اليمن: عودة المبعوث الأممي إلى صنعاء.. وقرارات الرئيس هادي تواجه تمردا

مقتل 10 عناصر من «القاعدة» في غارة جوية بجنوب اليمن

الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي (وسط) في اجتماعه أمس في صنعاء بالمبعوث الدولي لليمن جمال بن عمر (يسار) (إ.ب.أ)
TT

عاد المبعوث الأممي، جمال بن عمر، أمس، إلى اليمن في إطار مساعي الأمم المتحدة لحلحلة الأوضاع المتأزمة في اليمن، في وقت تواصلت فيه المواجهات مع تنظيم القاعدة في جنوب اليمن، وسقط الكثير من القتلى من عناصر التنظيم في غارات جوية استهدفتهم في عدة مناطق. وقالت مصادر سياسية يمنية رفيعة لـ«الشرق الأوسط» إن عودة جمال بن عمر، مستشار ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، إلى اليمن، جاءت في ظل «حالة التأزم التي تشهدها الساحة اليمنية بعد القرارات التي أصدرها الرئيس عبد ربه منصور هادي، والتي أقصت عددا من القيادات العسكرية البارزة المحسوبة على الرئيس السابق علي عبد الله صالح»، كما أن الزيارة «هدفت إلى إزالة العقبات التي تعترض تنفيذ المبادرة الخليجية»، بعد أن رفض الكثير من القيادات العسكرية التي جرى إقالتها، تنفيذ الأوامر وتسليم مواقعها للقيادات الجديدة التي جرى تعيينها، كما يحدث في القوات الجوية والدفاع الجوي، حيث يرفض الأخ غير الشقيق للرئيس السابق، اللواء محمد صالح الأحمر، تسليم منصبه لخلفه، ولا يزال يمنع اللجنة العسكرية المعنية بإعادة الأمن والاستقرار من دخول القواعد الجوية. وأجرى بن عمر، أمس، سلسلة من اللقاءات مع مسؤولين يمنيين فور وصوله، وأبرز الشخصيات التي التقاها: الرئيس عبد ربه منصور هادي ووزير خارجيته، الدكتور أبو بكر القربي، وقالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» إن زيارة بن عمر تأتي «في إطار متابعة الأمم المتحدة الدوري لسير تنفيذ التسوية السياسية التاريخية في اليمن، والمرتكزة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2014»، وذكرت أن لقاء هادي – بن عمر تطرق إلى «جملة التطورات والمستجدات على مختلف الصعد الأمنية والسياسية والاقتصادية، وما تحقق على صعيد ترجمة التسوية السياسية التي انطلقت مرحلتها الثانية بعد الانتخابات الرئاسية المبكرة التي جرت في 21 من فبراير (شباط) الماضي، والتي اختار فيها الشعب اليمني طريق السلام والوئام والخروج من الأزمة الطاحنة التي نشبت مطلع العام الماضي، والخروج من تلك الأزمة بحل سياسي أجمعت عليه كل الأطراف على المستوى الوطني، وأيده المجتمع الدولي بأسره، حرصا على أن لا يذهب اليمن إلى مزالق الخطر والتمزق والشتات».

على الصعيد الأمني، قتل ما لا يقل عن 10 من عناصر تنظيم أنصار الشريعة الموالي لتنظيم القاعدة في غارة جوية، في سياق استمرار العمليات العسكرية المستمرة في المديرية التي يحاول المتشددون الإسلاميون السيطرة عليها منذ أكثر من 10 أيام. وقتل في المواجهات المئات من قوات الجيش واللجان الشعبية ومسلحي «القاعدة» الذين لجأوا، الأيام الماضية، إلى أسلوب العمليات الانتحارية بعد دحرهم في الميدان.

وقالت وزارة الداخلية اليمنية إن الحرب ضد تنظيم القاعدة والمواجهات معه في لودر «شكلت انعطافة هامة في مسيرة الحرب على الإرهاب»، وأكدت، في بيان لها، أن «تنظيم القاعدة تعرض لضربات موجعة في لودر تبخرت معها أحلامه المريضة وأوهامه المختلة في تحويل محافظة أبين إلى منطقة نفوذ له ينطلق منها لتنفيذ جرائمه الإرهابية».

وأضافت الوزارة أن «العناصر الإرهابية ستتذكر، ولزمن طويل، مرارة الهزيمة القاسية التي منيت بها في مديرية لودر, وانتهت بمقتل وجرح المئات منهم في الضربات الموجعة التي وجهت لهم من قبل أبطال اللجان الشعبية والجيش والأمن»، وذكرت أن «ما حدث في لودر، خلال الأيام القليلة الماضية، ويحدث الآن، أكد وبصورة قاطعة لا لبس فيها أن الإرهاب الموغل في القتل العبثي والدماء لا يمكن له أن يحقق إي إنجازات أو انتصارات, ولا مستقبل له مطلقا في اليمن بلد الحكمة والإيمان»، وتعهدت الداخلية اليمنية بأن «الحرب على الإرهاب بعد لودر ستمتد إلى كل مكان توجد فيه العناصر الإرهابية, وأنها ستستمر ولن تتوقف إلا بالقضاء عليه واستئصال شأفته، فهو سيظل مطاردا ومحاصرا أينما أطل بوجهه البشع؛ خدمة لأهداف الأمن والاستقرار، ودفاعا عن حاضر اليمن ومستقبله ومصالحه العليا».