النازحة في حافلات خاصة بحجة نقلهم إلى أماكن آمنة»، مشيرة إلى أنّها «قامت بإنزال الشباب والشيوخ من الحافلات وأقدمت على ذبح خمسة وستين شابا بالسكاكين وبدم بارد، كما تذبح الخراف».

وإذ وصفت ما حصل بـ«الجريمة النكراء»، اعتبرت الجماعة أنّها «حلقة في سياق وتعبير عن نهج ما زال هذا النظام (السوري) يتبعه مع أبناء الشعب السوري منذ ما يقارب العام»، مشيرة إلى أنّ «الجريمة في صيغتها الأخيرة أكبر من أي إدانة ومن أي استنكار، بل هي جريمة لها استحقاقاتها الوطنية والدولية والإنسانية». وشددت على أنّ «بشاعة الجريمة قطعت كل الخيوط، وهدمت كل الجسور، لتؤكد أن الانتماء إلى الوطن لم يكن أبدا انتماء عضويا أو بيولوجيا، بل إنه انتماء إلى القيم والحضارة والإنسان، وهذا ما لم تدرك منه عصابات (الرئيس السوري بشار) الأسد شيئا».

وفي التطورات الميدانية، قال أحد الناشطين إن 700 شخص قتلوا في بابا عمرو منذ الرابع من الشهر الجاري، في وقت استمر فيه يوم أمس قصف هذا الحي وأحياء أخرى في حمص، وحوّمت فوق المدينة مروحيات الجيش السوري.. بينما أعلن المركز السوري لحقوق الإنسان عن إطلاق قذائف «آر بي جي» من حاجز الفارابي على منازل في باب السباع في حمص.

وبالتزامن، سُجّلت اشتباكات عنيفة في حي الحميدية بين القوات النظامية والمجموعات المنشقة التي تسيطر على مناطق كبيرة من الحي، وسمعت أصوات عشرات الانفجارات في حي الخالدية.

وحمّل الناشطون عبر صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» و«تنسيقية بابا عمرو» على موقع «فيس بوك» أشرطة فيديو التقطت يوم أمس في بابا عمرو، يظهر فيها دوي انفجارات بعد سقوط قذائف وتصاعد سحب من الدخان.. ويقول صوت مسجل على الشريط: «هذه هي نتائج استفتاء الدستور، قصف بابا عمرو وتدميره، والعالم يتفرج».

وأطلق ناشط على الصفحة نفسها نداء إنسانيا جاء فيه «مطلوب على وجه السرعة لبابا عمرو وريف دمشق: قطن وشاش من كل الأنواع، وخيوط جراحة وأكياس دم، وجبس بلاستيكي، وسيروم وأدرينالين، ومورفين وغيرها من الأدوية». وأفيد عن قصف عنيف تعرضت له مختلف قرى مدينة تلكلخ الحدودية مع لبنان، استخدمت خلاله راجمات الصواريخ، وترافق مع تحليق طيران حربي فوق قلعة الحصن وقرية العريضة الحدودية.

وفي درعا، أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «خمسة جنود من الجيش النظامي السوري قتلوا وأصيب ثلاثة آخرون بجروح إثر اشتباكات فجر يوم أمس الثلاثاء بين مجموعة منشقة وعناصر حاجز مؤسسة الكهرباء في مدينة داعل»، وقالت شبكة «شام» الإخبارية إن الأمن اقتحم مدينة الجيزة في درعا فيما تم تطويقها بعدد من الآليات العسكرية.

وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن اشتباكات اندلعت بين الجيش ومنشقين في محافظة إدلب المحاذية لتركيا. وفي ريف دمشق، أفاد ناشطون عن قصف مدفعي صاروخي من قبل قوات جيش النظام على منطقة الزبداني مع رصد تمركز العشرات من الدبابات وناقلات الجند في سرمين التي قتل فيها عدد من المدنيين في قصف للجيش.

في هذا الوقت، استمرت المظاهرات في مدينة حلب، إذ قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الأمن أطلقت الرصاص لتفريق مئات المتظاهرين أمام كلية العلوم بجامعة حلب. وقد ردد المتظاهرون الذين انطلقوا من ساحة كلية الطب وجالوا في كلية الزراعة وطب الأسنان هتافات «لحمص العدية والريف الحلبي الذي يتعرض للقصف بكافة أنواع الأسلحة».

وفي دمشق، قال المرصد إن قوات الأمن السورية نفّذت حملة اعتقالات في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية بجامعة دمشق أسفرت عن اعتقال أكثر من 30 طالبا، فيما بثّت صفحات «الثورة السورية» عبر «فيس بوك» مقاطع فيديو لمظاهرة حاشدة في الميدان انطلقت من أمام منزل محمد خليل قطيفاني الذي قضى برصاص الأمن السوري يوم أول من أمس.

هذا وخرجت مظاهرة طلابية في حي العوينة في اللاذقية، انطلقت من مدرسة البعث هتفت للمدن المنكوبة وطالبت بإسقاط النظام.

وفي سياق المفاوضات الحاصلة لإجلاء الجرحى من حمص، أعلن قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد استعداد جيشه للتعاون مع الهلال الأحمر من أجل إدخال المساعدات وإجلاء الجرحى من حمص لافتا إلى أن مجموعات الجيش الحر الموجودة على الأرض في داخل حمص «لديها حرية التفاوض» حول مسألة إجلاء الجرحى، وأن «هناك وساطات تتم معها عبر أشخاص»، مؤكدا أن «النظام (السوري) هو الذي يحول دون إتمام العملية».

وإذ شدد على أن المبدأ بالنسبة إلى الجيش الحر هو «سلامة أي إنسان مدني، ونحن مستعدون للتعاون لإيصال كل معونة للناس، لا سيما المعونات الطبية»، رأى أن «استراتيجية النظام السوري تقضي بتصفية كل الجرحى»، مشيرا إلى «حصول مجازر في عدد من المشافي».