لافروف يطالب سوريا بتجاوب سريع مع مقترحات أنان.. ويؤكد أن بلاده لا تدعم النظام

مصادر المعارضة: لسنا مستعدين لأي حوار مع الأسد.. ورئيس الصليب الأحمر في موسكو لبحث المساعدات

حائزة نوبل للسلام اليمنية توكل كرمان تحمل طفلاً سورياً في مخيم للاجئين السوريين في مقاطعة هاتاي التركية على الحدود مع سوريا أمس ( رويترز)
TT

طالب سيرغي لافروف، وزير خارجية روسيا، سوريا بدعم جهود كوفي أنان المبعوث المشترك لجامعة الدول العربية والأمم المتحدة لإحلال السلام «دون تأخير»، مستخدما نبرة حازمة على نحو غير مألوف مع حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.

وفي نص مقابلة لافروف مع التلفزيون الروسي ووضعت على الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الروسية، قال لافروف إن بلاده لا توافق على كثير من القرارات التي اتخذتها حكومة الأسد خلال إراقة الدماء المستمرة في سوريا منذ أكثر من عام. وتأتي تصريحات لافروف عشية وصول رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيلنبرفر إلى موسكو لبحث سبل التنسيق مع الروس لدفع النظام السوري للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى البلاد.

ولم تشر تصريحات لافروف إلى تغير في موقف روسيا إلا أنها لمحت إلى أن موسكو تريد من العالم أن يعرف أن الدافع وراء هذا الموقف هو الحاجة الملحة لإنهاء العنف في سوريا لا الرغبة في دعم حليف لها منذ زمن بعيد.

واستخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) في الرابع من فبراير (شباط) الماضي لإحباط مشروع قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أعدته دول غربية وعربية ويدين الحكومة السورية على أعمال العنف التي تقول الأمم المتحدة إنها أسفرت عن مقتل ما يزيد على ثمانية آلاف مدني ويؤيد دعوة تطالب الأسد بالتنحي.

وأعلنت روسيا تأييدها لمهمة أنان الذي اجتمع مع الأسد الأسبوع الماضي في إطار مسعى لوقف إطلاق النار ونشر مراقبين وبدء حوار سياسي بين الحكومة والمعارضة.

وموسكو التي تواجه انتقادات من الغرب ودول عربية لعرقلتها تحركا في مجلس الأمن ولاستمرارها في بيع أسلحة لسوريا تحاول جاهدة أن توضح أنها تستخدم حق النقض لحماية دولة ذات سيادة من التدخل الخارجي.

وقال لافروف: «أكرر نحن لا ندعم الحكومة السورية. نحن ندعم الحاجة لبدء عملية سياسية. ولعمل ذلك من الضروري أولا وقف إطلاق النار». وأضاف: «الجانب الروسي سيبذل كل ما يمكن بذله من أجل ذلك بغض النظر عن القرارات التي تتخذها الحكومة السورية. والتي بالمناسبة لا نوافق على كثير منها».

ويوفر الأسد لموسكو أقوى موطئ قدم في الشرق الأوسط بشرائه أسلحة روسية تقدر بمليارات الدولارات واستضافته منشأة للصيانة والإمداد مطلة على البحر المتوسط التي تعد القاعدة البحرية الوحيدة لروسيا خارج دول الاتحاد السوفياتي سابقا.

وقال لافروف: «نعتقد أن الحكومة السورية يجب أن تؤيد مقترحات (أنان) بسرعة ودونما تأخير». ومضى يقول: «نتوقع الأمر نفسه من المعارضة المسلحة والسياسية.. لا يمكن لعملية الهدنة أن تبدأ إلا بالحصول على موافقة من حيث المبدأ على ما يروج له (أنان) خلال اتصالاته مع السوريين والبدء بعد ذلك في حوار سوري».

وقال دبلوماسي إن أنان لمح في محادثات مع أعضاء مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة إلى أن رد دمشق على اقتراحه للسلام المكون من ست نقاط مخيب للآمال إلى الآن، ولكنه قال إن فريقه يواصل المحادثات مع الحكومة السورية.

وتقول روسيا إنه يجب على قوات الحكومة والمعارضة المسلحة وقف القتال بشكل متزامن، بينما تقول الولايات المتحدة ودول الخليج العربية والدول الأوروبية إنه يتعين على الأسد وجيشه الأقوى بكثير القيام بالخطوة الأولى. وتقول روسيا إن حوارا سياسيا سوريا يجب ألا يكون بشروط مسبقة أو أن تحدد نتيجته سلفا في معارضة لدعوات من الغرب للأسد بالتخلي عن السلطة وتنتقد جماعات المعارضة التي تقول إنها لن تتفاوض معه.

وقالت روسيا والصين إنهما تعتقدان أن الغرب ودول الخليج العربية تريد تغيير النظام في سوريا على غرار ما حدث في ليبيا.

من جهة اخرى جزم نائب قائد الجيش السوري الحر، العقيد مالك الكردي، بأن الجيش الحر لن يحاور النظام السوري أيا من كان الوسيط، مشددا على وجوب إسقاط هذا النظام بالقوة؛ لأن أي حوار معه يعني إعطاءه مهلا جديدة لقتل الشعب السوري.

ويأتي رد الكردي على تصريحات نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف، الذي كشف عن أن المسؤولين الروس، الذين زاروا دمشق مؤخرا، حصلوا على وعود من الرئيس السوري بشار الأسد بالدخول في مفاوضات مع المعارضة والمجموعات المنضوية تحت لواء الجيش الحر.

واتهم الكردي الروس بأنهم شركاء بقتل السوريين الآمنين، أكد أن أي دعوة من الروس أو غيرهم لم تصل إلى قيادة الجيش السوري الحر للحوار مع النظام، مشددا على أنه حتى لو صلت دعوة مماثلة فالجيش الحر لن يلبيها.

في غضون ذلك، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن رئيسها، سيتوجه اليوم إلى موسكو؛ حيث سيجري محادثات تتعلق بالوضع الإنساني في سوريا. وأضاف بيان للجنة أن «كيلنبرغر يتوجه إلى موسكو للتحدث عن مخاوف الصليب الأحمر بشأن الوضع الإنساني في سوريا، وليوضح العمل الذي قامت به اللجنة والهلال الأحمر السوري منذ بداية الاضطرابات».

وأوضح كيلنبرغر، بحسب ما جاء في البيان، أن «وقفا لإطلاق النار من ساعتين يوميا على الأقل أساسي للسماح بإجلاء الجرحى»، مطالبا بـ«التزام واضح من جانب الأطراف المعنية كلها» بهدف «وضع حد للمعارك» والتمكن من «مساعدة الذين هم بحاجة ماسة للمساعدة».

وأضاف البيان أن «اللجنة الدولية للصليب الأحمر تبدي قلقها، خصوصا حيال الأشخاص الأكثر ضعفا، مثل الأسرى إثر المعارك، أو الذين أصيبوا بجروح، أو المرضى الذين هم بحاجة إلى مساعدة طبية».