نتنياهو حصل على أغلبية من الحكومة الأمنية المصغرة لضرب إيران

مسؤول إسرائيلي: متفقون تماما مع واشنطن في القضية الإيرانية.. وليبرمان يحاول إقناع الصين بتأييد العقوبات

TT

ذكرت مصادر إسرائيلية أمس أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حصل على أغلبية في الحكومة الأمنية المصغرة لضرب إيران «حتى من دون موافقة أميركية»، بينما يبدأ رئيس الأركان الجنرال بيني غانتز زيارته الأولى للولايات المتحدة وكندا.

ونقلت صحيفة «معاريف» عن «مصادر سياسية» أن ثمانية من أصل 14 وزيرا في المجلس الأمني المصغر يؤيدون توجيه ضربة وقائية للمنشآت النووية الإيرانية «حتى من دون موافقة أميركية». وأشارت المصادر إلى أنه «يجب أن يعقد المجلس الأمني اجتماعا حاسما حول الموضوع»، موضحة أن «هذه التقديرات تستند إلى المحادثات السرية التي ستجري بين رئيس الوزراء ووزرائه».

وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أن رئيس الأركان بيني غانتز سيتجه إلى واشنطن في زيارته الأولى للولايات المتحدة، ثم إلى كندا. وأوضح البيان أنه «خلال زيارته سيعقد الجنرال غانتز عدة لقاءات مع نظرائه ومع مسؤولين حكوميين وعسكريين وأمنيين» لمناقشة «التعاون العسكري والتحديات الأمنية المشتركة»، في إشارة إلى البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل. وبحسب البيان فإن غانتز سيلتقي خلال زيارته نظيره الأميركي الجنرال مارتن ديمبسي.

وفي الوقت الذي يحاول فيه وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، إقناع الصين بضرورة الانضمام إلى الجهود الدولية لمنع إيران من تطوير سلاح نووي، صرح رئيس الدائرة السياسية في وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد، بأن إسرائيل والولايات المتحدة أصبحتا شريكتين في نفس الموقف حول إيران، وأن هذا التطور المهم يعزز الموقف الإسرائيلي من هذه القضية.

وكان جلعاد يرد بذلك على من اعتبر تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تعبيرا عن خلاف مع الإدارة الأميركية، حيث قال إن إسرائيل لا تحتاج إلى موافقة جميع أصدقائها، حتى تتخذ القرارات الضرورية من أجل حماية أمنها، وقال جلعاد: «إسرائيل والولايات المتحدة ليستا مختلفتين، حتى تفسر أقوال نتنياهو على هذا النحو».

وقال جلعاد، خلال تدريبات جرت في تل أبيب، أمس، لمواجهة قصف إيراني على قلب المناطق الإسرائيلية، إن الفرصة التي يعطيها الغرب لإيران تبدو مضيعة للوقت من الجانب الإيراني. وبات واضحا أنه لا بد من مخاطبة الإيرانيين بلهجة حادة تقنعهم بأن العالم جاد في منعهم من تطوير سلاح نووي. وكان الوزير ليبرمان قد اتهم إيران باتباع أساليب المكر والدهاء لكسب الوقت بغية امتلاك أسلحة الدمار الشامل. ودعا الأسرة الدولية إلى استخلاص العبر من الملف الكوري الشمالي حيث تمكنت بيونغ يانغ من تحقيق مآربها والتحول إلى قوة نووية. وقال الوزير ليبرمان خلال لقائه نظيره الكوري الجنوبي كيم سونغ وان في سيول، إنه يتوجب التعامل بلا هوادة مع محور الشر الإيراني - السوري - الكوري الشمالي. وأضاف ليبرمان وهو في طريقه إلى بكين، أنه سيلتقي القيادة الصينية لحثها على تكثيف العقوبات المفروضة على إيران. تجدر الإشارة إلى أن الإسرائيليين اهتموا بشكل كبير بما نشر في شبكة «سي إن إن» التلفزيونية الأميركية، والتي رسمت سيناريو للضربة الإسرائيلية للمنشآت النووية الإيرانية، خلال تقرير لها الليلة قبل الماضية، وأبرزوا ما قالته الشبكة من أن الضربة إلى إيران تختلف عن الضربة التي وجهتها إسرائيل للمفاعل النووي العراقي عام 1981 وللمفاعل النووي السوري عام 2007، وأن الضربة الإسرائيلية ضد إيران ستكون، حسب الـ«سي إن إن»، مركبة حيث سيشارك فيها 100 طائرة تضم مقاتلات وطائرات تزود بالوقود في الجو، يتوجب عليها قطع مسافة تبلغ مئات الكيلومترات لكي توجه ضربات لثمانية مواقع داخل الأراضي الإيرانية. وبعكس العراق وسوريا حيث كان يتطلب في كل منهما ضرب هدف واحد، فإن المنشآت النووية الإيرانية موزعة على عدة مواقع في الدولة وتحظى بحماية دفاعات جوية، خاصة موقع «بوردو» الواقع على مقربة من قم.

واعتمدت الشبكة الأميركية على تصريحات لمدير معهد الأمن القومي في إسرائيل أفرايم كام، الذي قال إن المهمة ضد إيران ستنفذ بواسطة طائرات «F-15i» و«F-16i»، وليس بواسطة صواريخ يتم إطلاقها من غواصات. وأضاف أن إيقاع أضرار بالمنشآت النووية يتطلب استخدام أسلحة دقيقة الإصابة، والصواريخ لا تفي بهذا الغرض. وكانت المجلة الأمنية «جينس»، التي تتمتع بالكثير من المصداقية، قد ذكرت أن إسرائيل تملك سربا واحدا من طائرات الـ«F-15i» (ما يقارب 25 طائرة)، و4 أسراب من طائرات الـ«F-16i» (سوفا)، ناهيك عن أن سلاح الجو الإسرائيلي سيضطر إلى استخدام طائرات التزود بالوقود. وحسب داغلاس باري، من معهد الأبحاث الاستراتيجية الدولي في لندن، فإن الجيش الإسرائيلي يملك سبع طائرات تزود بالوقود من طراز «كي سي 707» وأربع طائرات «هركولس». وذكر خبير أمني للمجلة أن الطائرات الإسرائيلية ستحمل قنابل من طراز «جي بي يو 28» التي يبلغ وزنها 2200 كغم، وتستطيع إصابة أهداف تحت الأرض، وكل طائرة «F-15i» تستطيع حمل حتى ثلاث قنابل (يشار إلى أن الجيش الأميركي يملك قنابل من نوع «جي بي يو 57» التي تبلغ زنتها 13600 كغم، ولكن لا توجد مؤشرات على أن إسرائيل طلبت التزود بها، ناهيك عن أنها لا تملك طائرات من طراز «بي2» و«بي 52» القادرة على حملها). أما كيف سيصل الطيران الإسرائيلي إلى إيران، فتقول المجلة إن هناك 3 طرق ممكنة: الشمالي ويمر عبر تركيا التي يعتري التوتر علاقتها بإسرائيل في هذه الفترة، والجنوبي ويمر عبر السعودية التي لا تربطها علاقات دبلوماسية بإسرائيل، والوسطي الذي يمر عبر الأردن والعراق.