سوريا تشدد قيود المغادرة على الرجال في سن الخدمة العسكرية

السلطات اللبنانية تنفي علمها بالموضوع وشركات السفريات تؤكده

TT

أكدت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» في نقطة المصنع الحدودية بين لبنان وسوريا، أن المسؤولين السوريين أصدروا منذ يوم السبت الماضي تعليمات تستلزم من الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و42 عاما، الحصول على إذن من إدارتي التجنيد والهجرة قبل السفر.

وفي حين نفى كل من وزير الداخلية اللبناني مروان شربل ووزير النقل والأشغال غازي العريضي، لـ«الشرق الأوسط»، علمهما بالموضوع، أكد الناشط السوري من مدينة القصير أنس الرحمة صحة ما يتم تداوله في هذا الإطار، مشيرا إلى أن «هذه الإجراءات لا تؤثر على الناشطين ولا على حركة النزوح إلى لبنان، باعتبار أن معظم اللاجئين يدخلون عبر ممرات غير شرعية».

وقال الرحمة لـ«الشرق الأوسط»: «لا أثر للقرار علينا ووجوده كعدم وجوده تماما، ونعتقد أن النظام أصدر قرارا مماثلا للتضييق على جماعته ومنع مؤيديه من السفر إلى الخارج بعدما ازدادت نسبة مغادرتهم كثيرا في الفترة الماضية».

بدوره، قال ناشط آخر فضل عدم ذكر اسمه، إن «القرار لم يؤثر أبدا على النازحين الذين يدخلون بمعدل نحو 500 شخص يوميا إلى لبنان، سواء كان شمالا من خلال المعابر في عكار أو بقاعا عبر منطقة عرسال»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «أعداد النازحين السوريين أصبحت كبيرة جدا، والقيمون على بلدة عرسال بدأوا يطالبون بتأمين خيم للعائلات».

وكانت أكثر من وكالة للسفريات عبر البر أكدت لـ«الشرق الأوسط» القرار السوري بتشديد قيود المغادرة على الرجال في سن الخدمة العسكرية، موضحة أن القرار كان له تأثير بسيط على الحركة من سوريا إلى لبنان.

وكان مسؤولون سوريون ولبنانيون في نقطة المصنع الحدودية بين لبنان وسوريا قالوا لـ«رويترز» إن عدد المغادرين من سوريا انخفض بنسبة 60 في المائة منذ تطبيق الإجراءات.

يذكر أن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والهيئة العليا للإغاثة في شمال لبنان، وفي التقرير الأسبوعي الذي يصدرونه، أفادوا يوم الجمعة الماضي بأن نحو 8 آلاف شخص نزحوا من سوريا إلى لبنان منذ اندلاع الأزمة في مارس (آذار) الماضي، علما بأن بعثات التقييم التابعة للمفوضية وشركائها تفيد بوجود أكثر من 5 آلاف شخص في منطقة البقاع، معظمهم يقيمون لدى عائلات مضيفة في البقاع الغربي، مشيرين أيضا إلى وجود أكثر من 1200 شخص في البقاع الشمالي، يتوزعون على مناطق عرسال ومشاريع القاع والسهل. إلى ذلك يؤكد ناشطون حقوقيون على الأرض أن الأرقام تفوق بكثير الأرقام الرسمية، مقدرين أن عدد السوريين الموجودين في لبنان يتخطى الـ20 ألفا.