السوريون يخشون التصعيد قبل انتهاء مهلة أنان

داعل تحت خط النار والمدافع تواصل دك جبل الزاوية * وصول تعزيزات أمنية جديدة إلى الزبداني والقصف يتجدد على حمص

إنفجارات ضخمة وتصاعد الدخان الكثيف في حي جورة الشياح بحمص (صورة من موقع اليوتيوب)
TT

يتوقع السوريون ارتفاع وتيرة القمع والعلميات العسكرية للنظام السوري خلال الأسبوع الجاري، وذلك بعد منح الأمم المتحدة مهلة للنظام حتى 10 من أبريل (نيسان) الجاري لسحب قواته خارج المدن ووقف العمليات العسكرية ضد المدنيين. ولم يخيب النظام السوري توقعات مواطنيه، إذ استمرت حملاته العنيفة التي اشتملت قصفا مدفعيا وباستخدام الطيران على أغلب المدن، وبخاصة في جبل الزاوية التي استمرت القوات في دكها بالمدافع لليوم الثاني على التوالي، والزبداني وحمص اللتين شهدتا قصفا عنيفا، وداعل المحاصرة التي تعرضت بدورها إلى اقتحام واعتقالات عشوائية للمواطنين والناشطين.. وهي العمليات التي أدت في مجملها إلى سقوط أكثر من 42 قتيلا.

ولا تزال منطقة جبل الزاوية في محافظة إدلب تتعرض لحملة عسكرية عنيفة تشنها قوات الأمن السورية التي استهدفت أمس مدينتي تفتناز وبنش بقصف مدفعي عنيف، وسط تحليق مكثف للطيران، وفق ما أكده ناشطون سوريون أمس، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى وتدمير عدد من المنازل.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات عنيفة وقعت أمس بين الجيش النظامي ومجموعات مسلحة منشقة على تخوم تفتناز، استخدمت خلالها القوات النظامية الرشاشات الثقيلة والقذائف، وأسفرت عن مقتل عدد من المواطنين وإحراق منازل عدة، إضافة إلى إعطاب ناقلة جند مدرعة ومقتل وجرح عدد من الجنود.

وفي حين أشارت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إلى توثيقها سقوط 5 قتلى على الأقل، بينهم طفلة في إدلب، إضافة إلى مقتل ضابط إثر اشتباكات مع «الجيش السوري الحر»، الذي أفاد عن تدميره دبابة للجيش النظامي على بوابة مدينة تفتناز، واصلت قوات الأمن السوري حملتها العنيفة لليوم الثاني على التوالي ضد مدينة داعل في درعا.

وأكد ناشطون أمس لـ«الشرق الأوسط» أن «قوات الأمن نفذت انتشارا أمنيا في المدينة، في ظل قطع كامل لخدمات الكهرباء والإنترنت والاتصالات الخلوية، وإعاقة عملية التجول في المدينة أو الدخول إليها». وأكدت «لجان التنسيق المحلية» في سوريا أن «انتشارا أمنيا كثيفا ترافق مع حملة اعتقالات ومداهمات وتفتيش وتخريب للمنازل»، لافتة إلى أنه «تمت محاصرة المدينة ومنع الدخول أو الخروج منها، بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية جديدة وشن حملة اعتقالات عشوائية».

وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن «قوات الأمن اقتحمت مدينة داعل، بمصاحبة الدبابات لليوم الثاني على التوالي، وقامت بحملة اعتقالات واسعة، وسط تحليق للطيران الحربي فوق مدينتي الحراك وإنخل». وبث ناشطون على صفحات المعارضة السورية صورا لمظاهرة خرجت صباح أمس في بلدة الصورة في درعا، ندد الأهالي خلالها بمحاصرة المدن الثائرة وقصفها وطالبوا بتسليح «الجيش الحر». كما أشارت شبكة «شام» الإخبارية إلى أن 35 عسكريا من اللواء 61 أعلنوا انشقاقهم عن الجيش النظامي وانضمامهم لـ«الجيش الحر»، أثناء مداهمة الأمن والجيش لبلدة سحم في درعا.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد عن «اشتباكات دارت بعد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء في مدينة إنخل بين القوات النظامية ومجموعة مسلحة منشقة»، مشيرا إلى أن «الاشتباكات حدثت على ما يبدو نتيجة استهداف لحواجز الجيش النظامي، إلا أنه لم ترد أنباء عن سقوط خسائر بشرية».

وعلى موقع «يوتيوب»، أظهر شريط فيديو قيام مجموعة من الشبان بحرق إطارات على أوتوستراد المزة، وفق ما أوضحه تعليق مرفق به، أفاد بأنه «أحرار شباب المزة قاموا بعملية قطع أوتوستراد المزة قرب السفارة الإيرانية الجديدة تضامنا مع المدن المحاصرة والمنكوبة».

وفي ريف دمشق، ذكر «مجلس قيادة الثورة» أن «عصابات الأمن والشبيحة قامت باقتحام مدينة الزبداني، وشنت حملة اعتقالات عشوائية ودهم للمنازل سرقة للبيوت والسيارات»، كما مشط عناصر الأمن الحارات كافة وسط إطلاق نار كثيف، أدى إلى إصابة عدد من المواطنين. وأفادت «الهيئة العامة للثورة السورية»، في بيان، أن «قوات الجيش النظامي بدأت قصفا عنيفا على مدينة الزبداني في ريف دمشق، تزامنا مع وصول تعزيزات عسكرية ضخمة، وحملة مداهمات واعتقالات وتخريب للمنازل».

من ناحيته، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «اشتباكات دارت فجر أمس بين القوات النظامية ومجموعات مسلحة منشقة في مدينة دوما»، مشيرا إلى أن «قوات الأمن نفذت حملة مداهمات واعتقالات في الأحياء الغربية لمدينة الزبداني، التي وصلتها عشرات الحافلات المحملة بالعناصر». كما حاصرت قوات الأمن السورية بالدبابات والمدرعات قرية هريرة في وادي بردى، ونفذت حملة مداهمات وتدمير للممتلكات.

وفي حمص، تجدد القصف على المدينة القديمة لليوم الرابع والعشرين، باستخدام قذائف الهاون والصواريخ، كما طال القصف أمس الأبنية السكنية في حي الخالدية، في ظل تحليق طيران استطلاع. وتجدد القصف المدفعي على حي البياضة، وأدى إلى مقتل عبيدة العباس وسقوط عدد من الجرحى. وكشفت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» عما وصفته بـ«مجزرة مروعة» ارتكبها الجيش النظامي بحق أهالي حي دير بعلبة في حمص، حيث قصفت المنازل بالأسلحة الثقيلة والمدفعية مما أودى بحياة الكثير من الأشخاص بينهم أطفال، وقالت: إن الكثير من الجرحى حالاتهم حرجة جدا.

وذكرت «لجان التنسيق المحلية» أنه «تم تطويق قرى جرجيسة وحربنفسة وتومين شمالي مدينة الرستن بأعداد كبيرة من الأمن والشبيحة مدعومين بدبابات، وتنفيذ حملات اعتقالات واسعة وإحراق الدراجات النارية ونهب بعض المنازل والمحال التجارية». وفي حين واصلت قوات الأمن والجيش النظامي قصفها للمنازل في مدينة الأتارب في حلب، منذ منتصف ليل أول من أمس، بقذائف الدبابات والرشاشات الثقيلة، شهدت قرية كفرنبودة في حماه قصفا مدفعيا عنيفا، وسط أنباء عن وصول تعزيزات عسكرية كبيرة حول مدينة حماه.