البنتاغون يحقق في صور تلاعب بجثث انتحاريين من طالبان

بعد صور التبول على جثث.. بانيتا يدين الحادث «بشدة»

TT

بعد صور جنود أميركيين يتبولون على جثة مقاتل تابع لطالبان في أفغانستان، وحرق جنود أميركيين للمصحف الشريف، وإبادة قرابة 20 من الأفغان، أغلبيتهم من النساء والأطفال على يد جندي أميركي، كشفت «لوس أنجليس تايمز» أمس عن التقاط صور لجنود في الفرقة الأميركية المجوقلة الثانية والثمانين مع جثث انتحاريين أفغان في ولاية زابول (جنوب شرق) عام 2010. وفي الحال، أعلن البنتاغون بداية التحقيق في الموضوع.

وقالت الصحيفة إن جنديا أميركيا أرسل لها الصور، وإنها «فظيعة». ولهذا، لم تنشرها كلها، واكتفت بنشر صورة فيها جثة ما يشبه مقاتلا من طالبان ملقى على الأرض، بينما رفع جنود قدميه إلى أعلى. لكن الصحيفة قالت: إن هناك صورا لجنود يحملون رأس وأيدي الرجل.

وقالت الصحيفة، على لسان الجندي الذي أرسل الصور، إن الحادث بدأ بمهمة لفرقة عسكرية أميركية بأن تتحقق من تقرير أن الشرطة الأفغانية تحتفظ بجثة مقاتل تابع لطالبان. وطلب من الفرقة أن تصور الجثة، وتحصل على بيانات طبية عن حدقة العين والبصمات لتحديد هويته. وصل الجنود إلى مركز للشرطة في مقاطعة زابول وبعد بضعة أشهر، أرسل نفس فريق التحقيق الأميركي لمعاينة جثث 3 من المتمردين الطالبان. وبعد أن حصلوا على بصمات، وصوروا الجثث، عبثوا بها، مع ابتسامات عريضة ظهرت في الصور التذكارية التي التقطوها. وقالت الصحيفة إن البنتاغون أصدر بيان الإدانة والتحقيق بعد أن عرضت هي عليه الصور، ولم يكن يعلم بها. وفي الحال، قال جورج رايت، المتحدث باسم البنتاغون، إن ما حدث «يشكل انتهاكا لمعايير القوات المسلحة التي تمنع العبث بالجثث، وتصويرها للترفيه والذكرى». وأضاف: «هذه الأفعال أقل مما نتوقع من أعضاء الخدمة العسكرية».

وفي بروكسل، ندد وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا «بشدة» بسلوك الجنود. وقال في بيان إن «هذه الصور لا تمثل القيم المهنية لدى القسم الأكبر من القوات الأميركية التي تخدم اليوم في أفغانستان». وفي نفس الوقت، عبر عن «خيبة أمل» لنشر الصحيفة الصور، رغم أن الصحيفة نشرت صورة واحدة، قالت: إنها الأقل فظاعة.

ففي فبراير (شباط) 2010 التقطت صورة لجنود أميركيين كانوا أرسلوا لأخذ بصمات رقمية لمتمرد قام بتفجير نفسه فيما رفع بعضهم قدمي المتمرد الممزقتين.

وبعد بضعه أشهر، التقطت صور لعناصر من الفرقة نفسها إلى جانب جثث متمردين.

وتأتي هذه القضية في لحظة حساسة بالنسبة إلى قوات التحالف بعد إحراق نسخ من المصحف في قاعدة باغرام (شمال) ما أدى إلى مظاهرات عنيفة استمرت أياما عدة في أفغانستان.

وأكد بانيتا الذي يشارك في بروكسل في اجتماع لوزراء دفاع الحلف الأطلسي أن «تحقيقا يجرى قد يؤدي إلى ملاحقات ذات طابع سلوكي».

وشدد على أن الجنود الضالعين في «هذا السلوك غير الإنساني» ينبغي أن يحاسبوا أمام القضاء العسكري الأميركي.

وقالت مصادر إخبارية أميركية إن مشكلة الصور ظهرت في لحظة حساسة في العلاقات بين الولايات المتحدة وأفغانستان. في يناير (كانون الثاني)، ظهر شريط فيديو على شبكة الإنترنت فيه 4 من البحرية الأميركية يتبولون على جثث أفغان يعتقد أنه من مقاتلي طالبان. وفي فبراير حرقت نسخة من المصحف الشريف في قاعدة عسكرية أميركية قرب كابل. وأثار ذلك شغبا أسفر عن مقتل 30 شخصا، وأيضا 6 أميركيين. وفي مارس (آذار)، ذهب رقيب في الجيش الأميركي ليلا إلى قريتين أفغانيتين، وقتل 17 من الأفغان، أغلبيتهم نساء وأطفال.