إدانة كاشف تعذيب قيادي «القاعدة» أبو زبيدة

«سي آي إيه» تنتقم من عميلها كرياكو

TT

في انتقام تعمدته وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) لعميل كشف تعذيبها للإرهابيين، أدانت محكمة فيدرالية جون كرياكو، ضابط سابق في «سي آي إيه»، لأنه سرب للصحافيين معلومات عن تعذيب المعتقلين بالإرهاب في عهد الرئيس السابق بوش الابن. وكانت صحيفة «نيويورك تايمز»، في سنة 2007، أول من نشر هذه المعلومات المتعلقة بما يعرف بـ«ووتربوردنغ» (إيهام الشخص بأنه سيغرق حتى يعترف). وسبب ذلك حرجا للحكومة الأميركية بعد أن أدانت منظمات حقوق الإنسان ومنظمات عالمية وحكومات تعذيب المعتقلين.

حسب الإدانة، انتهك كرياكو قانون حماية هويات عملاء سريين، وبالتجسس لحساب آخرين، وبالإدلاء بتصريحات كاذبة عن«سي آي إيه». عقوبة تسريب معلومات سرية هي السجن 10 سنوات، بينما إعطاء معلومات كاذبة هي السجن 5 سنوات. ويتوقع أن يصدر عليه الحكم في الأسبوع القادم، وهو الآن حر بضمان مالي.

وكان كرياكو (عمره 47 سنة) حاول إقناع «سي آي إيه» بالسماح له بإدراج معلومات سرية في كتاب يعتزم نشره. وكان اشتهر في سنة 2007 عندما أعلن، بعد تسريبات صحيفة «نيويورك تايمز»، في مقابلة مع تلفزيون «إيه بي سي» التلفزيونية، للمرة الأولى، أن أسلوب الإيهام بالغرق استخدم خلال استجواب «أبو زبيدة» قيادي «القاعدة» (الفلسطيني زين العابدين محمد حسين) المعتقل في غوانتانامو.

لكن، في وقت لاحق، كتب كرياكو في مذكراته أنه لم يحضر عملية الاستجواب. وكان هذا الدليل غير المباشر من أسباب غضب «سي آي إيه» عليه، وبداية إجراءات قانونية لمعاقبته، بالتعاون مع مكتب التحقيق الفيدرالي (إف بي آي). وفي بداية هذه السنة، اعتقل كرياكو بتهمة إفشاء أسرار «سي آي إيه» للصحافيين، بما في ذلك مراسل صحيفة «نيويورك تايمز» الذي لم ينشر وثائق المحكمة باسمه.

في الجانب الآخر، يقول محامو كرياكو إنه لم يفعل أي شيء غير قانوني. وإن كرياكو نفى ذلك مرارا وتكرارا. لكن، يقول ممثل الاتهام إن كرياكو كذب في محاولة لإقناع رؤسائه السابقين في «سي آي إيه»، بعد أن كان استقال، بالسماح له بنشر كتابه: «الجاسوس المتردد: حياتي السرية في الحرب ضد الإرهاب».

وبالإضافة إلى كشف التعذيب بإيهام الغرق، انتقد كرياكو الأسلوب. وقال: إنه «غير ضروري» للاستجواب، ولجمع معلومات عن أي جريمة، خاصة إذا كانت لها صلة بنشاطات سياسية وعقائدية. ومما قال: «في ذلك الوقت (بعد هجوم سنة 2001)، كنا نحاول القيام بكل ما في وسعنا لوقف هجوم كبير آخر. الآن، لا أعتقد أننا نفكر بنفس العقلية. التحقيق بالتعذيب بالتهديد بالغرق، على الأقل في الوقت الحالي، لا لزوم له».

وأمس، بعد صدور الإدانة، قال بلاتو كاشاريس، من محامي كرياكو: «هذا تجريم للسلوك الروتيني بين الصحافيين ومصادر المعلومات الحكومية. عبر التاريخ، يتعاون من يحمل معلومات مع من ينشرها». وانتقد الإدانة «مشروع المساءلة الحكومية» (جي إيه بي)، وهي منظمة لحماية المبلغين عن الفساد ومخالفة القانون. وقالت جيسلين رادك، مسؤولة الأمن الوطني وحقوق الإنسان في المنظمة: «ها هي وزارة العدل تعمل على معاقبة المبلغين عن الفساد والظلم ومخالفة القوانين. ها هي وزارة العدل تستهدف كرياكو نظرا لتصريحاته العلنية عن خطأ الاستجواب باستخدام التهديد بالغرق».