عائلة العميد المنشق فايز عمرو في قبضة «المخابرات الجوية»

شبكة تنصت «إيرانية» كشفت موقعهم بعد «خطأ بالاتصال»

TT

يقضي العميد الركن المنشق عن الجيش السوري فايز عمرو أوقاتا عصيبة في مخيمه الذي يقيم فيه منذ لجوئه إلى تركيا الشهر الماضي، منذ أن عرف بإقدام السلطات السورية على اعتقال كامل أفراد أسرته المؤلفة من 5 أشخاص، هم الأم وابنتان وشابان أصبح مصيرهم في علم الغيب، لكنه مع ذلك يبدو متماسكا إلى أبعد الحدود، فهم «ليسوا أغلى من آلاف المعتقلين وملايين السوريين الواقعين تحت رحمة هذا النظام الجائر القاتل».

يقول عمرو إنه لا خيار أمامه إلا التماسك، مشددا على أنه «ليس نادما»، فالخيار أمامه كان واضحا لأنه كقائد للمدرسة الحربية في حلب كان - لو بقي في موقعه - مضطرا إذن لاتخاذ قرار بإعطاء الأوامر بإطلاق النار على المتظاهرين، وهو «ليس في خاطره قتل أبناء وطنه».

عند مغادرته سوريا منتصف فبراير (شباط) الماضي، تحدث العميد عمرو لـ«الشرق الأوسط» عن طريق مغادرته، وأسر لـ«الشرق الأوسط» ببقاء عائلته في سوريا، متمنيا عدم نقل الخبر حفاظا على العائلة، مصرحا بأن أفراد عائلته كانوا معه. لكن الأمور لم تسر كما يشتهي، فبعد أقل من شهر أطبق الأمن السوري على أفراد العائلة جميعا وسيقوا إلى فرع المخابرات الجوية الذي يصفه عمرو بأنه «أكبر مركز للقتل».

مكالمة هاتفية واحدة، كانت سببا في كشف مكان العائلة، يقول العميد عمرو إن ما حصل كان نتيجة «خطأ بالاتصال» فتم القبض على زوجته، وهي «ست بيت» لا تتعاطى السياسة، وأولاده الأربعة، شابان أكبرهما طالب جامعي وأصغرهما طالب ثانوي وابنته الكبرى الموظفة في القطاع الرسمي وابنته الصغرى، وهي طالبة جامعية في سنتها الثالثة. أعمار أولاده تتراوح بين 27 سنة لابنته الكبرى و18 سنة لابنه الأصغر.

الأولاد اختفوا بعد أن سحبوا من المنزل الذي كانوا فيه بثياب النوم، لكن أحد الأقارب تلقى منهم اتصالا في الثانية فجرا يطلب فيه أحد الأولاد بعض الملابس.. وأبلغه أنه لا داعي لعودة الوالد! وهو ما يجعل الأمر أكثر صعوبة على العميد الذي يقيم في مخيم الضباط في جنوب تركيا. الأب مقتنع بأن عودته معناها «تصفيته مع أفراد عائلته بالكامل»، وهو وجه نداء إلى قائد القوات الجوية اللواء عصام حلاق يحمله فيه مسؤولية سلامتهم. فالاستخبارات تتبع له، ولا مبرر لاعتقال العائلة.

يضع العميد عمرو اعتقال العائلة في موقع «محاولات الضغط عليه»، لكنه يؤكد أن الأمر لن يفلح لأنه لا خيارات أمامه سوى الاستمرار في ما يفعله، «فلو بقيت لكنت سأضطر في نهاية المطاف لإعطاء الأوامر بإطلاق النار، وأنا أفضل أن يموت أولادي كلهم ولا يموت أحد من وطني بأمر مني».

العميد عمرو، كان يحاول إقناع العائلة قبل انشقاقه باللجوء إلى لبنان للإقامة عند بعض الأقارب، لكن أولاده رفضوا مفضلين البقاء في سوريا بعد أن غادروا منازلهم، لكن «التنصت الهاتفي» جعلهم يقعون في قبضة الاستخبارات. ويكشف العميد عمرو عن وجود «شبكة تنصت إيرانية فيها موظفون إيرانيون يديرونها بمعاونة موظفين من الاستخبارات السورية»، مشيرا إلى أن هذه الشبكة تغطي كامل سوريا.