مفوضية شؤون اللاجئين: أكثر من 15 ألف نازح سوري في لبنان

تأمين مأوى للعائلات الوافدة التحدي الأكبر.. وتضافر جهود المنظمات المعنية لإغاثتهم

TT

لا تزال المفوضية السامية العليا لشؤون اللاجئين، التابعة للأمم المتحدة، تحصي ازديادا في عدد النازحين السوريين المسجلين لديها ولدى الهيئة العليا للإغاثة المكلفة من الحكومة اللبنانية متابعة شؤون النازحين في لبنان، حيث بلغ العدد الإجمالي الذي أحصته في تقريرها الدوري الأخير 8549 نازحا يوجدون في شمال لبنان، في مقابل وجود 6000 نازح سوري في منطقة البقاع و512 آخرين في بيروت.

وذكرت المفوضية في تقريرها، الذي يرصد أوضاع النازحين في الفترة الممتدة بين 23 و30 مارس (آذار) الماضي، أنها تتابع جهودها من أجل الوصول إلى جميع النازحين الموجودين في منطقة البقاع، حيث يوجد 60 في المائة منهم في منطقتي البقاع الأوسط والغربي، وبشكل خاص في بلدتي سعدنايل (200 عائلة) وعرسال الحدودية (350 عائلة).

وفق التقرير، تعرضت منطقة البقاع الشمالي لإطلاق نار، طال منطقة الجورة في مشاريع القاع، وذلك خلال اشتباكات بين الجيش النظامي السوري وعناصر من «الجيش السوري الحر»، وهو ما أدى إلى نزوح عدد من العائلات اللبنانية المقيمة في هذه المنطقة للانتقال إلى أماكن أكثر أمنا. وأشار التقرير إلى أن 13 جريحا سوريا تم نقلهم عبر الحدود خلال الأسبوع الفائت إلى المستشفيات للمعالجة.

ولا تختلف الظروف المعيشية الصعبة التي يقيم فيها النازحون السوريون في شمال لبنان عن تلك القائمة في منطقة البقاع، حيث يقيم معظم النازحين لدى عائلات مضيفة أو في مساكن مستأجرة، في موازاة إشارة تقديرات أولية إلى استنفاد إمكانيات الإيواء لدى المجتمع المضيف.

وبعد أن قيم مجلس اللاجئين النرويجي وضع منازل الأسر النازحة التي تحتاج إلى إعادة التأهيل في البقاع الشمالي وسعدنايل، وحدد منشآت مهجورة يمكن استخدامها كملاجئ جماعية في حال حدوث تدفق أكبر للنازحين، وقع المجلس خلال الأسبوع الماضي اتفاقية تعاون مع المجلس الدنماركي للاجئين لترميم 18 مسجدا غير مستعمل في بلدة عرسال، على أن تستخدم في الفترة المقبلة كملاجئ جماعية لقرابة 50 عائلة، أي ما يقارب 250 نازحا، بالتزامن مع تسريع عملية تأهيل منازل في عرسال ومشاريع القاع.

ويؤكد تقرير مفوضية اللاجئين أن إيجاد مأوى للعائلات النازحة يعد من أكثر التحديات التي يطرحها ازدياد تدفق النازحين السوريين إلى لبنان، نظرا لصعوبة إيجاد العائلات السورية الوافدة لمنازل مضيفة تؤويها، إضافة إلى صعوبة تأمين ملاجئ في بعض المناطق الحدودية بسبب الوضع الأمني فيها، كما هو الحال في منطقة مشاريع القاع.

وإذا كان قسم من الطلاب السوريين الموجودين منذ بداية العام الدراسي في عكار قد تمكنوا من الالتحاق بعدد من المدارس بعد تسهيلات وإجراءات اتخذتها هيئات الإغاثة المعنية بالتعاون مع الوزارات اللبنانية المعنية، حيث التحق ما مجموعه 525 طفلا نازحا في المدارس الرسمية في الشمال، فإن الطلاب الوافدين حديثا إلى منطقة البقاع يواجهون مشكلة تتمثل في عدم التحاق غالبيتهم بالمدارس بسبب وصولهم في وقت متأخر إلى لبنان. ويشير تقرير مفوضية شؤون اللاجئين إلى أن منظمة «اليونيسيف» بالتعاون مع منظمة «إنقاذ الطفولة» تعمل على تطوير وتقييم برنامج تربوي يلبي حاجات التلامذة السوريين، ويشمل صفوف تقوية صيفية مكثفة.

وتجدر الإشارة إلى أن الغالبية العظمى من النازحين السوريين الذين دخلوا إلى لبنان قد أتوا من تلكلخ وحمص. كما أن غالبية النازحين السوريين في منطقة البقاع قد أتوا من بابا عمرو في حمص والقصير في جنوب حمص. ودخل معظم الوافدين حديثا إلى شمال لبنان من خلال المعابر الحدودية الرسمية، وهم يعربون عن خوفهم من اجتياز المعابر غير الرسمية بسبب وجود ألغام أرضية مزروعة على الجانب السوري من الحدود. أما في البقاع، فقد دخل غالبية النازحين البلاد من خلال المعابر الحدودية الشرقية غير الرسمية.