الزهار: نصحنا النظام السوري بإعطاء مساحات واسعة للشعب

قال إن انعقاد المكتب السياسي خارج سوريا لا دلالات سياسية له

TT

نفى عضو المكتب السياسي لحركة حماس، محمود الزهار، أمس، أن تكون حركته قد قطعت علاقاتها مع النظام السوري، لكنها نصحته، على حد تعبيره، بإعطاء مساحات واسعة للشعب. وقال الزهار، في رده على أسئلة لوكالة الصحافة الفرنسية على هامش لقاء تأسيسي لمنتدى طبي في غزة: «موقفنا من سوريا هو نفسه بالنسبة للثورات العربية الأخرى.. نصحنا النظام السوري بأن يحل هذه الإشكالية بإعطاء المساحات الواسعة للشعب السوري حتى تقوى سوريا وتستطيع أن تحرر أرضها المحتلة في الجولان وأن تدعم برنامج المقاومة وتستمر في هذا البرنامج».

وتابع الزهار، وهو ثاني مسؤول في حماس يتحدث في الموضوع السوري بشكل أكثر وضوحا: «هذا المشروع الأمني السوري هو الذي أدى إلى هذه الحالة، نحن لا نستطيع أن ندخل طرفا ضد طرف آخر.. هناك نصف مليون فلسطيني يعيشون بكامل الحرية في سوريا، فلماذا نحملهم هذا الموقف؟».

وأضاف الزهار: «موقفنا من الثورة في مصر وتونس وليبيا وفي غيرها ثابت.. هو الموقف نفسه في سوريا.. لا نتدخل بالشأن الداخلي، لكن ننصح ونقدم النصيحة الخالصة، لكن إذا أخذتنا الأمور في اتجاهات مختلفة نحن نتوقف؛ لأن برنامجنا ليس الدخول في الصراع العربي الداخلي ولا الإقليمي.. صراعنا الأساسي موجه ضد الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين».

ويتعارض موقف الزهار هذا مع الموقف المعلن لرئيس حكومة حماس المقالة إسماعيل هنية الذي وجه من القاهرة في 24 فبراير (شباط) الماضي تحية إلى الشعب السوري «البطل» الذي يسعى نحو «الحرية والديمقراطية».

وفي رده على سؤال حول ما إذا قطعت حماس علاقتها كليا مع النظام السوري بعد خروج رئيس المكتب السياسي خالد مشعل منها مؤخرا، تساءل الزهار: «من الذي قال إننا قطعنا العلاقات؟ لماذا يحاول هؤلاء أن يخرجونا عن دائرة الحياد التي اتسمنا بها في القضايا كلها؟ هذه محاولات للإيقاع بيننا وبين سوريا». وأضاف: «نحن نتمنى لسوريا أن تتعافى وأن يأخذ شعبها حقه وأن يقوى النظام الذي يمثل الشارع السوري الذي يستطيع أن يحرر أرضه ويساعد في تحرير فلسطين بالتالي. نحن لسنا طرفا للدخول في أي من المحاور، لا القطرية ولا المنطقة كلها».

وذكر الزهار في رده على سؤال حول مغادرة حماس لسوريا ونقل مقر مكتبها السياسي منها، أن «جلسات المكتب السياسي للحركة كانت تعقد خارج سوريا حتى في فترة كانت الأوضاع فيها عادية في سوريا، وآخر اللقاءات عقدت في سوريا لأن بعض البلاد كانت تغلق الأبواب أمامنا، وعندما فتحت الأبواب صار من حقنا أن نجري اللقاءات فيها، هذا ليس له دلالات سياسية».

وحول ما إذا غادر مشعل وأعضاء المكتب السياسي سوريا بلا رجعة، قال الزهار: «من قال لك هذا؟ فعماد العلمي (عضو المكتب السياسي الذي عاد لغزة الشهر الماضي) بعد أن جاء لغزة ذهب إلى سوريا. غزة عندما فتحت كل من خرج منها قد عاد الآن إليها.. ومصر الآن كل من يستطيع أن يذهب إليها يذهب، والسعودية الآن فيها ناس (أعضاء من حماس) وفي سوريا والإمارات ودول إسلامية هناك ناس تعيش، وبالتالي القول إن هناك هجرة مقصودة ذات دلالات سياسية من سوريا لأماكن أخرى غير صحيح، فعندما توافرت أماكن أخرى تحركنا إليها».

ورفض الزهار الخوض في التوقعات بشأن مصير الأوضاع في سوريا بقوله: «نحن نصنع مواقف، ومواقفنا نعبر عنها، أما متى وكيف ستحل (الأمور بسوريا)، فهذه قضية يتكلم فيها المحلل السياسي».

وشدد الزهار على أن الربيع العربي «يخدم القضية الفلسطينية بالتأكيد؛ لأن الأنظمة التي كانت لها علاقة طيبة ومتعاونة مع العدو الإسرائيلي تغيرت ورأي الشارع العربي كله مع القضية الفلسطينية». وأشار إلى «تفاعل الأزهر» بمصر الجمعة قبل الماضي مع القضية الفلسطينية عندما ألقى هنية كلمة في الجامع الأزهر بالقاهرة، مبينا أن «كل الأنظمة التي كانت تحول دون أن يعبر الموقف الشعبي العربي عن رأيه تجاه القضية الفلسطينية انتهت، وبقيت حكومات تتشكل وبرلمانات تتشكل ورئاسة تأتي وتأخذ دورها.. المستقبل لنا ولا مستقبل لعدونا».

وأكد الزهار التزام حركته بالمصالحة الفلسطينية، خاصة باتفاق الدوحة الخاص بتشكيل حكومة توافق انتقالية. ودعا إلى «تحصين» اتفاق المصالحة، مستدركا أنه «إذا تم تعيين (الرئيس محمود عباس) أبو مازن رئيسا للوزراء ورفض الاحتلال تشكيل لجان الانتخابات واستمر في الاعتقالات هل ستصبح حكومة أبو مازن حكومة أبدية؟ هل هذا ما تم الاتفاق عليه؟».