رئيس الصليب الأحمر في سوريا للقاء مسؤولين والعمل على توسيع مهمة بعثته

سيجري محادثات بشأن المساعدات والسجناء

TT

أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن رئيسها «جاكوب كلينبرغر» بدأ أمس زيارة إلى سوريا يستهلها بإجراء مباحثات مع كبار المسؤولين السوريين، ومن بينهم وزير الخارجية والمغتربين السيد وليد المعلم ووزير الداخلية اللواء محمد الشعار ووزير الصحة الدكتور وائل الحلقي. وسترتكز المباحثات على الوضع من الناحية الإنسانية في المناطق المتضررة من الاضطرابات وعلى جهود اللجنة الدولية والهلال الأحمر العربي السوري لتلبية الاحتياجات المتزايدة للمرضى والجرحى والنازحين.

وعن هذه الزيارة، قال المتحدث الرسمي باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأوسط هشام حسن، لـ«الشرق الأوسط»: «وصل كلينبرغر إلى سوريا مساء أمس، وسترتكز اجتماعاته على عمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا، ولا سيما زيارة السجون والمبادرة التي سبق أن طرحتها اللجنة فيما يتعلق بوقف عمليات القتل في كل المناطق السورية والسماح لبعثة الصليب الأحمر بزيارة مناطق سورية إضافية». وأشار حسن إلى أن «كلينبرغر» سيزور بعض أحياء ريف درعا، التي شهدت معارك في الفترة الماضية، حيث سيكون الصليب الأحمر متواجدا في اليومين المقبلين، لتشكل بالنسبة إليه نموذجا عن وضع المناطق السورية وعمليات الإغاثة التي تتم فيها.

وفي حين لفت حسن إلى أنه في الفترة الأولى لعملهم كانت المهمة تقع بشكل أكبر على الهلال الأحمر العربي السوري المتواجد في معظم المناطق والأحياء السورية، أكد أن الأسابيع الأخيرة شهدت تطورا إيجابيا فيما يتعلق بعمل الصليب الأحمر وهو حصوله على تصريح للوصول إلى عدد كبير من المناطق التي تأثرت بالمعارك والبقاء فيها لفترات طويلة، ومنها أحياء حمص وإدلب وحماه ودرعا.

من جهته، قال كلينبرغر في بيان له قبيل مغادرة جنيف: «أريد أن توسع اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري وجودهما ونطاق وحجم أنشطتهما للتعامل مع المحتاجين.. سيكون هذا عنصرا مهما في محادثاتي مع المسؤولين السوريين».

وهذه ثالث زيارة يقوم بها كلينبرغر لسوريا منذ يونيو (حزيران)، ومن المقرر أن يجري خلالها محادثات مع مسؤولين سوريين كبار، بينهم وزير الخارجية وليد المعلم ووزير الداخلية اللواء محمد الشعار ووزير الصحة وائل الحلقي.. وذلك مع استمرار القوات الحكومية في قصف الأحياء السكنية المدنية، وأهداف للمعارضة السورية، رغم وعد الرئيس بشار الأسد للمبعوث الدولي للسلام كوفي أنان بوقف إطلاق النار وسحب الدبابات والمدفعية.

واللجنة الدولية للصليب الأحمر هي المنظمة الدولية الوحيدة التي تنشر عمال إغاثة في سوريا، حيث منعت الأمم المتحدة إلى حد كبير من الدخول وما زالت تحاول الحصول على إذن بالدخول لمساعدة المحتاجين.. وبعد محادثات كلينبرغر مع الأسد في سبتمبر (أيلول)، فتحت سوريا سجونها للمرة الأولى أمام اللجنة التي زار مسؤولوها المعتقلين في السجن المركزي بدمشق.

لكن الزيارات توقفت منذ ذلك الحين مع إصرار اللجنة على ضرورة احترام شروطها التقليدية التي تشمل حق إجراء مقابلات مع السجناء على انفراد والقيام بزيارات للمتابعة. وقال محققون من الأمم المتحدة في تقرير صدر في فبراير (شباط) إنه كان هناك أكثر من 18 ألف معتقل في سوريا حتى الخامس عشر من ذلك الشهر فيما يتصل بالانتفاضة. واتهم التقرير مسؤولين سوريين كبارا بإصدار أوامر بارتكاب جرائم ضد الإنسانية من بينها القتل.

وقال كلينبرغر في بيانه: «سأثير قضية الدخول إلى كافة أماكن الاحتجاز.. لا تزال زيارة من اعتقلوا تمثل أولوية بالنسبة لنا. وسأناقش أيضا الإجراءات العملية لتنفيذ مبادرتنا لوقف القتال ساعتين يوميا. الوقف اليومي للقتال ضروري لإجلاء المصابين وتوصيل المساعدات إذا تصاعد القتال».