قوات الأمن السورية تقتحم مدينة دوما بريف دمشق وتحبط فرار مائتي شخص من درعا

«سانا»: مقتل عسكري وجرح 42 باستهداف مجموعة إرهابية لحافلة على طريق الرقة ـ حلب

سوريون يشيعون قتلى في مدينة دوما أول من أمس (أ.ب)
TT

اقتحمت قوات الأمن السورية أمس مدينة دوما الواقعة في ريف دمشق منذ ساعات الصباح الأولى من محاور عدة، وذكر مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق أن دبابات اقتحمت المدينة «تحت غطاء ناري ومدفعي كثيف جدا». وأظهرت مقاطع فيديو بثها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت سحب الدخان تتصاعد في سماء المدينة، على وقع إطلاق رصاص وأصوات تكبير من المساجد.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قتيلين سقطا في المدينة صباح أمس، أحدهما برصاص قناصة والآخر بإطلاق نار عشوائي، في حين قتل أربعة جنود نظاميين على الأقل في تفجير عبوة ناسفة استهدفت ناقلة جند مدرعة في محيط المدينة. كما أفاد المرصد عن مقتل مواطن برصاص حاجز أمني بعد منتصف الليل في قرية حتيتة التركمان.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن عضو مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق محمد السعيد قوله إن «القوات النظامية تدخل بشكل يومي إلى المدينة، لكن الاقتحام اليوم (أمس) هو الأشد»، معتبرا أن الهدف من اقتحام دوما هو «تأديبها بعد المظاهرات الحاشدة التي خرجت فيها ولأنها مركز احتجاجات الريف الدمشقي».

وفي حصيلة أولية ذكر ناشطون أن عشرين شخصا قتلوا أمس برصاص الأمن السوري، معظمهم في ريف دمشق وإدلب. وأفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا بأن ثلاثة مواطنين (أحمد عمر بجقة، ومحمد إبراهيم اليونس حسن، وخالد القصاب) قتلوا عل أيدي قوات الأمن التي «قامت بإعدامهم رميا بالرصاص أثناء عملهم في مزرعة على أطراف المدينة».

وفي درعا أعلن ناشطون أن قوات الأمن السورية استهدفت بقذائف الهاون والأسلحة الثقيلة بلدة غباغب، بينما تحدثت الهيئة العامة للثورة السورية عن أن «الأمن السوري كمن لأكثر من مائتي شخص في بلدة نصيب، حاولوا الفرار عبر الحدود، وشن عليهم هجوما مما أدى إلى جرح ثلاثة أشخاص، بينهم سيدتان. كما اعتقلت قوات أكثر من 35 شخصا، أغلبهم من النساء والأطفال». وقالت إن «نحو 56 شخصا وصلوا إلى المخيم بينما عاد الباقون أدراجهم».

وفي بلدة الحراك دوت انفجارات عدة بالتزامن مع تسجيل إطلاق رصاص كثيف من قبل قوات المدينة. وكانت مظاهرة طلابية بمشاركة نسائية خرجت في جامعة البانوراما (كلية الاقتصاد) في درعا، هتفت للمدن «الجريحة»، منددة بـ«الصمت العالمي اتجاه المجازر ومطالبة بإسقاط النظام». ونقلت لجان التنسيق المحلية عن ناشطين قولهم إن «قوات النظام اقتحمت المستوصف الطبي في الحارة واعتدت على الكادر الطبي فيه، وذلك خلال بحثها عن المتظاهرين المصابين».

وفي إدلب قتل ثلاثة مواطنين في قرية الرامي في جبل الزاوية بنيران قوات الأمن السورية. وذكرت لجان التنسيق أن طفلتين أصيبتا في خان شيخون جراء إطلاق قذيفة على منزلهما من قبل قوات الأمن السورية.

أما في بانياس فقل لقي عنصر أمن حتفه وأصيب ثلاثة آخرون بجراح جراء إطلاق نار على دورية أمنية، ليل السبت الأحد. وأشار «المرصد السوري» إلى أن «هذه الحادثة هي الأولى من نوعها منذ قرابة العام».

وفي محافظة حلب قال ناشطون إن تسعة مقاتلين من المجموعات المنشقة قتلوا إثر كمين نصبته لهم قوات الأمن السورية قرب بلدة عندان في ريف حلب، في حين أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن «مجموعة إرهابية مسلحة استهدفت بعبوة ناسفة حافلة على طريق الرقة - حلب، تقل عددا من الضباط وتلامذة الضباط من إحدى الوحدات العسكرية، ما أدى إلى مقتل عنصر وإصابة 42 بجروح، بينهم 13 برتبة ضابط والبقية من صف الضباط، حالة ثلاثة منهم خطيرة».

ونقلت «سانا» عن مصدر رسمي قوله إن «وحدات الهندسة قدرت زنة العبوة بـ50 كيلوغراما»، مشيرة إلى «تفكيك عبوتين ناسفتين زنة كل منهما 50 كيلوغراما بالقرب من مكان استهداف الحافلة معدتين للتفجير عن بعد».

من جهة أخرى ذكرت «سانا» أن «مجموعة إرهابية مسلحة استهدفت أمس بعبوة ناسفة قطارا محملا بالقمح المستخدم لتصنيع مادة الخبز في المنطقة الواقعة بين محمبل وبشمارون في ريف محافظة حلب، ما أدى إلى إصابة طاقم القطار وحدوث أضرار مادية كبيرة».

وفي العاصمة دمشق اعتقلت قوات الأمن السورية أربعة ناشطين من أمام كلية الهندسة في البرامكة، أثناء رفعهم لافتات كتب عليها «أوقفوا القتل» و«الدم السوري واحد». وفي جوبر خرجت مظاهرة طالبت بإسقاط النظام على الرغم من الوجود الأمني الكثيف في الحي، ما أدى إلى اقتحام الحي بأعداد كبيرة من الجنود وعناصر «الشبيحة» من أجل فض المظاهرة.

من جهة أخرى أعلنت وكالة «سانا» عن تشييع جنازة 5 عسكريين أمس من مشفيي «تشرين العسكري» و«الشرطة» في دمشق، استهدفتهم المجموعات الإرهابية المسلحة أثناء تأديتهم لواجبهم الوطني في ريف دمشق وحمص ودرعا.