الفيصل: الوضع بلغ حدودا تحتم التحرك السريع وحمد بن جاسم آن الأوان لإرسال قوات عربية وأممية

لافروف يدافع عن موقف بلاده

الأمير سعود الفيصل في طريقه إلى المؤتمر (إ.ب.أ)
TT

شهدت اجتماعات القاهرة أمس أجواء متوترة وشد وجذب بين وزراء الخارجية العرب ووزير خارجية روسيا، الذي حاول الدفاع عن موقف بلاده بشأن سوريا، ووصف الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، الدول التي استخدمت «الفيتو» في مجلس الأمن بأنها استهانت بأرواح ودماء الأبرياء في سوريا، مشيرا إلى أن الزيادة الرهيبة في أرقام القتلى والمصابين منذ تاريخ سقوط قرار مجلس الأمن وحتى الآن تدلل، بشكل صارخ، على نتائج الاعتراض على مرور هذا القرار، بينما دعا وزير الخارجية القطري، الشيخ حمد بن جاسم، إلى إرسال قوات عربية وأممية لحماية المدنيين في سوريا، مطالبا المعارضة بالتسامي على خلافتها والاتحاد، ورفض وصف معارضي نظام الرئيس السوري بشار الأسد بـ«العصابات».

وقال بن جاسم: إن علينا، كدول عربية، مسؤولية أخلاقية وإنسانية، لوقف ما يجري في سوريا من قتل مبرمج، مؤكدا أنه «آن الأوان لإرسال قوات عربية أممية.. صبرنا نفد.. زمن السكوت عن ممارسته قد ولى».

وطالب بن جاسم دول العالم بتقديم المساعدات للشعب السوري للدفاع عن نفسه، ونصح المعارضة، بكل أطيافها، أن تسمو فوق خلافاتها وأن تكون صوتا واحدا، ودعا إلى الاعتراف بالمجلس الوطني السوري، أسوة بالاتحاد الأوروبي، وأن تلتف باقي أطياف المعارضة السورية حوله.

وقال الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، في كلمته: إن جامعة الدول العربية منذ شهر يوليو (تموز) الماضي لم تدخر جهدا إلا بذلته، وأي سبيل إلا سلكته، وأي باب إلا طرقته، من أجل حل الأزمة في سوريا، وإقامة حوار سوري سلمي من دون عنف لتحقيق نظام سياسي ونظام ديمقراطي، ودفع كل مخاطر التدخل الخارجي بكل أشكاله عن سوريا، أو أي تهديد للسلم الأهلي بين مكونات المجتمع السوري.

وقال الأمير سعود الفيصل، خلال مداخلته في اجتماعات وزراء الخارجية العرب أمس، التي حضر جلستها الافتتاحية وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: إن تعنت النظام السوري وتجاهله هو السبب الأساسي خلف استمرار الأزمة، مشيرا إلى أن من عبَّروا عن مساندتهم العربية لمعالجة الأزمة في سوريا اختاروا أن يجهضوها عندما جرى طرحها في مجلس الأمن لتسجيل موقف أقل ما يقال عنه إنه يستهين بأرواح ودماء المواطنين الأبرياء في سوريا.

وأضاف أن هذا الموقف المتخاذل والمتراخي من قبل الدول التي أفشلت قرار مجلس الأمن وصوتت ضد قرار الجمعية العامة في ما يتعلق بالشأن السوري قد منح النظام السوري الرخصة للتمادي في ممارسته الوحشية ضد الشعب السوري من دون شفقة أو رحمة.

وقال: «لقد بلغت الأوضاع في سوريا حدودا تحتم علينا التحرك بسرعة وجدية على النحو الذي يعطي الشعب السوري بصيصا من الأمل في إمكانية إنهاء محنته القاسية والمتفاقمة يوما بعد يوم ولا ينبغي علينا الاستمرار في إصدار قرارات جوفاء أو مواقف متخاذلة في سياق تعاطينا مع هذه الكارثة الإنسانية».

في المقابل، دافع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن موقف بلاده إزاء الأزمة السورية، والاتهامات الموجهة لها بأنها تتخذ هذا الموقف بسبب أهداف اقتصادية وسياسية، مؤكدا أن بلاده أيدت التطلعات الديمقراطية في الدول العربية. وقال لافروف: «يقول البعض إن لدينا مصالح معينة في هذا الصدد». وتابع: «إننا لم نشن حربا استعمارية في منطقتكم، وحجم علاقاتنا التجارية مع الدول المشار إليها أقل من علاقاتنا مع دول أخرى؛ وعلق الشيخ حمد بن جاسم، رئيس وزراء قطر، على خطاب الوزير الروسي. وقال إن ما يحدث في سوريا هو إبادة ممنهجة، مشيرا إلى ما حدث في إدلب وحمص، خاصة بابا عمرو، وأنه لا يجب الحديث فقط عن وقف إطلاق نار بل يجب أيضا محاسبة المسؤولين عما حدث.