حمص تحت النار.. وقصف عنيف على الحدود التركية وريف حماه

تبادل لإطلاق النار بين أفراد وحدة عسكرية في الزبداني

من آثار القصف على باب هود في حمص
TT

لليوم السابع على التوالي، تعرضت مختلف أحياء مدينة حمص لقصف عنيف قضى على ما تبقى من أبنيتها، بالتزامن مع حديث الناشطين عن محاولة قوات النظام اقتحام حي الخالدية.. فيما شهدت مدينة الزبداني تبادلا لإطلاق الرصاص بإحدى الوحدات العسكرية النظامية. وشهدت مدينة الزبداني حالة استنفار أمني وتأهب كامل لدى جميع الحواجز المنتشرة في المدينة، ترافق مع تحرك دبابات وناقلات جند وسط إطلاق نار كثيف وعشوائي، وذلك بعد ليلة شهدت إطلاق نار وتصعيد غير مسبوق من الحواجز العسكرية بعد وصول خبر انشقاق ضابط و3 عناصر.

وقال ناشطون في الزبداني إن العميد علي جمول قائد العمليات العسكرية الميدانية في منطقة مضايا، أصدر أمرا بإعدام جندي بالميدان في الزبداني لرفضه إطلاق النار على منازل المدنيين.. فقام أحد الجنود بالرد على قتل رفيقه، بتوجيه النار إلى العميد و3 من مرافقيه وقتلهم على الفور.

من جهتها، أفادت الهيئة العامة للثورة في سوريا أن أكثر من 60 شخصا قتلوا يوم أمس برصاص القوات الموالية للنظام أغلبهم في حمص وإدلب، في وقت تعرضت بلدات كفر زيتا وكرناز وقلعة المضيق بريف حماه وبلدة إعزاز بريف حلب للقصف المدفعي أيضا. وتحدث ناشطون عن حملة اقتحامات وعمليات دهم واعتقالات شنتها قوات الأمن في بلدات في إدلب ودرعا ودير الزور وحي القابون في العاصمة دمشق.

وبث ناشطون على الإنترنت صورا تظهر تعرض حي الخالدية بمدينة حمص منذ صباح يوم أمس لقصف عنيف لليوم السابع على التوالي، حيث أشار نشطاء إلى إطلاق نار وقصف عشوائي على المنازل عند مدخل الحي على طريق حماه، وقالت لجان التنسيق المحلية إن قوات النظام تحاول اقتحام الحي المكتظ بالسكان.

كما أشار ناشطون إلى أن القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد قصفت كذلك أحياء حمص القديمة (باب هود وباب الدريب والصفصافة) والحميدية بقذائف الهاون والصواريخ، كما قالوا: إنه تم استهداف كنيسة السيدة أم الزنار بحي بستان الديوان بقذيفة هاون للمرة الثانية من قبل جيش النظام، متحدثين عن تجدد القصف على مدينة القصير بمحافظة حمص دون معرفة حجم الخسائر البشرية والأضرار التي خلفها. ومن حماه، أفاد عضو المكتب الإعلامي لمجلس قيادة الثورة أبو غازي أن القوات النظامية اقتحمت قرابة الساعة 9:30 بالتوقيت المحلي من صباح يوم أمس بلدة كفر زيتا التي تبعد نحو 40 كيلومترا عن مدينة حماه. وأضاف أبو غازي في اتصال عبر «سكايب» أن القوات النظامية «اعتقلت عددا من الناشطين والأطباء وداهمت بيوتا لناشطين وأحرقتها، في ظل تقطيع أوصال البلدة بالحواجز العسكرية وانتشار القناصة في الأماكن المرتفعة المطلة على المدينة».

وذكر مجلس قيادة الثورة في حماه في وقت سابق، أن «بعض أحياء مدينة حماه شهدت تطويقا كاملا واقتحامات من كتائب الأسد الذين قاموا بتفتيش البيوت بيتا بيتا بحثا عن الناشطين»، مشيرا إلى أنه «رغم هذا الحصار»، خرج سكان المدينة «في مظاهرات مسائية ليل الأحد الاثنين في الكثير من أحياء حماه» بينها طريق حلب وباب قبلي وجنوب الملعب.

وأفادت لجان التنسيق المحلية أن قوات النظام مستمرة بحملة مداهمات وتقطيع أوصال بلدة كفر زيتا بالحواجز وعزلها عن محيطها وإحراق من وصفتهم بالشبيحة عدة منازل ودراجات نارية مع اعتلاء القناصة أبنية الأماكن المرتفعة. كما تعرضت بلدات كرناز وقلعة المضيق لقصف شديد وفق الهيئة العامة للثورة ونشطاء. وشهدت بلدة كرناز بريف حماه، وفق نفس المصدر، اقتحام عدد كبير من دبابات وآليات جيش النظام وسط إطلاق نار كثيف وبدء عملية حرق ونهب وتخريب للمنازل إضافة لحملة مداهمات واعتقالات في حيي جنوب الملعب والصابونية بمدينة حماه. وفيما تحدث ناشطون من حلب عن ظروف معيشية صعبة جدا في قلعة المضيق والقرى المجاورة في ظل «معاناة الناس الأمرين لتأمين قوتهم وقوت عيالهم ولو بأبسط ما يمكن»، نتيجة القصف، أشاروا إلى «حالة نزوح هربا من قذائف الدبابات والمدفعية والصواريخ» لا سيما إلى قرى سهل الغاب المجاورة.

وفي ريف حلب، واصلت قوات النظام قصف بلدة إعزاز القريبة من الحدود التركية السورية، وتحدث ناشطون عن أن هذه القوات اقتحمت بلدة الشاتورية في جسر الشغور بمحافظة إدلب المجاورة وشنت حملة دهم واعتقالات، وذكرت لجان التنسيق أن قوات الأمن تشن حملة دهم واعتقالات بالحي الغربي من مدينة كفرنبل بنفس المحافظة وسط إطلاق نار كثيف، وأشارت اللجان إلى أن الجيش اقتحم كذلك قرية الشاتوية (في إدلب) وشن حملة اعتقالات واسعة، فيما دارت اشتباكات بينه وبين «الجيش الحر» في بلدة دركوش تلاها قصف عنيف على بساتين البلدة وحرق الكثير من المنازل. وأفاد المكتب الإعلامي لمجلس قيادة الثورة في إدلب أن قوات النظام واصلت إطلاق النار والمداهمات والاعتقالات في مدينة سراقب التي دخلتها قبل 3 أيام. كما وزع المكتب أشرطة فيديو لآثار قصف طال مدينة أريحا في إدلب، حيث ظهرت الفجوات الواسعة في المباني وآثار الرصاص الفارغ في المنازل وحطام الحجارة والزجاج في الشوارع. وفي شرق سوريا أفادت لجان التنسيق المحلية عن شن قوات النظام حملة دهم واعتقالات في بلدة القورية بدير الزور، إضافة إلى عمليات مشابهة لاقتحام بالدبابات في البوكمال والجرذي وأبو حردوب بنفس المحافظة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن حملة المداهمات في مدينة القورية (دير الزور) أسفرت بالأمس عن اعتقال 16 شخصا بينهم فتيان. كما أفاد المرصد بأن قوات عسكرية تضم ناقلات جند مدرعة اقتحمت قرية الجرذي فجر يوم أمس.

وأشارت الهيئة العامة للثورة السورية إلى شن قوات الأمن حملة مداهمات واعتقالات في حي القابون بالعاصمة دمشق وبلدة كفر ناسج وخربة غزال في درعا جنوبا. وقال المرصد إن القوات النظامية نفذت حملة مداهمات واعتقالات في قرى كفر ناسج وعقربا والطيحة، في درعا. وفي محافظة الحسكة (شمال شرقي)، عثر ليل الأحد الاثنين على جثمان الشاب خلف محمد قطنة في مدينة الدرباسية، وذلك بعد ساعات من خطفه على أيدي مسلحين مجهولين من قرية الطوباوية، بحسب المرصد السوري. يذكر أن قطنة هو ابن شقيقة القيادي الكردي المعارض مشعل تمو الذي اغتيل في أكتوبر (تشرين الأول).

وكان ليل الأحد الاثنين شهد مظاهرات واسعة عمت مختلف أنحاء سوريا. وفي بلدة معرة مصرين التي دخلتها قوات النظام قبل أيام ثم خرجت منها، سارت مظاهرة مسائية تحت عنوان «معرة مصرين لن تركع إلا لله».

وبدا أحدهم في شريط فيديو وهو ينشد أغنية «أبدا والله لن نركع... يا بشار ألا فلتسمع... يا جيش الحر سلام من شعب قرر أن يرفع علم الوطن بكل شموخ». كما سارت مظاهرة ليلا في بلدة حاس في إدلب.

كذلك سارت مظاهرات في بعض أحياء مدينة حلب وفي قريتي الابزمو وبزاعة في المحافظة. وذكرت لجان التنسيق أن مظاهرة سارت مساء الأحد في حيي جورة الشريباتي وجنوب الملعب في دمشق تطالبان «بدعم الجيش الحر وإسقاط العصابة الحاكمة ورموزها».

في هذا الوقت، أعلن الناشط الحقوقي السوري المحامي ميشال شماس أن السلطات القضائية أفرجت عن ناشطين سوريين بعد اعتقالهما لمدة 53 يوما. وقال شماس إنه «تم الأحد إطلاق سراح كل من الناشطة بهراء حجازي وزميلها أنس عبد السلام بعد توقيف استمر 53 يوما لدى الأجهزة الأمنية». وأضاف شماس أن «3 من رفيقات ابنته يارا اللاتي اعتقلن معها في السابع من هذا الشهر تمت إحالتهن اليوم إلى القضاء». وأعرب عن الأمل بأن يتم إطلاق سراح ابنته ورفاقها الباقين أو «إحالتهم إلى القضاء في أقرب وقت ممكن».