قناة حزب الله تطالب بالتحقيق مع الصحافيين الأجانب لدخولهم خلسة من سوريا

القادري لـ «الشرق الأوسط»: بدلا من مساءلتهم.. فليسألهم نصر الله عما يتعرض له المواطنون في حمص

TT

انتقدت قناة «المنار» التلفزيونية، الناطقة بلسان حزب الله اللبناني، عدم قيام السلطات اللبنانية بالتحقيق مع الصحافيين الأجانب الذين تم تهريبهم من حي بابا عمرو المحاصر إلى شمال لبنان. وقالت، في مقدمة نشرتها الإخبارية مساء أول من أمس، إن من بين المؤشرات على «تبدل الحال» في حمص «هروب أو تهريب الصحافيين الغربيين باتجاه لبنان، وهو أمر حمل أكثر من علامة استفهام واستنكار»، متسائلة: «كيف دخل هؤلاء خلسة عبر لبنان وكيف عادوا خلسة من دون أن تحقق السلطات اللبنانية معهم أو تسأل السفارتين الفرنسية والبريطانية عن الاستباحة الفاضحة للقوانين وللسيادة اللبنانية؟».

وعلق مقرر لجنة «الإعلام والاتصالات» النيابية النائب زياد القادري على المطالبة بالتحقيق مع الصحافيين بالقول لـ«الشرق الأوسط» أمس، إنه «إذا كان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ينكر وجود ثورة في سوريا، ويعتبر أن بعض المخلين بالأمن هم من يقومون بعمليات عسكرية يتصدى النظام السوري لها، فإن قدوم الصحافيين إلى لبنان قد يكون فرصة لسؤالهم عن حقيقة ما يجري وما شاهدوه بأعينهم خلال قيامهم بمهامهم بصفتهم إعلاميين، ومناسبة لسؤالهم عما يتعرض له مواطنون عزل يشن النظام معركة عليهم لمجرد مطالبتهم بالحرية وتعبيرهم عن رأي آخر».

وقال القادري: «بدلا من المطالبة بالتحقيق معهم، على حزب الله أن يسعى للاطلاع على حقيقة ما يجري، إلا إذا باتت ممارسة الصحافيين رسالتهم بنقل الحقيقة تهمة، باعتبار أن المطلوب هو التعمية على ما يحدث، والتغطية على الجرائم، فعندها يصبح من المنطق المطالبة بالتحقيق معهم».

وفي حين لم ينكر القادري أن «القانون ينبغي أن يطبق على الجميع لناحية قانونية الدخول إلى أي بلد وفق الأصول، حتى لو كان صحافيا يقوم بواجبه المهني»، إلا أنه شدد في الوقت عينه على أن «الصحافيين شأنهم شأن آلاف السوريين الذين نزحوا إلى لبنان، يهربون من القتل والقصف الذي يقوم به النظام، من دون أن يستثني شيخا أو امرأة أو طفلا». وقال: «الصحافيون الأجانب لم يدخلوا إلى لبنان للقيام بعمل غير مشروع أو لديهم أجندة معينة أو مخطط ما يريدون تنفيذه، وبالتالي، فإن وضعهم مختلف عن مخل بالأمن أو هارب من وجه القانون أو مطلوب للعدالة، وثمة وقائع يجب أخذها بعين الاعتبار قبل المطالبة بالتحقيق معهم».

ولفت إلى أن «السوريين يدخلون هربا وبالطرق المتوافرة لديهم، فكيف الحال مع صحافيين أجانب يضعون دماءهم على أكفهم ويتحدون الموت في كل دقيقة من أجل نقل الصورة إلى الرأي العام العالمي، في ظل التعتيم السوري على الحقيقة».

وجاء موقف حزب الله عشية إعلان رئيس «المجلس الوطني السوري» برهان غليون أن الصحافية الفرنسية إديت بوفييه المصابة في حمص كانت (أول من أمس) في «مكان آمن»، مشيرا إلى أنه تلقى رسالة أول من أمس من داخل سوريا مفادها أن «بوفييه كانت في مكان آمن»، مشيرا إلى عدم امتلاكه معلومات عن مكان وجودها أمس.

وكانت لجان التنسيق المحلية في سوريا ذكرت في وقت متأخر من مساء الأربعاء أن بوفييه «ترفض الخروج من بابا عمرو بمفردها من دون باقي الجرحى المدنيين السوريين، وهي تطالب السفير الفرنسي بالحضور شخصيا، وعمل ما باستطاعته لفعل ذلك».

وكانت الصحافية بوفييه التي تعمل لصالح صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية قد أصيبت بجروح خطرة في الثاني والعشرين من الشهر الماضي، أثناء قصف على حمص وتحديدا حي بابا عمرو، حيث كانت مجموعة من الصحافيين الأجانب موجودة داخل منزل حوله ناشطون إلى مركز إعلامي. وأدى القصف إلى مقتل الصحافية الأميركية في «صنداي تايمز» ماري كولفين والمصور الفرنسي ريمي أوشليك.