اللاذقية تكسر الحصار وتخرج للتظاهر ضد نظام الأسد

ناشط: اقتحام قرى منطقة الحفة دفع الناس للخروج في مظاهرات معارضة

TT

في الذكرى السنوية الأولى لاندلاع الثورة السورية ضد نظام الرئيس بشار الأسد استعادت مدينة اللاذقية زخمها الاحتجاجي، بعد أشهر من الحصار المحكم الذي فرضته قوات الأمن على أحيائها الثائرة. فقد خرجت الكثير من المظاهرات في اليومين الماضيين داخل أحياء الصليبة والأشرفية والطابيات والعوينة وقنينص وهتف المتظاهرون للجيش السوري الحر وطالبوا بإسقاط النظام الحاكم ومحاكمة رموزه. ويشير أحمد أحد أعضاء تنسيقيات مدينة اللاذقية إلى «أن المظاهرات اشتعلت في الشوارع الثائرة تزامنا مع ذكرى انطلاق الثورة ولإعطاء إشارة للنظام الحاكم أن الحصار الذي تفرضه على اللاذقية لن يجدي نفعا، وسنخرج للتظاهر مهما كان عدد الأمن المنتشرين في الشوارع». ويضيف: «لقد كسرنا الحصار المفروض علينا وخرج الناس في مظاهرات ضد الأسد». ويشرح الناشط المعارض الذي يمارس عمله بسرية تامة: «بعد اقتحام الجيش النظامي الموالي للأسد حي الرمل جنوب المدينة وإخماد حركة الاحتجاج فيه، فرض الأمن حصارا خانقا على الأحياء المشاركة بالثورة، محولا الشوارع ومفارق الطرق إلى ثكنات عسكرية حيث أكياس الرمل المتكدسة والشاحنات العسكرية الممتلئة بالجنود تفصل بين الشوارع وتحصي على الناس أنفاسهم عبر حواجز التفتيش».

وكان الجيش السوري قد قام في منتصف شهر أغسطس (آب) من العام الماضي باقتحام حي الرمل الذي يقع في وسطه مخيم للاجئين الفلسطينيين، فتم قصفه من جهة معسكر الطلائع، من بارجة وعدد من الزوارق البحرية، كما استخدمت وفقا للمعارضة رشاشات مضادة للطيران. وسقط في هذه العملية أكثر من 50 مدنيا و200 جريح.

ويقول أحد المشاركين في مظاهرات اللاذقية التي خرجت في اليومين الماضيين إن حالة توتر وغضب تسود الأحياء المحاصرة خاصة حي الصليبة الذي يعد معقل المظاهرات ضد نظام الأسد وتقطنه أكثرية سنية. ويعزو الناشط أسباب التوتر إلى «المجازر التي ترتكبها قوات النظام الأسدي بحق الأبرياء في حمص وإدلب». ويضيف: «أهالي اللاذقية يجدون أنفسهم مقيدين لا يستطيعون فعل شيء لإخوتهم في المحافظات الأخرى، حتى التظاهر ممنوع علينا، أهالي الأحياء يقفون كل مساء على الشرفات ويبدأون بالتكبير مرددين شعارات مناهضة للأسد». لكن الاقتحامات التي نفذتها عناصر الأمن ضد قرى منطقة الحفة التابعة لريف اللاذقية والمسيرة الإجبارية التي أخرجها النظام في ساحة المحافظة لتأييد الرئيس دفعت الناس وفقا للناشط «إلى كسر الحصار والخروج في مظاهرات تطالب برحيل النظام، مما دفع الأمن إلى تنفيذ حملة اعتقالات طالت 4 نساء من حي الصليبة ومئات الشبان».

وقد نشر ناشطون معارضون على موقع الـ«يوتيوب» الكثير من أشرطة الفيديو تظهر خروج مظاهرات في الكثير من أحياء اللاذقية تهتف لرحيل الرئيس بشار الأسد وفك الحصار الأمني المفروض على المدينة. كما تظهر أشرطة أخرى إطلاق نار من قبل عناصر الأمن على المتظاهرين السلميين.

ووفقا لمصادر المعارضة فإن عدد الأشخاص الذين اعتقلوا من مدينة اللاذقية تجاوز الـ10 آلاف حيث قام النظام بتحويل الكثير من المدارس إلى معتقلات بسبب اكتظاظ السجون. كما تشير المصادر إلى استخدام الأمن أساليب بشعة في تعذيب المعتقلين لا سيما في فرع الأمن السياسي الذي يقع في حي الأوقاف، حيث يسمع السكان الذين يقطنون قرب الفرع أصوات المعتقلين الذين يتم تعذيبهم في الداخل كما قال أحد الناشطين.

وتعد اللاذقية، التي يعيش فيها أكثر من مليون و250 ألف نسمة، المدينة الثالثة التي انتفضت على نظام الأسد بعد درعا وبانياس، حيث نزل سكانها بالآلاف مطالبين برحيل النظام. إلا أن اشتباكات طائفية سرعان ما اندلعت بين العلويين الذين يؤيدون نظام بشار الأسد ويشكلون نسبة كبيرة من سكان المدينة، والأكثرية السنية التي تشكل عصب المظاهرات ضد النظام الحاكم. الأمر الذي سهل على النظام قمع المظاهرات عبر الاقتحامات والاعتقالات والتعذيب والتنكيل وفرض حصار محكم على الأحياء الثائرة.