«الجيش الحر» ينتقد «عدم تسليحه» ويطالب المجتمع الدولي بقرارات أكثر جرأة

الكردي لـ«الشرق الأوسط»: تخصيص الرواتب سيدفع لانشقاقات بين الضباط

كتيبة «شهداء معرة النعمان» تعلن انضمامها للجيش الحر (يوتيوب)
TT

في وقت أعلنت فيه الدول التي اجتمعت بمؤتمر «أصدقاء الشعب السوري» في اسطنبول أنها ستوفّر ملايين الدولارات للمجلس الوطني السوري كي يدفعها كرواتب لعناصر الجيش السوري الحر، اعتبر العقيد مالك الكردي نائب قائد الجيش الحر أن «قرارات مؤتمر أصدقاء سوريا فيما يتعلق بالجيش الحر، كانت دون المستوى المطلوب».

وقال الكردي لـ«الشرق الأوسط»: «تخصيص رواتب لعناصرنا، خطوة إيجابية تستحق التقدير، لكنّها لم تكن على قدر التوقعات، وستشكّل حافزا مساعدا للعناصر الذين فقدوا رواتبهم وأعمالهم للاستمرار بالصمود، إضافة إلى أنّها ستدفع نحو المزيد من الانشقاقات، وخصوصا في صفوف الضباط، الذين كانوا يخشون من عدم قدرتهم على تأمين المال لإعالة عائلاتهم في ظلّ المعاناة التي يعيشونها».

ولفت الكردي إلى أنّ بعض الدول العربية، وعلى رأسها السعودية وليبيا وقطر، ستكون المموّل الأساسي لهذه الرواتب، إضافة إلى أصحاب رؤوس الأموال العرب والسوريين، مشيرا إلى أنّه لم يتمّ تحديد المبالغ التي سيتمّ دفعها للجيش الحرّ، والمفاوضات مع هذه الدول ارتكزت على الإطار العام.. والهدف الأساسي كان توفير متطلبات الحياة اليومية للعناصر ولعائلاتهم، لا سيما بعد ارتفاع الأسعار بشكل كبير، لكن الحدّ الأدنى الذي يحتاجه كلّ عنصر شهريا هو نحو 30 ألف ليرة سورية (نحو 500 دولار أميركي).

وفي حين رأى الكردي أنّ المجتمع الدولي ليس لديه الجرأة لمواجهة النظام السوري، ومن خلفه من أطراف دولية يخشى التورّط معها، قال «لا نزال ننتظر من المجلس الوطني الاستمرار في حراكه لدفع المجتمع الدولي لاتخاذ قرارات أكثر جرأة، مع تأكيدنا على أنّ التدخّل العسكري المباشر لوقف المجازر هو مطلبنا، ونطلب من الدول العربية وتركيا اتخاذ قرار لتسليح الجيش الحر ووقف حمام الدم».

وعما إذا كان سيتمّ الاستفادة من الأموال المخصصة للرواتب لتمويل الجيش الحرّ وتسليحه، أكّد الكردي أنّ الجيش الحرّ لن يمسّ بأموال العائلات، مع الاستمرار في بذل الجهود لتأمين تمويل التسليح.. لافتا إلى أنّ الجيش الحرّ يعاني هذه الفترة من أزمة سلاح، ولا سيما على صعيد الذخائر، أي طلقات البنادق وحشوات القذائف وتلك المضادة للدروع، التي أصبح من الصعب الحصول عليها، الأمر الذي جعل من قوات النظام تتحرّك بقدرة أكبر.

من جهتها، حمّلت القيادة المشتركة لـ«الجيش السوري الحر»، عبر المتحدّث باسمها داخل سوريا، قائد المجلس العسكري في محافظة حمص وريفها العقيد الركن الطيّار قاسم سعد الدين، المجتمع الدولي «المسؤوليّة الكاملة عن المجازر» التي ترتكبها القوات النظاميّة في سوريا «بسبب تأخرهم في الضغط على النظام ومنع تسليح الجيش الحر حتى الآن».

وقال سعد الدين لوكالة أنباء الصحافة الفرنسية: «نحن نطالب المجتمع الدولي بحظر جوي وإقامة منطقة عازلة، مع تسليح الجيش الحر»، وأضاف: «عندما يؤخذ هذا القرار في مجلس الأمن الدولي، سوف ينهار الجيش السوري النظامي مباشرة».

وردا على سؤال حول ما صدر عن مؤتمر «أصدقاء الشعب السوري»، قال سعد الدين إنّ «هذه المؤتمرات لم تفعل شيئا لحماية هذا الشعب الأعزل أو تسليح الجيش الحر ليدافع عنه»، وأضاف: «لو أراد المجتمع الدولي فعل ذلك لفعله من الشهر الأول» لاندلاع الاحتجاجات في البلاد.. لكنه اعتبر أن «أفضل ما خرج به مؤتمر أصدقاء سوريا هو الاعتراف بالمجلس الوطني السوري ممثّلا شرعيا» للشعب السوري.

وعن خطة مبعوث الأمم المتّحدة و«جامعة الدول العربيّة» إلى سوريا، قال سعد الدين إنّ «خطة كوفي أنان إذا لم تطبق فورا فإنّ ذلك سوف يعطي النظام فرصة جديدة في استمرار القتل»، وأضاف: «هذا النظام لن يقبل مقترحات كوفي أنان، وهو لا يفهم إلا لغة القوة».

بدوره، انتقد أمين سر المجلس العسكري للمعارضة السورية النقيب عمار الواوي عدم تبنّي مؤتمر أصدقاء الشعب السوري لتسليح الجيش السوري الحر، وقال الواوي لوكالة الصحافة الفرنسية: «نريد من الحكام الوقف الفوري للقتل في سوريا، لا اتّخاذ قرارات سياسية تهدف إلى إطالة عمر النظام الذي يراوغ على الخطط والقرارات».

وإذ أكد أن نظام الأسد «لا يسقط إلاّ بالسلاح»، وجّه الواوي الشكر لمواقف كل من تركيا والسعودية وقطر في هذا الإطار، مضيفا «لكن حتى الآن لا تجاوب من المجتمع الدولي مع هذه الفكرة».