التفجيرات.. تستقبل بعثات التسوية لسوريا

تستهدف مقرات الأمن والمصالح الحكومية وتسقط عشرات القتلى

TT

أصبحت الانفجارات التي تشهدها المدن السورية مقرونة بالزيارات والمبادرات العربية والدولية لحل الأزمة التي دخلت شهرها الثاني عشر منذ أيام قليلة، ويقول مراقبون إن معظم مبادرات تسوية الأزمة السورية أو زيارات مسؤولي البعثات الدولية أو العربية التي تحاول التوصل إلى حل للأزمة اصطدمت بزيادة دوران الآلة القمعية لنظام الأسد من أعمال انتهاك ومجازر وتفجيرات، وهو ما يصاحبه دوما ارتفاع في عدد الضحايا، مما يعوق في الأخير سبل حل الأزمة السورية.

كانت البداية مع تصاعد أعمال العنف في سوريا أثناء وجود بعثة المراقبين العرب التي أرسلتها الجامعة العربية لحل الأزمة بسوريا في الفترة من 26 ديسمبر (كانون اول) إلى 28 يناير (كانون الثاني) الماضي، والتي أنهت أعمالها في سوريا احتجاجا على تواصل العنف.

واستبق النظام السوري وصول البعثة إلى دمشق بارتكاب مجزرة بإدلب في 19 ديسمبر الماضي، بعد أن شن ايش حملة عسكرية أسفرت عن مقتل 200 شخص، وهو ما تلاه وقوع انفجارين بدمشق استهدفا مقر إدارة الأمن وسط العاصمة السورية في 23 ديسمبر، قبل ثلاثة أيام من وصول بعثة المراقبين العرب إلى دمشق سقط خلالها 40 قتيلا وأصيب 100 آخرون. وهو ما اعتبرته المعارضة السورية رسالة تحذير للمراقبين العرب بعدم الاقتراب من المقرات الأمنية، وأخرى للعالم بأن النظام يواجه خطرا خارجيا وليس ثورة شعبية تطالب بالحرية والكرامة.

وفي 6 يناير قتل 26 شخصا بحي الميدان بدمشق إثر انفجار انتحاري، مما دفع رئيس بعثة المراقبين العرب محمد الدابي إلى إعلانه إنهاء أعمال البعثة في سوريا، محتجا على القمع الذي تصاعد أثناء وجود البعثة، وتقول الإحصاءات المبنية على أرقام القتلى الواردة عبر الناشطين السوريين إن نحو 300 شخص قتلوا أثناء وجود البعثة.

وبعد أيام من إعلان الأمم المتحدة تعيين كوفي أنان مبعوثا للأمم المتحدة والجامعة العربية لسوريا في 23 فبراير (شباط) الماضي للتوسط لإنهاء كل أعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان وتعزيز جهود إيجاد حل سلمي للأزمة السورية، تزايد القصف العسكري على مدن حمص وإدلب وريف دمشق، حيث قتل 144 شخصا في حمص، والتي يقول نشطاء سوريون إنها شهدت أبشع المذابح في الأيام الأخيرة من فبراير. وتجدد تزامن الانفجارات مع الزيارات الرسمية للعاصمة السورية دمشق، حيث حدث انفجاران استهدفا فرع الأمن العسكري ومقر كتيبة قوات حفظ النظام بحلب في 10 مارس (آذار) الجاري، بعد أيام قليلة من زيارة لي هوا شين، السفير الصيني السابق في دمشق ومبعوث بكين لسوريا في 6 مارس.

وهز انفجاران دمشق أول من أمس (السبت) في منطقة دوار الجمارك والمنطقة الواصلة بين شارع بغداد وحي القصاع وفي مخيم اليرموك، وأسفر الانفجاران عن مقتل 27 شخصا وإصابة 140 آخرين بجروح من بينهم مدنيون ورجال أمن، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن وزارة الداخلية، وهو ما تبعه أمس (الأحد) سقوط عدد من القتلى والجرحى في انفجار سيارة مفخخة بحي سكني في مدينة حلب، وذلك في استباق معتاد لزيارة وفد أعضاء الفريق الفني الذي شكله المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية لسوريا كوفي أنان، ويضم أعضاء من المنظمات الدولية، والذي يبدأ زيارة عدة مدن سورية بدءا من اليوم (الاثنين).