تأسيس «رابطة الرياضيين السوريين الأحرار» لدعم الانتفاضة

النظام يعتقل لاعب كرة سلة في مطار دمشق الدولي

TT

منذ اللحظات الأولى لاندلاع الثورة السورية، كان الرياضيون السوريون في قلب هذه الثورة، من خلال مشاركة بعضهم في قيادة المظاهرات أو من خلال المواقف المؤيدة للمطالب الشعبية التي يطلقها هؤلاء.

وكان أحد الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري، قام الأسبوع الماضي باعتقال لاعب كرة السلة سامح سرور في مطار دمشق الدولي فور هبوط الطائرة التي كانت تقله من مدينة حلب إلى العاصمة دمشق. سرور الذي يعد واحدا من أبرز لاعبي منتخب سوريا لكرة السلة، من مواليد درعا 1989، أبدى تعاطفا حيال ثورة الشعب السوري المطالبة بالحرية والكرامة في وقت مبكر، الأمر الذي جعله هدفا لأجهزة الأمن السورية. وقالت مصادر في المعارضة السورية إن الأجهزة الأمنية كان باستطاعتها اعتقال سرور أثناء المباراة التي كان يشارك فيها مع فريقه في مدينة حلب، إلا أن وجود وسائل الإعلام في الملعب لتغطية هذه المباراة دفع الأجهزة إلى تأجيل عملية الاعتقال إلى حين عودة سرور إلى دمشق.

وهذه ليست المرة الأولى التي يدفع فيها الرياضيون في سوريا ثمنا غاليا بسبب مواقفهم المؤيدة للثورة السورية، حيث وصل عدد الرياضيين السوريين المعتقلين في سجون النظام إلى 13 رياضيا. ولقي رياضيان سوريان مصرعهما وفقا لمصادر المعارضة في الأسابيع الأخيرة للثورة، بينما اعتقل آخر، وأطلقت السلطات سراح رياضي رابع بعد أن اعتقلته لأيام.

وأشار ناشطون إلى أن الحائز على المرتبة الأولى في بطولة سوريا لرياضة الكاراتيه جمال بايرلي، قد قتل على أيدي عناصر الأمن الموالية للنظام السوري في منطقة البياضة داخل مدينة حمص، وذلك في 7 أبريل (نيسان) الحالي. أما حارس مرمى فريق شباب النواعير لكرة القدم الذي انضم بشكل علني إلى صفوف الجيش السوري الحر، فقد «تعرض للاعتقال من قبل المخابرات السورية في إحدى مناطق ريف حماه وتم قتله بعد تعرضه لضرب مبرح»، كما يقول المعارضون.

وفي الوقت الذي أفرجت فيه السلطات السورية عن بطل مدينة حماه في رياضة كمال الأجسام حمدو الكدرو، ألقت عناصر الأمن القبض على الكابتن سليمان فرج الشيخ مدرب المنتخب الوطني لرياضة الملاكمة في مدينة حماه بداية الشهر الحالي، كما قامت السلطات السورية بتصفية فياض أبا زيد، بطل سوريا في دفع الكرة الحديدية.

وبسبب القمع الذي يمارس على اللاعبين والرياضيين السوريين المعارضين لنظام الرئيس بشار الأسد، أنشأت مجموعة من هؤلاء في منتصف شهر مارس (آذار) الماضي «رابطة الرياضيين السوريين الأحرار» التي جاء في بيانها التأسيسي المنشور في صفحتها الرسمية على الـ«فيس بوك»: «نعلن تشكيل (الرابطة السورية للرياضيين الأحرار) كي تضم في صفوفها كل من حمل ضميرا حيا من أسرة الرياضة السورية وتكون مع مثيلاتها من الروابط السورية الحرة دعما وسندا إضافيا للثورة السورية، ثورة الكرامة والحرية». وأضاف البيان «لأن منظمة الاتحاد الرياضي العام في سوريا قد أضحت أداة بيد النظام القمعي لممارسة أبشع أنواع التعدي على إخوتنا وأبناء جلدتنا باعتبارها تتبع تنظيميا الحزب الفاشي المخرب للدولة والمجتمع، فإنه أصبح لزاما على الرياضيين الأحرار قول كلمتهم الفصل في ما يحدث، متحملين بذلك مسؤوليتهم الأخلاقية والدينية والوطنية تجاه أهلنا».

ودعا البيان شرائح الشعب السوري إلى «دعم حراك شعبنا الأبي في نضاله المحق والمشروع ضد العدوان الأسدي الغاشم سواء تم الدعم عبر المشاركة في التظاهر السلمي المشروع أو عبر مد يد العون إلى من يحتاج من أبناء شعبنا المكلومين»، كما دعا الرياضيين إلى «الامتناع عن المشاركة في البطولات المحلية الجارية حاليا في مختلف الألعاب الرياضية لأنه بات من غير المعقول أن نلهث وراء خصم وهمي وخصمنا الحقيقي يلهث في سعيه لسفك مزيد من الدماء السورية البريئة!».

ومن أبرز الرياضيين الموقعين على بيان تأسيس الرابطة حارس مرمى نادي الكرامة والمنتخب السوري للشباب، عبد الباسط ممدوح الساروت، الذي لعب دورا كبيرا في تصعيد المظاهرات في مدينة حمص عبر قيادته الكثير من المظاهرات المعارضة لنظام الرئيس بشار الأسد.