«تجمع أحرار سوريا» في جبل العرب يعلن بيانه التأسيسي

بشار العيسمي لـ«الشرق الأوسط»: المفاوضات جارية للانخراط في المجلس الوطني

TT

أعلنت 200 شخصية درزية سورية البيان التأسيسي لـ«تجمع أحرار سوريا» في جبل العرب، بهدف «التأكيد على أن الأقليات هم في صلب الثورة السورية وليس على هامشها أو أنهم موالون للنظام»، بحسب بشار شبلي العيسمي، عضو المكتب السياسي للتجمع، الذي قال لـ«الشرق الأوسط»: «الثورة هي لكل أبناء سوريا ولا تقتصر على الطائفة السنية، وبالتالي هدفنا من هذا التجمع هو أن يكون الشعب كله ضمن عملية سياسية واحدة والتفاعل للوصول إلى هدف واحد هو سوريا حرة ديمقراطية».

وفي حين أكد العيسمي أن أعضاء «تجمع أحرار سوريا» على تواصل مستمر مع كل القوى المعارضة، لفت إلى أن المفاوضات جارية للانخراط في المجلس الوطني، ليكون فيه ممثلون من هذا التجمع على غرار الفرقاء السوريين الآخرين».

وعن السبب الذي يحول إلى الآن دون توسع تحركات أبناء السويداء ودخولهم على خط الثورة، يقول العيسمي: «إن حركة السويداء البطيئة تعود لأسباب عدة، أهمها أن النظام السوري نجح في فرض خطاب مذهبي يخيف الأقليات ويضع نفسه في موقع الحامي لهم ولحقوقهم، الأمر الذي لا يمت إلى الحقيقة بِصلة. إضافة إلى سبب أساسي، هو عدم وضوح صورة المستقبل السياسية بالنسبة لهم، كذلك هناك قسم كبير من شباب السويداء هم إما في المهجر وإما من موظفي الإدارات الرسمية، الأمر الذي يعرضهم إذا تحركوا ضد النظام لنتائج اقتصادية واجتماعية لا يستطيعون تحملها، إضافة إلى أن رد فعل النظام حينها سيكون أشد وطأة، لأن هذه التحركات ستنعكس أيضا على حوران، وسيؤدي هذا الواقع إلى عزل دمشق عن كل المحافظات السورية».

وفي حين يؤكد العيسمي أنه لا يمكن تحديد المرجعية التي يعتمد عليها أبناء السويداء، لا سيما أنها تتوزع بين رجال الدين وشخصيات ذات نفوذ في عائلات معينة، يعتبر أن أهلها منقسمون إلى فئتين، الأولى هي الفئة الظاهرة المتمثلة في التنسيقيات التي تعمل على خط الثورة، والفئة الثانية هي تلك الصامتة. وعن تأثير الشخصيات الدرزية على توجه أبناء السويداء السياسية، يقول العيسمي: «أي زعيم له مواقف وطنية يؤثر في أبناء السويداء، ولطالما كان الزعيم الراحل كمال جنبلاط له الوقع الأهم عليهم، وفي هذه المرحلة لا يمكن لمواقف وليد جنبلاط التي تخدم الثورة إلا أن يكون لها التأثير الكبير على تطلعات الشعب السوري بشكل عام وأبناء السويداء بشكل خاص، وخطابه الأخير يلقى قبولا واسعا بين أبناء السويداء ولا سيما الفئة الصامتة منهم».

وفي ما يتعلق بتأثير الشخصيات الدرزية اللبنانية الأخرى على مواقف أبناء السويداء السياسية، يقول العيسمي: «تحاول شخصيات أخرى، أمثال النائب السابق وئام وهاب، الدخول إلى السويداء والتأثير على أبنائها، من خلال شراء أتباع لهم ومرتزقة بالمال والترهيب، وليس الإقناع، وهؤلاء هم ليسوا إلا ظاهرة مؤقتة وزائلة، ستنقلب عليه بمجرد أن ينقطع عنها التمويل، ولدينا معلومات دقيقة تؤكد إقفال مقرات (تيار التوحيد العربي) الذي يترأسه وهاب في السويداء».

وكان أعضاء «تجمع أحرار سوريا» في جبل العرب، الذين يصل عددهم إلى أكثر من 200 شخصية سورية، عقدوا اجتماعا حول «واقع الثورة والتحديات التي تواجهها». وقد تم انتخاب منتهى الأطرش رئيسة فخرية للتجمع، و17 عضوا للأمانة العامة من داخل سوريا و31 عضوا من دول الاغتراب، بالإضافة إلى تسمية أعضاء المكتب السياسي للتجمع، وهم: أدهم مسعود القاق وبشار شبلي العيسمي وخلدون الأطرش ورافع الحناوي وريما فليحان وزياد أبو حمدان وفاضل المنعم ويحيى القضماني. كما ضم المكتب الإعلامي للتجمع ثلاثة أعضاء هم: ريما فليحان وفارس الشوفي وفاضل المنعم.