الجيش الحر ينفي تقارير تناولت دخول عناصر جهادية في صفوفه

المقدم حمود لـ«الشرق الأوسط»: نحتاج إلى السلاح وليس لمقاتلين.. والأجانب يقاتلون في صف الأسد

TT

بعد نشر تقارير إعلامية غربية عن «تدفق عناصر إسلامية جهادية من دول عربية إلى الداخل السوري لنصرة أهل السنة في سوريا»، وإعلان السلطات السورية بين يوم وآخر تصديها لمحاولات تسلل من تسميهم «مجموعات إرهابية مسلحة»، أعلن الجيش السوري الحر أنه «لا وجود لأي مجموعات جهادية مسلحة على الأراضي السورية على الإطلاق» في صفوف الجيش الحر، مؤكدا أن «من يحمي الشعب السوري هو الجيش الحر والثوار الذين يحتاجون إلى السلاح وليس إلى الرجال»، وأن المقاتلين الأجانب يشاركون قوات الرئيس السوري بشار الأسد، وتم اعتقال بعضهم وتصويرهم.

كانت صحيفة «فاينانشيال تايمز» قد نشرت أمس تقريرا على موقعها على الإنترنت سلطت فيه الضوء على ما سمته «المخاوف من احتمال أن تقوم عناصر راديكالية متطرفة باختطاف الصراع الذي طال أمده، وتحويل البلاد إلى ما يشبه المغناطيس الذي يجذب إليه الجهاديين الأجانب كما حدث في أفغانستان والعراق». ونقلت الصحيفة عن قياديين محليين في منطقة غرب العراق قولهم: «إن بعض المقاتلين الليبيين قد وجدوا بالفعل طريقهم إلى سوريا، كما أن العشرات من مسلحي (القاعدة) قد عبروا الحدود إلى داخل الأراضي السورية، وذلك بعد تضييق الخناق عليهم في محافظة الأنبار العراقية». وردا على هذا التقرير، أكد المقدم المظلي المنشق خالد يوسف الحمود، لـ«الشرق الأوسط»، أنه «لا وجود للجهاديين على الأراضي السورية، والجهاديون هم عناصر الجيش الحر والثوار من أبناء الشعب السوري وليس أحدا غيرهم». وقال الحمود: «صحيح هناك مقاتلون أجانب في سوريا، لكن هؤلاء يتبعون جيش المهدي والحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني الذين يشاركون قوات (الرئيس السوري بشار) الأسد في قتل الشعب السوري، وقد قتل عدد منهم واعتقلنا عناصر إيرانيين أيضا وصورهم بُثت على شاشات التلفزة». وأوضح أنه «إذا شاهد أحد أشخاصا ملتحين ومسلحين، فلا يعني أن هؤلاء جماعات جهادية أتت من الخارج، فكل عناصر الجيش الحر والثوار باتوا ملتحين بسبب وجودهم الدائم في الميدان، حتى إن معظم جنود وضباط الجيش الأسدي باتوا ملتحين»، وقال: «أنا أجزم أنه لم يأتِ أي مقاتل غير سوري لدعمنا من أي دولة، لا شك أن هناك تعاطفا عربيا وعالميا معنا، ولا أنكر أن كثرا أبدوا استعدادهم للقتال إلى جانبنا، والإخوة الليبيون عرضوا علينا إرسال 10 آلاف مقاتل، فأجبناهم بأنه لدينا ما يكفي من المقاتلين، وقلنا لهم إذا أردتم مساعدتنا سلحوا الجيش الحر؛ لأنه من جهز غازيا فقد غزا، لكن حتى الآن لم تصلنا طلقة واحدة من أي دولة عربية».

وردا على سؤال عن الدليل على وجود عناصر غير سورية تقاتل مع الجيش النظامي، أجاب الحمود: «لدينا مقاطع فيديو تظهر وجود عناصر من حزب الله وآخرين من إيران ومن قوات جيش المهدي، وقد تمكنَّا من قتل البعض منهم وأسر بعض العناصر أيضا، واعترافاتهم مسجلة لدينا».

وذكر الحمود أن «الدول المحيطة بسوريا يصعب تسلل أي مقاتل منها؛ فالحدود اللبنانية مع سوريا يمسك بها حزب الله وحدود العراق تضبطها حكومة إياد علاوي التابعة لإيران، والسلطات التركية تمنعنا من حيازة أي طلقة نارية، والأردن كذلك، فكيف يمكن تهريب المقاتلين والسلاح؟»، مشددا على أن «الحرية يأخذها الشعب بيده ولا تُستجدى بجلب المقاتلين من الخارج»، مؤكدا أن «الشعوب الحرة انتزعت حريتها بيدها وهو ما يفعله الشعب السوري اليوم على الرغم من الأثمان التي يدفعها».