كفرسوسة تشيع جنازات «المشيعين».. على مرمى حجر من مقرات الحكومة السورية

التظاهر والإضراب العام مستمران لليوم الثالث

TT

لليوم الثالث على التوالي عاش حي كفرسوسة في العاصمة دمشق جنازات أشخاص قتلوا برصاص الأمن وسط حالة من الإضراب العام حدادا على أرواح القتلى.. ويشهد الحي ظاهرة فريدة منذ ذلك الحين، وهي تشييع المتظاهرين لجنازات زملائهم، والذين شيعوا زملاء آخرين بدورهم في اليوم السابق عليه.

ويوم أمس شيع حي كفرسوسة شخصين قتلا أثناء تفريق مشيعين فتحول إلى مظاهرة ضد النظام يوم أول من أمس الاثنين، لشخصين قتلا في اليوم السابق، وذلك أثناء تشييع شخص قتل يوم السبت.

ويوم الأحد حرص المشيعون على الالتزام بالهتاف والدعاء للقتلى، وبما لا يدع حجة لقوات الأمن لمهاجمة المشيعين.. أما يوم الاثنين فقال ناشطون إن «التشييع الأول شارك فيه أكثر من عشرة آلاف شخص، ومضى بسلام، على الرغم من الوجود الأمني الكثيف، وذلك بسبب التزام المشيعين بعدم الهتاف بأي شعارات مستفزة، إلا أن الأمر لم يخل من إطلاق قوات الأمن قنابل دخانية لتفريق المشيعين بعد الدفن، ولم تسجل أي حالة اعتقال».

أما التشييع الثاني «الذي تم عقب صلاة العصر، فقد احتشد للتشييع نحو ألفي شخص، إلا أنهم لم يلتزموا وهتفوا ضد النظام وحيوا الجيش الحر، مما دفع قوات الأمن إلى مهاجمة المشيعين وإطلاق النار، مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة نحو 15 شخصا بجروح»، وذلك في هجوم مباغت من قبل المخابرات الجوية على المتظاهرين.

ويوم أمس شيعت جنازة أخرى من جامع خزيمة، حيث تجمعت الحشود في ساحة كفرسوسة.. وبعد انتهاء الدفن عاد المشيعون إلى جامع خزيمة وخرجت من هناك مظاهرة بعدما قام المشيعون بمشاركة من أبناء وبنات حي الميدان بقطع المتحلق الجنوبي لمنع وصول قوات الأمن إلى المظاهرة.

وتوجهت المظاهرة نحو منزل شهيد سقط يوم الأحد، إلا أن قوات الأمن هاجمت المشيعين وقامت بتفريقهم بالقوة دون وقوع إصابات تذكر أو اعتقالات.

ويعد التظاهر في حي كفرسوسة تحديا كبيرا للنظام، قياسا إلى وجود واحد من أكبر المقرات الأمنية في سوريا، هذا عدا مبنى رئاسة الوزراء وغيرها من المقرات التابعة للأجهزة الأمنية ومقرات الحكومة. وسائر الجنازات التي خرجت في منطقة كفرسوسة منذ يوم الأحد كانت تجري وسط انتشار أمني كثيف في المنطقة، الأمر الذي دفع أهالي القتلى إلى التنبيه خلال توزيع دعوات المشاركة في التشييع إلى ضرورة الالتزام بالهتاف والدعاء وتجنب استفزاز رجال الأمن حقنا للدماء، وأيضا كي لا يحرم ذوو القتلى من تشييع أبنائهم بشكل لائق، إذ جرت العادة أن تقوم الأجهزة الأمنية بالضغط عليهم للتشييع بصمت وبعد صلاة الفجر ومنع المشاركة الشعبية.

وفي الوقت الذي جرى فيه التشييع في كفرسوسة كان هناك تشييع آخر في حي الميدان وسط استنفار أمني كبير، حيث انتشرت قوات الأمن والشبيحة بالعتاد الكامل في محيط جامع الدقاق، وبينما كانت الحشود تتوافد من مختلف المناطق للمشاركة في التشييع، قال ناشطون إن ذوي أحد الضحايا «أرغموا على دفن جثمانه بصمت»، إلا أن تشييعا رمزيا خرج من جانب منزله وتمت مهاجمته من قبل قوات الأمن بعنف، حيث جرى إطلاق قنابل مسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، ثم عادت وخرجت مظاهرة أخرى من أمام جامع الدقاق هتفت لشهداء كفرسوسة وحيت حمص والمدن المنكوبة، وانطلقت مظاهرة ثالثة من جامع حسين خطاب وهتفت لحمص وبابا عمرو والمدن المحاصرة، كما خرجت مظاهرة رابعة في ساحة السخانة في حي الميدان وقام المتظاهرون برفع علم الاستقلال هناك على وقع هتاف الجموع «يا ميداني كبّري».