المجلس الوطني يكشف عن اجتماع يعقد قريبا في باريس استكمالا لأعمال مؤتمر «أصدقاء سوريا»

النظام يصف نتائجه بـ«الهزيلة».. وهيئة التنسيق تتحدث عن نفاق وتناقض

TT

توالت ردود الفعل في الداخل السوري، كما على الصعيد الإقليمي والدولي، على مؤتمر «أصدقاء سوريا 2» الذي عقد يوم الأحد الماضي في إسطنبول، فبينما وصفت الصحف التابعة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد نتائج المؤتمر بـ«الهزيلة»، انتقدته هيئة التنسيق المحلية متحدثة عن تناقض بمقرراته.

بدوره، أعلن المجلس الوطني السوري أن «المؤتمر لبى تطلعات المجلس، وبالتالي الشعب السوري، إلى حد بعيد»، ولفت عضو المجلس التنفيذي، سمير نشار، إلى أن «المجلس يعول كثيرا على مجموعة العمل التي انبثقت عن المؤتمر»، كاشفا عن أنها «تجتمع قريبا في العاصمة الفرنسية باريس، بعد الانتخابات الفرنسية التي تجرى أواخر شهر أبريل (نيسان) الحالي، لتحديد الملامح الرئيسية لخطة عمل أصدقاء سوريا، التي توضح الخطوات المتلاحقة والمتصاعدة التي ستتخذ لنصرة الشعب السوري». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نتوقع أن يتوصل مجلس الأمن، قريبا، إلى قناعة بأن مهمة المبعوث الدولي، كوفي أنان، وصلت إلى حائط مسدود، خاصة أن مبادرته كانت تنص على وقف القتل، وهذا ما لا نراه على أرض الواقع».

وحذر نشار النظام السوري من «إجراءات وعواقب وخيمة لعدم التزامه بخطة أنان». وأضاف: «هذا ما سمعناه من كبار المسؤولين الذين التقيناهم في إسطنبول، والذين شددوا كذلك على أن هناك سقفا زمنيا لمبادرة أنان، وأن الوقت بدأ ينفد».

وردا على سؤال عن خطوة الاعتراف بالمجلس الوطني، قال نشار: «الخطوة جاءت تلقائية، وهي لا شك ستزيد من اقتناع الجميع بأن المجلس هو اليوم المظلة التي ستظلل كل السوريين وقوى المعارضة وأن المجلس يبقى العنوان الصحيح لكل من يرغب بإيصال المساعدة للشعب السوري».

بالمقابل، شن رئيس هيئة التنسيق الوطنية السورية المعارضة، هيثم مناع، حملة عنيفة على المؤتمر، متحدثا عن «تناقضات بالمقررات وعن كم كبير من النفاق»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نرى نبيل العربي يؤيد مهمة أنان ويقفز فجأة للحديث عن الفصل السابع.. هذا المؤتمر جاء لتلبية أوامر تركية – أميركية؛ إذ سعى الأتراك إلى تهميش القضية الكردية، بينما تحدثت كلينتون عن وجوب توحيد صفوف المعارضة، في وقت تضع فيه هي العقبة بعد الأخرى لتفريق هذه القوى من خلال (تدليلها) لفريق معارض دون آخر لا يقبل الوجود تحت العباءة الأميركية».

وتطرق مناع لاعتراف «أصدقاء سوريا» بالمجلس الوطني كممثل عن السوريين كلهم، وقال: «الكل يعلم أن هذا المجلس لا يمثل كل مكونات الشعب السوري.

كانت الصحف السورية قد شنت هجوما شرسا على مؤتمر إسطنبول، معتبرة أنه يشكل «فشلا جديدا» للذين يسعون إلى إخضاع نظام الرئيس السوري بشار الأسد و«إغلاق الأبواب أمام أي حل سياسي للأزمة»، ويؤكد حجم «التورط الخارجي في تأجيج الأحداث».

وكتبت صحيفة «البعث»، الناطقة باسم الحزب الحاكم، أن «مؤتمر أعداء سوريا، وعلى الرغم من الجعجعة الإعلامية التي رافقته، لم يتمخض إلا عن نتائج هزيلة (...) وأثبت أنه أضعف من أن يؤثر في صمود السوريين وينال من ثباتهم على موقفهم الوطني الرافض للتدخل الأجنبي والمتمسك بالإصلاح».