اليمن: 50 قتيلا من «القاعدة» في قصف جوي لطائرات يمنية وأميركية في أبين والبيضاء

الرئيس اليمني السابق يهدد بكشف أوراق «الربيع العربي» .. واللقاء المشترك يشترط هيكلة الجيش قبل الحوار الوطني

مسلحون يمنيون في منطقة أبين التي تعرضت للقصف الجوي (إ.ب.أ)
TT

قتل ما لا يقل عن 50 مسلحا من تنظيم القاعدة في قصف جوي لطائرات يمنية وأميركية في كل من محافظة البيضاء ومحافظة أبين، جنوب البلاد، في وقت تصاعدت خلافات عميقة بين الأطراف السياسية بسبب اشتراط أحزاب اللقاء المشترك التي ترأس حكومة الوفاق إعادة دمج وهيكلة الجيش والأمن قبل عقد الحوار الوطني، وهدد الرئيس السابق علي عبد الله صالح أمس بكشف أوراق الربيع العربي واصفا الثورة في بلاده بثورة «التخلف».

وقصفت طائرات يمنية وأميركية صباح أمس مواقع لجماعة «أنصار الشريعة» في مدينة جعار بمحافظة أبين جنوب البلاد، أسفرت عن مقتل 20 مسلحا وجرح آخرين لم يعرف عددهم، وتسيطر الجماعة المرتبطة بتنظيم القاعدة على مدينة جعار وزنجبار منذ عدة أشهر، وقالت مصادر عسكرية في مدينة زنجبار لـ«الشرق الأوسط»: «إن طائرات يمنية وأميركية هاجمت مواقع لأنصار الشريعة، كانت تخزن فيها الأسلحة الثقيلة التي استولت عليها في معارك عنيفة مع الجيش في منطقة دوفس، والكود الأسبوع الماضي، ودمر القصف الجوي دبابات ومنصة صواريخ كاتيوشا، كان المسلحون يتدربون عليها من أجل استخدامها في معاركهم مع الجيش». كما قتل عنصران من «أنصار الشريعة» بمديرية مودية، التي تسيطر عليها قبائل مسلحة، بعد فشلهما في زرع عبوة ناسفة في نقطة قبلية مساء أول من أمس. وفي حادث منفصل قتل نحو 30 شخصا يعتقد أنهم من تنظيم القاعدة في غارات جوية نفذها الطيران اليمني في محافظة البيضاء مساء أول من أمس، وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط»: «إن الطيران العسكري شن 3 غارات على تجمع لمسلحين وقيادات من (القاعدة) في منطقة وادي ممدود بالبيضاء، أسفر عن مقتل معظمهم وجرح آخرين». فيما نفى مصدر قريب من جماعة «أنصار الشريعة» وجود قتلى من الجماعة في القصف الجوي، على جعار، وقال المصدر الذي رفض الكشف عن هويته، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «إن قادة الجماعة أكدوا أن الصواريخ التي أطلقت استهدفت مواقع قريبة من هناجر تملكها شركة القطن، حيث تحتجز الجماعة، 72 جنديا وضابطا في معارك دوفس، ولم يصب أي منهم». وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر عسكرية أن وزارة الدفاع تعتزم إرسال فرقتين من فرق قوات مكافحة الإرهاب خلال أيام، للمشاركة في المعارك ضد «أنصار الشريعة»، وسط تصاعد الاتهامات بوقوف قيادات عسكرية وأمنية وراء سيطرة «القاعدة» على مدينة جعار وزنجبار، حيث اتهم محافظ أبين صالح الزوعري «قيادات عسكرية وأمنية في المحافظة بالخيانة والفساد وتسليم المحافظة للعناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة». ونفى الزوعري بحسب الموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع أن يكون اتهم «النظام بتسليم أبين للعناصر الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة»، موضحا أنه «اتهم القيادات العسكرية والأمنية الفاسدة في المحافظة التي تتهاوى وتهزم أمام الإرهابيين، ولم يحققوا أي انتصار رغم الأعداد الهائلة من الدبابات والمصفحات والجنود والضباط، وما حدث كان بسبب خيانة وتخاذل بعض القيادات الفاسدة».

في سياق آخر طالبت أحزاب اللقاء المشترك التي ترأس الحكومة اليمنية بسرعة دمج القوات المسلحة والأمن قبل عقد الحوار الوطني، وطالب عبده غالب العديني المتحدث الرسمي باسم تكتل أحزاب اللقاء المشترك بإيجاد مناخات ملائمة من جميع الأطراف قبل إجراء الحوار الوطني. وقال العديني لـ«الشرق الأوسط»: «لا بد من دمج القوات المسلحة والأمن قبل إجراء الحوار الوطني وحتى يذهب الجميع إلى الحوار بفرص متساوية خالية من أي استقواء من أي طرف أو حزب بالجيش والأمن».. وأضاف العديني: «لقد أخذت إعادة هيكلة الجيش فترة طويلة، وتقتضي المرحلة الحالية اتخاذ إجراءات عملية لدمج القوات المسلحة والأمن لتكون تحت قيادة وزارتي الدفاع والداخلية بشكل مباشر».

إلى ذلك، عاد الرئيس السابق علي عبد الله صالح إلى الظهور مجددا، حيث دعا إلى عقد ندوة ينظمها حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه، خلال الأسابيع القادمة، بهدف «كشف أوراق الربيع العربي، في الوطن العربي بشكل عام وفي اليمن بشكل خاص». وقال صالح في لقاء مع أنصار حزبه أمس «من الآن سنكشف الأوراق على المكشوف وفوق الطاولة، وسنتحداهم.. سنتحداهم.. سنتحداهم إذا لم ينصاعوا إلى الشرعية الدستورية ويلتفوا حول القيادة الجديدة.. لن يفلحوا ولن يخرجوا وشعبنا لهم بالمرصاد.. أما القوات المسلحة والأمن فهي محايدة.. تتبع الشرعية الدستورية.. تتبع رئيس الجمهورية.. ولكن شعبنا هو الجيش العظيم.. شعبنا سيكون موجودا لهم في كل المؤسسات وفي كل المصالح الحكومية».

ووصف صالح الذي أجبر على ترك السلطة بموجب المبادرة الخليجية، الثورة الشعبية التي قامت ضده العام الماضي، بـ«ثورة البلاطجة، وثورة التخلف»، موضحا أن «الثورة الحقيقية هي ثورة سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) المجيدة والثاني والعشرون من مايو (أيار)».