المجلس الوطني السوري: نظام الأسد يشكل كتائب شعبية لارتكاب المزيد من الجرائم

الجيش الحرّ يؤكد لـ «الشرق الأوسط» أن النظام بدأ يخوّن ضباطه ويشكك في ولائهم له

TT

أعلن المجلس الوطني السوري أن «نظام (الرئيس بشار) الأسد يسعى إلى تشكيل كتائب شعبية من الضباط المتقاعدين والبعثيين، حسب المناطق، لمزيد من الجرائم في مختلف المناطق والمدن». وأكد المجلس في بيان له أنه «تمّ تشكيل بعض هذه الكتائب في ريف حلب الشرقي وريف مدينة أبو ضهور في إدلب».

وطالب المجلس «المجتمع الدولي والجامعة العربية والمنظمات الدولية بالتحرك السريع والعاجل على كافة الأصعدة لعدم تكرار مجازر بابا عمرو والخالدية التي سقط بها المئات من الشهداء، والتي تحولت بها مدينة حمص إلى مدينة أنقاض تحت قصف آلة النظام العسكرية»، وقال في بيانه: «إننا نطالب ثوارنا في كل من دمشق وحلب وحماه بالقيام بكافة التحركات لتخفيف الضغط عن أهلنا في إدلب، وندعو كافة مواطنينا في مختلف العواصم والمدن للتحرك في كافة المجالات لدعم محافظة إدلب وريفها».

وأكد المقدم المظلي في الجيش الحرّ خالد الحمود لـ«الشرق الأوسط» أن سر تشكيل تلك الكتائب الشعبية أن «النظام بدأ يخوّن الكثير من الضباط والجنود لعدم ثقته بأنهم ينفذون أوامره كما يجب». وقال: «إن أي ضابط أو مجنّد يبدي امتعاضه لقتل المدنيين يتعرض للتصفية الجسدية فورا، وأمام واقع التخوين وعدم ثقة النظام بجيشه بدأ يلجأ إلى الضباط والمجندين البعثيين المتقاعدين من أبناء الطائفة العلوية من أصحاب الولاء الأعمى لآل الأسد، ويجمعهم من أجل تشكيل كتائب شعبية تكون نواة الجيش العلوي في حال استمرّ تفكك الجيش النظامي».

وأشار الحمود إلى أن «هذا النظام بدأ تجنيد المجرمين والقتلة وأصحاب السوابق الذين أخرجهم من السجون، ويُخضعهم للتدريب على أيدي الضباط العلويين الذين أوغلوا في عمليات القتل والمجازر بسبب خوف هؤلاء الضباط من الملاحقة والمحاسبة بعد سقوط النظام، وهؤلاء لدينا قوائم بأسمائهم». وأضاف الحمود: «إن الضباط العلويين النافذين بدأوا الآن بتسليح القرى العلوية من مخازن أسلحة الجيش السوري والحرس الجمهوري، لأن النظام يخطط للانتقال إلى حرب أهلية طويلة الأمد، وهو بدأ يزرع بذور الشقاق بين كل الطوائف في سوريا».

أما الناطق الرسمي باسم لجان التنسيق المحلية وعضو المجلس الوطني عمر إدلبي، فأوضح أن «تحذير المجلس الوطني من تشكيل نظام الأسد لهذه الكتائب، ينطلق من معلومات أكيدة وليس من تحليلات أو توقعات».

وقال إدلبي لـ«الشرق الأوسط»: «لقد جرّب النظام هذه الكتائب في بداية الثورة وارتكبت الكثير من الجرائم وخرجت في بعض الأحيان عن طاعة الأمن السوري واشتبكت معه قبل أن يحلّها. أما اليوم وبعد أن أصبح النظام عاجزا عن ضبط الوضع بواسطة الجيش ورجال الأمن والشبيحة لأن الأراضي السورية كلّها تغلي بالثوار، فقد بدأ تجنيد الضباط والمجندين البعثيين المتقاعدين وحتى المدنيين الموالين له لأسباب طائفية أو مصلحية، لتتولى هذه الكتائب قمع المحتجين، وتكون قادرة على الإيذاء بشكل أكبر لأنها غير منضبطة وقد ترتكب مجازر فظيعة».. لافتا إلى أن «هذه الكتائب ليست إلا مجموعات من الشبيحة، غير أن الشبيحة يأتمرون بأمر عناصر الأمن، أما هؤلاء فيكونون متفلتين وغير منتظمين وبإمكانهم أن ينفذوا ما يحلو لهم من جرائم دون أن يحاسبهم أحد، طالما أن النظام أعطاهم الضوء الأخضر».

وأشار إلى أن «الثوار سيتعاملون مع هذه الحالة بكثير من الدقة، لأنه بعد سنة من الثورة أصبحوا (الثوار) أكثر خبرة وقادرين على التمييز بين هذه الفئة والمدنيين، ولكن نأمل بسقوط النظام قريبا وقبل أن تبدأ هذه المجموعات بتنفيذ جرائمها».