البرلمان المصري ينتخب اليوم الجمعية التأسيسية للدستور الجديد

البشري وحسان وحمزاوي وأبو تريكة أبرز المرشحين

TT

ينتخب البرلمان المصري اليوم في جلسة مشتركة لمجلسيه الشعب والشورى أعضاء الجمعية التأسيسية للدستور الجديد والتي تتألف من 100 عضو وفق الإعلان الدستوري المعمول به مؤقتا. وجاءت أسماء الفقيه الدستوري طارق البشري، والشيخ السلفي محمد حسان، والنائب الليبرالي عمرو حمزاوي، ولاعب كرة القدم محمد أبو تريكة، كأبرز مرشحي القوى السياسية لدخول الجمعية، إضافة إلى أكثر من ألف شخصية أخرى تقدموا بطلبات الترشح.

وتأتي عملية انتخاب أعضاء الجمعية التأسيسية للدستور وسط جدل ودعاوى قضائية بشأن بطلان قرار البرلمان الذي قضى باختيار نصف أعضاء الجمعية من بين أعضائه، والنصف الثاني من الشخصيات العامة من خارجه. في وقت أعلنت فيه 22 حركة احتجاجية وحزب سياسي تنظيمها مظاهرات اليوم (السبت) ولمدة شهر، لرفض سيطرة الإسلاميين على الجمعية. وأبدت قوى سياسية مدنية مصرية مخاوفها بشأن كيفية تشكيل هذه الجمعية ووزن كل فصيل سياسي فيها، في ظل قلقها من انعكاس سيطرة الإسلاميين في البرلمان على انتماءات أعضاء الجمعية ومن ثم صياغة الدستور الجديد. لكن جماعة الإخوان المسلمين، التي يهيمن حزبها «الحرية وعدالة»، على نحو 60% من مقاعد البرلمان بمجلسيه، أعلنت أن الجمعية التأسيسية ستكون متوازنة ومعبرة عن كل تيارات المجتمع دون تمييز.

وطبقا للمادة 60 من الإعلان الدستوري الصادر في نهاية مارس (آذار) العام الماضي، وجه المجلس الأعلى للقوات المسلحة الدعوة لأعضاء مجلسي الشعب والشورى المنتخبين لانتخاب الجمعية التأسيسية للدستور، لإعداد مشروع الدستور الجديد للبلاد في موعد غايته 6 أشهر من تاريخ تشكيلها، على أن يعرض المشروع خلال 15 يوما من إعداده للاستفتاء الشعبي.

ومنذ أيام تقدم أستاذ القانون الدستوري بجامعة القاهرة جابر نصار مع 100 شخصية عامة أخرى بدعوى قضائية أمام المحكمة الإدارية العليا، للمطالبة بإلغاء قرار البرلمان بتخصيص نصف تشكيلة الجمعية من أعضائه، باعتباره استند إلى تفسيرات خاطئة لنص في الإعلان الدستوري، موضحا في الدعوى أن الإعلان الدستوري حدد بأن يكون البرلمان المنتخب مجمعا انتخابيا لأعضاء الجمعية، ولم يلزمه باختيار أعضاء من البرلمان ضمن التأسيسية. وهددت بعض القوى من غير المنتميين إلى التيار الإسلامي في حالة عدم التوافق في تشكيل الجمعية التأسيسية إلى الانسحاب، وهو ما قد يضع البرلمان في موقف حرج أمام الرأي العام. وقرر الدكتور إبراهيم حبيب، رئيس أقباط «متحدو بريطانيا» مقاطعته للجمعية التأسيسية، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وعدم مشاركته في عملية تسمية أعضائها. وقال حبيب، في بيان له: «يتم الآن عقد عدد من ورش العمل لمجموعة من المستشارين والفقهاء الدستوريين الدوليين لطرح رؤيتهم للمبادئ العامة للدستور الجديد، تتوافق مع مواثيق حقوق الإنسان العالمية وطبقا لمطالب المصريين والأقباط، من خلال مسودة ستطرح خلال الأيام المقبلة». وكانت 22 حركة احتجاجية وحزب سياسي من بينهم (اتحاد شباب الثورة، حركه 6 أبريل، كفاية، الحزب المصري الديمقراطي، حزب العدل) قد دعت إلى ما سمته «فعاليات شهر إنقاذ مصر» في الفترة (من 23 مارس إلى 25 أبريل/نيسان)، حيث توجه أمس مئات المتظاهرين في مسيرة من ميدان التحرير إلى دار القضاء العالي، اعتراضا على قرار البرلمان بتشكيل تأسيسية الدستور بواقع 50% من أعضاء مجلسي الشعب والشورى، وردد المشاركون هتاف «يسقط يسقط حكم العسكر»، كما تتوجه اليوم 4 مسيرات في القاهرة باتجاه قاعة المؤتمرات بمدينة نصر، مقر انعقاد الجلسة المشتركة لأعضاء البرلمان، لرفض القرار أيضا.

في المقابل، كشف الدكتور محمد البلتاجي عضو الهيئة البرلمانية لحزب الحرية والعدالة أن الجمعية التأسيسية للدستور ستضم عددا من المفكرين الإسلاميين والأقباط والرموز منهم الدكتور محمد عمارة والدكتور نصر فريد واصل مفتي الجمهورية الأسبق. وقال البلتاجي، في تصريحات له نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط، إن الترشيحات تشمل رموزا ليبرالية مثل محمد أبو الغار وحازم الببلاوي إلى جانب رموز شبابية مثل معتز بالله عبد الفتاح ونادر بكار ونواب البرلمان على رأسهم سعد الكتاتني وعصام العريان وعمرو الشوبكي وعصام سلطان.

وحول سبب غياب اسم د. محمد البرادعي من ترشيحات حزب الحرية والعدالة، قال البلتاجي: «البرادعي شخص نكن له كل الاحترام والتقدير، وكان من الطبيعي أن يكون في أول قائمة المرشحين لولا موقفه من رفض خارطة الطريق الحالية بكل آلياتها من انتخابات برلمانية ورئاسية ولجنة دستور، فكيف سيرشحه الأعضاء لهيئة لا يعترف بها».

من جهتها، قال المتحدث باسم حزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية محمد حسان لـ«الشرق الأوسط»: إن الجماعة قدمت في ترشيحاتها شخصيات قبطية وليبرالية وقومية لعضوية الجمعية بشكل يضمن تمثيل كل القوى فيها وفقا لوزنهم النسبي في البرلمان، موضحا أن القائمة تضم شخصيات مسيحية مثل الكاتب رفيق حبيب، والمفكر جمال أسعد عبد الملاك، ومدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ضياء رشوان، ومن الليبراليين البرلمانيين وحيد عبد المجيد ومحمود السقا وعمرو حمزاوي إلى جانب المفكر السيد ياسين.