اغتيال ثالث ضابط في جيش التحرير الفلسطيني في دمشق في غضون شهر

الغموض يكتنف المسؤول عنها

طالبات فلسطينيات يشاركن في سباق الماراثون الدولي الثاني الذي نظمته وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين في غزة بمشاركة 2700 عداء ورياضي وتلميذ في ساعة مبكرة من صباح أمس بهدف جمع تبرعات مالية لأطفال اللاجئين (أ.ب)
TT

يكتنف الغموض ثلاث عمليات اغتيال راح ضحيتها ثلاثة من كبار ضباط جيش التحرير الفلسطيني (قوات حطين) في سوريا. ووقع آخر هذه العمليات الليلة قبل الماضية وراح ضحيتها العقيد عبد الناصر المقاري قائد كتيبة في جيش التحرير.

وكان العقيد المقاري يقود سيارته في شارع القدس - مخيم اليرموك في دمشق عائدا إلى منزله في المخيم الذي يقع جنوب شرقي العاصمة وعلى مسافة 8 كيلومترات من وسطها، في نحو الساعة الحادية عشرة من الليلة قبل الماضية حسب توقيت دمشق، عندما قام مجهولون بإطلاق الرصاص على سيارته، مما أدى إلى مقتله على الفور وإصابة سائقه أحمد عمرو بـ3 أعيرة نارية في الأطراف.

وتأتي هذه العملية وفق ما قاله مسؤول فلسطيني مطلع في مخيم اليرموك لـ«الشرق الأوسط» بعد وفاة العميد الركن رضا الخضرا قائد قوات حطين متأثرا بجروح بليغة أصيب بها قبل نحو الأسبوع، جراء إطلاق النار عليه من قبل مجهولين. وسبق هذه العملية أيضا عملية اغتيال ثالثة طالت رائد الركن باسل رفيق علي. وحسب ما قاله مسؤول فلسطيني يعيش في مخيم اليرموك، فإن رائد الركن رفيق علي اختطف وعذب قبل إلقاء جثته على قارعة أحد الطرق.

وبينما ترجح مصادر فلسطينية وقوف النظام السوري وراء عمليات الاغتيال هذه، أكد مسؤول فلسطيني مطلع لـ«الشرق الأوسط» أن من يقف وراء هذه العمليات هي مجموعات مسلحة تعود إلى القوى المعارضة للنظام السوري. وتقول هذه المصادر إن النظام السوري مسؤول عن هذه العمليات انتقاما منه لرفض ضباط جيش التحرير «المشاركة في قمع الثورة السورية». وحسب هذه المصادر، فإنه أشيع في الآونة الأخيرة عن رغبة بعض عناصر النظام إشراك قوات من جيش التحرير في العمليات العسكرية في حمص على وجه الخصوص، الأمر الذي اصطدم برفضهم لمثل هذا التدخل وقيامهم بإبلاغ صف الضباط بضرورة رفض مثل هذه الأوامر في حال صدورها، انطلاقا من موقف الإجماع الفلسطيني الواضح والصريح المتمثل بعدم التدخل بالشأن الداخلي السوري، كما هو الحال بالنسبة للشؤون الداخلية للبلدان العربية الأخرى.

وأما المسؤول الفلسطيني فألقى بالمسؤولية على ما سماه المجموعات المسلحة التابعة للقوى المناوئة للرئيس بشار الأسد، وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن الغرض من عمليات الاغتيال هذه هو محاولة من جانب هذه المجموعات، لإقحام المخيمات الفلسطينية في شأن داخلي سوري «لا مصلحة لنا فيه.. وطلبنا منهم أن يتركونا خارج اللعبة».

واستطرد المسؤول قائلا «نحن لا علاقة لنا بما يجري في سوريا من أحداث، كما أنه لا علاقة لجيش التحرير الفلسطيني بذلك أيضا. ليس من مصلحة أي فلسطيني التدخل وعلينا البقاء في الحياد». وتابع القول «إن هذه المخاوف موجودة منذ فترة.. فالمعارضة تحاول منذ مدة إقناع الفلسطينيين في المشاركة ولكن الرد الفلسطيني كان واضحا وهو أننا لا نريد التدخل في ما يجري ولا مصلحة لنا». وردا على سؤال بأن النظام ربما يقف وراء عمليات الاغتيال، قال المسؤول «ليس من مصلحة النظام استعداء الفلسطينيين ومصلحته في بقائهم على الحياد واستقرار وضعهم.. لذا فإنه لم يقم بأي عمليات استفزازية ضدهم».

وذكر المسؤول مجددا بأن الموقف الفلسطيني موحد حول هذه القضية.. ورغم ذلك هناك حملة تحريض لإقحام «الفلسطيني» في المعركة. وقال المسؤول «أريد أن أؤكد أن ليس هناك فصيل فلسطيني واحد يساعد النظام في ما يقوم به.. حتى فصيل أحمد جبريل الذي اتهم بإرسال شبيحة وكذلك تنظيم الصاعقة الذي يمثل جناح حزب البعث السوري في منظمة التحرير الفلسطينية».

وأعطى المسؤول مثلا عن الحياد الفلسطيني ممثلا في مستشفى بيسان في مخيم العائدين المتاخم لمدينة حمص التي تتعرض لحصار وقصف منذ أسابيع، وقال إن «هذا المستشفى يقدم المساعدات للجرحى من جميع الأطراف. فالمسؤولون عنه لا يسألون عن هوية الجريح أو المصاب بل يقومون بتقديم المساعدة اللازمة دون التعرف على هويته، سواء كان مع النظام أو كان معارضا له».