ناشطو سوريا ينشرون «النصائح العشر» للقاء المراقبين

رغم القيود المفروضة من النظام.. وقلة الأمل لدى الأهالي

صورة مأخوذة من يوتيوب أثناء إعلان إنشاء كتيبة «ذي قار» في معرة النعمان أمس (أ.ف.ب)
TT

رغم القيود المفروضة من قبل قوات النظام السوري في مختلف المدن، وقلة الأمل لدى سكان هذه المدن المتأزمة في حدوث أي تغير نوعي بعد وصول طليعة بعثة المراقبين الدوليين إلى سوريا، فإن النشطاء السوريين يحاولون قدر الإمكان تنظيم أنفسهم على الأرض على أمل استغلال أي بارقة في حال لقاء أي منهم بالمراقبين في أي من المدن السورية المنكوبة.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، انتشرت أمس دعوات تنظيمية للخطوات الواجب اتباعها ترقبا لوصول المراقبين الدوليين. وفي نقاط بسيطة ومباشرة وبلغة سهلة الفهم، طرح عدد من النشطاء عشر خطوات رأوا أنه من الواجب اتباعها عند وصول المراقبين.

والخطوات المطروحة هي: «أولا: أن يتحدث أقل عدد ممكن للمراقب، حتى لا يتشتت. ثانيا: أن يتم اختيار بعض الأشخاص من رجال ونساء وأطفال للتكلم عن أهل المنطقة، على أن يكونوا من المتحدثين الجيدين. ثالثا: أن يتم تحضير الأفكار بشكل مسبق، وكذلك توقع الأسئلة التي يمكن أن يسألها أعضاء البعثة. رابعا: يفضل أن يكون هناك من يتحدث بلغة أجنبية، وأن يكون متدربا على ما سيقوله. خامسا: طباعة أو كتابة كل ما يراد قوله، وتسليمه لهم مع ذكر التاريخ والمنطقة».

وتتابع الخطوات: «سادسا: تزويد المراقبين بالأفلام والوثائق على أقراص. سابعا: يفضل تزويدهم بخرائط عن المدن بأسماء المناطق والشوارع، والأهم إدراج أسماء أو صور نقاط معروفة وشهيرة، كي لا يتم خداعهم من قبل أي جهة. ثامنا: التأكد من عدم وجود غرباء، فقد يكونون من المخابرات أو الشبيحة والتأكد من عدم تصويرهم أي شيء أو شخص. تاسعا: ابتكروا ما ترونه مناسبا لإيصال الصورة الصحيحة غير المبالغ فيها لأعضاء اللجنة، والعمل على تأمين سلامة الجميع. عاشرا: قل الحقيقة كما هي».

وبسؤال عدد من الناشطين السوريين أصحاب الحسابات على المواقع الاجتماعية عن صاحب تلك المبادرة والنصائح، قال أحمد الحمصي لـ«الشرق الأوسط» إن عددا من الناشطين وضعوا هذه النقاط بعد مناقشات عبر موقع «تويتر»، موضحا أنهم توصلوا إلى تلك الصيغة لسهولة فهمها وتطبيقها على الأرض من قبل الجميع، بغية تحقيق أكبر فائدة من لقاء بعثة المراقبين.

أما عمر من إدلب، فقال إنه «رغم الأمل المتواضع في تحقيق بعثة المراقبين أي تقدم، فإن الأفضل هي محاولة استغلال أي فرصة ممكنة لعرض الصورة الكاملة أمامهم، راجين من الله أن يوفقهم في مهمتهم».

وأوضح عمر أن سبب تواضع أمله شخصيا في نجاح مهمة البعثة يعود إلى أنها تسير منذ الوهلة الأولى في طريق بعثة سابقتها (بعثة المراقبين العرب برئاسة الفريق السوداني محمد الدابي)، التي كان أحد أبرز أسباب فشلها هي مراقبة عملها من قبل النظام السوري.

وتابع علي، وهو من إدلب أيضا، النقطة ذاتها قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «ما دام أن البعثة تتحرك في ظل قوات الأمن السورية، فإنه من المستبعد أن تحقق شيئا.. فبإمكان النظام أن يعرف وجهتها مسبقا، وأن يسبقها دائما في خطواتها». وأضاف: «حتى لو وصل كل المراقبين الـ250 كما أعلنوا، فإن الأسد يستطيع أن يخفي عن أعينهم جيش قمبيز نفسه، وليس بعض الآليات والأسلحة الثقيلة.. هذه المهمة تحتاج إلى آلاف المراقبين لكي تنجح، لو صدقت النوايا».

لكن ناشطا من قلب دمشق يستخدم «الدمشقي» اسما رمزيا، قال إن «المراقبين مختلفون في هذه المرة، حيث إن لهم سابقة خبرة كبيرة في العمل مع الأمم المتحدة في قوات حفظ النظام، وهو ما يعني أنهم مدربون على شيئين في غاية الأهمية.. أولا أنهم يعرفون كيف يفتشون عن التجاوزات في الأماكن التي تشهد صراعات ملتهبة، مثل الوضع في سوريا. وثانيا، وهو الأهم برأيي، أنهم على خبرة في التعامل مع الجهات الكاذبة والمخادعة كنظام الأسد، ولن يتمكن من تضليلهم لوقت طويل».