أنان قدم للأسد مقترحات لوقف العنف

الرئيس السوري يعترض على الحوار مع المعارضة.. وغليون يشدد على وقف القتل

الأسد لدى لقائه كوفي أنان في دمشق أمس ويلاحظ عدم حضور نائبه فارووق الشرع الذي طالبت المبادرة العربية بتسليم السلطات اليه (إ.ب.أ)
TT

أعرب الموفد الدولي لسوريا كوفي أنان للرئيس السوري بشار الأسد عن «قلقه الشديد» حيال القمع الدامي لحركة الاحتجاج في سوريا، وذلك خلال لقائهما أمس كما أعلنت الأمم المتحدة.

وأوضحت المنظمة الدولية في بيان أن الأمين العام السابق للأمم المتحدة الذي عين موفدا للمنظمة الدولية وللجامعة العربية لسوريا قدم للأسد «عدة مقترحات» لوقف أعمال العنف التي خلفت نحو 8500 قتيل منذ عام معظمهم من المدنيين، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وكانت وكالة الأنباء السورية «سانا» تحدثت عن «أجواء إيجابية» سادت لقاء الرئيس السوري بشار الأسد بمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا كوفي أنان.

ونقلت وكالة «سانا» السورية الرسمية للأنباء أن «لقاء الرئيس السوري بشار الأسد بمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة (وجامعة الدول العربية) إلى سوريا كوفي أنان، سادته أجواء إيجابية»، فاستمع الأسد من الضيف الأممي بحسب «سانا» إلى عرض لرؤيته الأولية إزاء الوضع في سوريا، والذي أكد خلاله «التزامه بالعمل بشكل عادل وحيادي ومستقل، ورفضه التدخل الخارجي في الشؤون السورية وإيمانه بالحل السلمي».

وقالت نيويورك تايمز أن الأسد رفض حوار المعارضة في الخارج.

وقالت الوكالة الرسمية السورية إن أنان عبر عن «أمله أن يتمكن من العمل مع الحكومة السورية لإطلاق حوار دبلوماسي في إطار عملية سياسية تعيد الاستقرار لسوريا وتحقق طموحات الشعب السوري العريق».

وأعرب الأسد خلال اللقاء عن «استعداد سوريا لإنجاح أي جهود صادقة لإيجاد حل لما تشهده سوريا من أحداث»، مضيفا أن «النجاح في أي جهود يتطلب أولا دراسة ما يحدث على الأرض عوضا عن الاعتماد على الفضاء الافتراضي الذي تروج له بعض الدول الإقليمية والدولية لتشويه الوقائع وإعطاء صورة مغايرة تماما لما تمر به سوريا». وأضاف الأسد أن «أي حوار سياسي أو عملية سياسية لا يمكن أن تنجح ما دامت هناك مجموعات إرهابية مسلحة تعمل على إشاعة الفوضى وزعزعة استقرار البلاد من خلال استهداف المواطنين من مدنيين وعسكريين وتخريب الممتلكات الخاصة والعامة».

بالمقابل، ردت قوى المعارضة على لقاء الأسد - أنان، فأكد رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون أن «أي حل سياسي من دون وقف قتل الشعب لا يمكن أن يتحقق»، مشددا على أن «وقف القتل هو عمل مهم جدا، ويجب أن تترجم الأقوال في جامعة الدول العربية إلى أفعال».

بدوره، نقل أديب الشيشكلي، عضو المجلس الوطني السوري، ورئيس مكتب العلاقات الخارجية في الشرق الأوسط في المجلس، عن الناشطين السوريين في الداخل «إحباطهم الكبير من مهمة أنان»، مشددا على أن «قوى المعارضة لا تنتظر أو تتوقع أي شيء منها». وذكّر الشيشكلي بأن أنان «كان موجودا في أكبر وأهم الأزمات التي عصفت بالعالم، وبالتحديد في كوسوفو وبوزنيا، ولم يتمكن من حلها حيث تم اللجوء هناك للحل العسكري». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «أنان غير مؤهل لحل الأزمة السورية ولو كان كذلك لخرج بحل لتلك الأزمات».