تركيا تؤيد «تسليح المعارضة».. وتدرس فرض منطقة عازلة

ألف لاجئ في 24 ساعة يرفعون عدد «ضيوف» أنقرة إلى 14700

TT

تدفق، أمس، المزيد من اللاجئين السوريين، مع اقتراب الحملة العسكرية السورية من الحدود التركية في منطقة إدلب. وأعلنت السلطات التركية أن نحو ألف ضيف (لاجئ) سوري وصلوا إلى أراضيها خلال يوم واحد، كاشفة عن بناء مخيم جديد يضاف إلى مخيم آخر قيد الإنجاز، قرب بلدة كيليتس الحدودية، تحسبا لوصول المزيد منهم. بينما أكد مصدر تركي رسمي لـ«الشرق الأوسط» أن أنقرة تؤيد فكرة تسليح المعارضة السورية، مشددا في المقابل على أن بلاده «لا تؤيد التدخلات الخارجية لأنها تزيد الأمور سوءا»، معربا عن اعتقاده بضرورة أن تكون الحلول «عربية ومناطقية».

وثمن المصدر دعوات وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، إلى تسليح المعارضة، واعتباره إياها فكرة ممتازة، مشيرا إلى أن «تركيا ترى أن نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد (يعاقب شعبه)»، مشددا على أن الوضع «غير مقبول.. والمجتمع الدولي عليه أن يتحمل مسؤولياته في السعي إلى وقف نزيف الدم السوري». ولم تستبعد وزارة الخارجية التركية مشاركة روسيا والصين في اجتماع مجموعة «أصدقاء سوريا». وأوضح سلجوق أونال، الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية التركية، خلال مؤتمر صحافي، أن أنقرة وجهت الدعوة إلى كل من روسيا والصين لحضور الاجتماع، انطلاقا من طابع الاجتماع الذي سيكون مماثلا للاجتماع الأول للمجموعة، الذي انعقد الشهر الماضي بتونس. وأضاف أن اجتماع إسطنبول سيجري أيضا على مستوى وزراء الخارجية. وقال إنه يأمل في حضور روسيا والصين الاجتماع، على الرغم من أنهما رفضتا المشاركة في الاجتماع السابق. وتوقع أن يأتي اللقاء «بمثابة عمل مشترك تشارك فيه الدول التي تؤيد اتخاذ خطوات فعالة على الاتجاه السوري. ولذلك ندعو جميع الدول المهتمة بمستقبل سوريا للحضور»، موضحا أن عملها «سيستهدف تحقيق تقدم فيما يخص تنفيذ القرارات التي اتخذتها المنظمات الدولية بشأن سوريا». ووصف أونال الوضع في سوريا بـ«المعقد»، ودعا إلى تكثيف الجهود الدولية لوقف العنف هناك، معيدا إلى الأذهان أن أنقرة تعارض تدخلا عسكريا خارجيا في الشؤون السورية.

إلى ذلك، كشف أونال أن عدد المواطنين السوريين الذين لجأوا إلى تركيا ارتفع صباح أمس ليصل إلى 14 ألفا و700 مواطن بعد لجوء ألف مواطن خلال الـ24 ساعة الماضية إلى تركيا هربا من الاشتباكات في سوريا. وكان مسؤولون أتراك قدروا أن ما بين 200 و300 سوري كانوا يعبرون الحدود يوميا إلى تركيا في الأسبوع الماضي، وهو ما أشار إلى زيادة حادة في أعداد اللاجئين في الأسابيع القليلة الماضية.

ولفت أونال إلى أن بلاده تتوقع المزيد من اللاجئين, مضيفا: «هناك توقع بأن العدد سيزداد.. ولكن لا يمكننا أن نحدد رقما».

وقال بشير أتالاي نائب رئيس الوزراء التركي في مقابلة مع تلفزيون «إن تي في» إن تركيا تتعاون بشكل وثيق مع جامعة الدول العربية لمواجهة مشكلات اللاجئين التي يعاني منها أيضا لبنان والأردن، وقال: «بالطبع تركيا لديها كثير من الخبرة في هذا الأمر.. حول ما ينبغي عمله بما في ذلك المنطقة العازلة التي أشرتم إليها. الأمر الذي ذكرتموه ضمن الأمور المحتملة التي قد نعكف على دراستها في الفترة المقبلة».

وأشارت تركيا إلى أن تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين سيكون أحد العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى إنشاء «منطقة آمنة» داخل سوريا.

ومن المتوقع أن تفتح تركيا مخيما جديدا للاجئين قرب بلدة كيليس الجنوبية الشهر المقبل لاستضافة 10 آلاف لاجئ سوري إضافي.